Quantcast
Channel: قصص نجاح –مدونة شبايك
Viewing all 58 articles
Browse latest View live

قصة راي كروك صانع نجاح سلسلة محلات ماكدونالدز

$
0
0

في البداية أتوجه بالشكر لمركز الشيخ إسماعيل أبو داود للتدريب على دعم هذه التدوينة ماليا. اليوم موعدنا مع قصة صانع نجاح سلسلة محلات ماكدونالدز، الأمريكي رايموند (راي) كروك Ray Kroc الذي جاء مولده في عام 1902 في شيكاجو بولاية إلينوي، ولأنه كان يفضل العيش في أحلامه لا قراءة الكتب والاهتمام بدروسه، فلم يكن غريبا عليه هجرانه لمقاعد الدراسة في المرحلة الثانوية. حين بلغ 15 سنة، كانت الحرب العالمية الأولى مشتعلة، ولم يجد راي سوى أن يكذب بخصوص سنه الحقيقي لكي يحصل على وظيفة سائق سيارة إسعاف حربية، لكنه حين ذهب فعليا ليحصل على تدريبه لهذه الوظيفة، انتهت الحرب وعاد خالي الوفاض. مستمرا في رحلة البحث عن وظيفة أو عمل، بدأ راي تنمية مهاراته في العزف على البيانو، حتى حصل على وظيفة عازف في إذاعة راديو محلية جعلته يعزف ليلا.



وأما أثناء النهار، فحصل راي على وظيفة بائع أكواب ورقية في شركة ليلي تيوليب كب، وفيها حيث أثبت كفاءة بارعة ورغبة عارمة في العمل بجهد حتى أصبح أفضل بائع في الشركة، وهناك تعرف على إيرل برينس، تاجر وعصامي ناجح، اخترع آلة لصب المشروبات ومزجها معا، وسجل اختراعه هذا وبدأ يبيعه في أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية. وعمره 37 سنة، أقنع بطلنا راي صديقه إيرل أن يبيعه حقوق استغلال منتجه هذا، ليستقيل راي بعدها من عمله، ويقضي 17 عاما من عمره بعدها في بيع الأكواب الورقية وآلة صب المشروبات هذه، في مختلف ربوع الولايات الأمريكية.

عمل في الليل وفي النهار

مستمرا في رحلة البحث عن وظيفة أو عمل، بدأ راي تنمية مهاراته في العزف على البيانو، حتى حصل على وظيفة عازف في إذاعة راديو محلية جعلته يعزف ليلا. وأما أثناء النهار، فحصل راي على وظيفة بائع أكواب ورقية في شركة ليلي تيوليب كب، حيث أثبت كفاءة بارعة ورغبة عارمة في العمل بجهد حتى أصبح أفضل بائع في الشركة، وهناك تعرف على إيرل برينس، تاجر ومخترع وعصامي ناجح، اخترع آلة صب المشروبات ومزجها معا، وسجل اختراعه هذا وبدأ يبيعه في أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية. وعمره 37 سنة، أقنع راي إيرل أن يبيعه حقوق استغلال منتجه هذا، واستقال راي بعدها من عمله، ليقضي 17 عاما بعدها في بيع الأكواب الورقية وآلة صب المشروبات هذه، في مختلف ربوع الولايات الأمريكية.

باب ينغلق لينفتح آخر

بعدها بدأ راي يعاني من تراجع مستمر في مبيعاته، إذ بدأ الناس يزهدون في المشروبات التي تخرج من ماكيناته، رغم ذلك لاحظ راي أن الأخوين ديك (ريتشارد) و ماك (موريس) ماكدونالد هما من أكبر عملائه المستمرين في الشراء منه، خاصة حين طلبا شراء ثمان ماكينات صب المشروبات دفعة واحدة من أجل سلسلة مطاعمهما في كاليفورنيا الأمر الذي أثار فضوله، ولذا سافر للقاء الأخوين في عام 1954، وهناك لاحظ تطبيق مبدأ الخدمة الذاتية من العملاء، وعدم وجود طاولات أو مقاعد للجلوس، وتركيز الأخوين على طهي وتجهيز وبيع الشطائر والساندويتشات وشرائح البطاطس والمشروبات الباردة بشكل سريع وتقديمها على أطباق ورقية، بطريقة تشبه كثيرا خط تصنيع وتجميع السيارات، وهي الفكرة التي اقتبسها الأخوان من هنري فورد الشهير مؤسس شركة فورد لتصنيع السيارات، لكن الأهم من كل ذلك، لاحظ راي كفاءة الإدارة التي جعلت هذه الخدمات تقدم بسرعة وبجودة مقبولة وفي زمن قليل، الأمر الذي لم يكن معتادا بكثرة وقتها، لقد شاهد راي شيئا لم يره من قبل، ووجده شيئا يحتاجه العالم كله.

بعض الشجاعة لكسر الملل

لشعوره بالملل من وظيفته ومن عمله، ولرغبة جارفة داخله لإدخال تغيير على حياته، ولاستغلال فرص التوسع التي لمحها في مطاعم الأخوين ماكدونالد، قرر راي أن يخطو الخطوة الجريئة. لم يكن راي في أفضل حالاته وقتها، حتى أنه على المستوى الصحي كان يعاني من مرض السكر / السكري واستأصل الأطباء مرارته وغدته الدرقية، وعانى من التهاب المفاصل، لكنه كان واثقا من أن مستقبله سيتغير للأفضل. عرض راي على الأخوين ماكدونالد فكرته، فقد كان واثقا من نجاح فكرة توسعة نشاط سلسلة المطاعم لتغطي الولايات المتحدة كلها ومن بعدها العالم كله. حين سأله الأخوان ومن الشخص القادرة على إدارة توسعة نشاطهما بهذا القدر، أجابهما وماذا عني؟ كان الأخوان ماكدونالد قد وضعا أسس صناعة الطعام السريع، لكن نشر هذه الأسس كان بحاجة إلى شخصية فذة ساقاها القدر إليهما، وكان راي كروك لها، وهكذا حصل راي على الحقوق الحصرية من الأخوين.

الطريف أنه في هذا الوقت كان راي كروك قد تعرف على والت ديزني، وكان الأخير لا يزال يبني مدينة الأحلام ديزني لاند، وراسله راي طالبا منه السماح له بافتتاح مطاعم ماكدونالدز في مدينته الناشئة، لكن رسالته ذهبت دون رد، وعوضا عن شعوره بالمرارة، استمر راي في مخاطبة جميع الشركاء الذين بدوا الحل الأمثل لاستضافة مطاعم ماكدونالدز.

بداية الفرانشايز

في مارس 1955 أنشأ راي كروك شركة أنظمة ماكدونالدز، لتتحول إلى مؤسسة ماكدونالدز بعدها بخمس سنوات، وحصل على حق الفرنشايز Franchise (فرنشايز هو تعاقد تجاري بين طرفين، يعير علي أساسه الطرف الأول (مانح الامتياز) اسمه التجاري ونظام عمله للطرف الثاني المستفيد من التعاقد مقابل نسبة من المبيعات، ويحقق هذا النمط من التعاقد مزايا عديدة أكثر من التراخيص والتوكيلات التجارية التي يقتصر العمل فيها علي توزيع السلع التي أنتجتها الشركة الأم) وافتتح أول مطعم ماكدونالدز في ديس بلينس Des Plaines في أحياء مدينة شيكاجو في أبريل 1955 واستمر في التوسع حتى أصبحت سلسلة محلات ماكدونالدز تضم أكثر من 200 مطعم في عام 1960.

في بداية بيع الفرنشايز، كان راي يحصل على 1.9% من إجمالي مبيعات المطعم الذي يحمل اسم ماكدونالدز، يذهب نصفها إلى الأخوين ماكدونالد. في أول سنة، وجد راي أنه بالكاد يحصل على عائد يغطي مصاريفه.

الأرباح الكبيرة تأتي من العقارات

بعدها قابل راي العبقري المالي هاري سونينبورن، والذي أرشده إلى كيفية صنع الأرباح، ليس من بيع البرجر، بل الأراضي. أسس راي شركة عقارية لبيع وتأجير الأراضي، تؤجر الأراضي لمن يريد الحصول على حق الفرنشايز من مطاعم ماكدونالدز، وكان على هؤلاء إما دفع الإيجار ، أو 1.9% من إجمالي المبيعات، أيهما أكبر. بعدها بدأت المشاكل تدب بين راي والأخوين ماكدونالد، إذ أراد الأول تغيير أشياء لم يوافق عليها الأخوان، ولذا في عام 1961 اشترى راي النشاط كله من الأخوين ماكدونالد مقابل 2.7 مليون دولار، وأصبح متحكما في جميع أوجه النشاط وإدارته.

كان راي كروك عنيفا مع المنافسين، ظهر ذلك واضحا من البداية حين رفض الأخوان ماكدونالد بيع محلهما الأول له (والذي كان يحمل اسم The Big M لأنهما باعا حقوق استغلال الاسم)، فما كان منه إلا وافتتح مطعما مقابلا لهم ونافسهم بقوة مميتة حتى اضطرا في النهاية لقبول عرضه بشراء مطعمهما. عن ذلك يقول راي إنها الطريقة الأمريكية في المنافسة، حيث البقاء للأقوى و حسب. الجدير بالذكر أن راي وضع دليلا لطريقة عمل مطاعم ماكدونالدز، وضع فيها الوزن اللازم لكل شريحة برجر، ومقاس كل شريحة بطاطس، ومقدار الكاتشيب والماستردة وشرائح البصل المقدمة، وكيفية تنظيف المطعم. في عام 1961 كذلك افتتح راي مركز تدريب لطريقة إدارة مطاعم ماكدونالدز، ليصبح اسمه فيما بعد جامعة الهامبورجر والتي تعطي درجتها العلمية في علوم الهامبورجر والبطاطس الفرنسية!

المليار الأول

في عام 1963 بلغ عدد مطاعم ماكدونالدز أكثر من 500 مطعم، قدمت أكثر من مليار سندويتش / شطيرة، وبدأ المهرج الشهير رونالد ماكدونالد يروج لمحلات ماكدونالدز، في حملة تسويقية شاملة كاسحة ساحقة، بدأت بظهوره في إعلانات التليفزيون في عام 1965، حتى أنه وفي خلال ست سنوات من هذه الحملة التسويقية، كان 96% من أطفال أمريكا يعرفون هذا المهرج والمطعم الذي يروج له، أكثر من نسبة أولئك الذين كانوا يعرفون اسم الرئيس الأمريكي وقتها. كذلك في عام 1965 طرح راي كروك أسهم الشركة في البورصة، لتكون أول شركة طعام سريع تطرح أسهمها في البورصة الأمريكية، الأمر الذي وفر له سيولة مالية كبيرة ساعدته على الاستمرار في التوسع والانتشار. كان سعر السهم حين طرحه لأول مرة 22 دولار، ليصل خلال أسابيع إلى 49 دولار.

في عام 1972 كانت نسبة محلات ماكدونالدز إلى عدد سكان الولايات المتحدة هي محل واحد لكل 90 ألف نسمة، لكن راي نقل مطاعمه إلى خارج أمريكا في هذا العام، بداية بانجلترا ونهاية بكل دول العالم تقريبا. (حين وجد راي أن نطق اسم ماكدونالدز صعبا في اليابان، وافق على استبداله باسم ماكودنالدو). بداية من عام 1968، عهد راي بغالبية مهامه اليومية إلى فريد تيرنر، وبدأ هو يراقب ويتابع طريقة عمل إمبراطوريته من بعيد وعن كثب، واستمر يبحث عن فرص استثمارية وتوسعية، وأخذ يسافر خارج أمريكا ليزور محلات ماكدونالدز حول العالم دون سابق إنذار.

في عام 1974 تقاعد راي كروك من إدارة الشركة، مع بقائه في مقاعد مجلس الإدارة، حتى مات في عام 1984 جراء فشل وقصور قلبه، عن عُمر ناهز 81 سنة. الجدير بالذكر هنا هو أن راي كان له مشاريع جانبية لم تنجح ولم نسمع عنها، لكن هذه الإخفاقات لم تقض عليه، بل جعلته يشعر بسعادة وتقدير أكبر لكل نجاح يحققه. لم يخترع راي كروك ساندويتش الهامبورجر (لاحظ أن “هام” هنا هي اختصار لاسم مدينة هامبورج الألمانية، وليس لحم الخنزير، هذا الاعتقاد العام العربي ليس صحيحا)، لكنه أخذ هذا المبدأ ونشره في العالم كله. أخذ راي مطعما وصناعة تدر القليل، وتركها تدر البلايين والمليارات، عبر الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، وعبر التسويق على نطاق واسع جدا، وعبر تكريس حياته كلها لتحقيق ذلك الأمر.

لم يكن راي كروك مؤسس ماكدونالدز مهتما فقط بمجرد بيع حقوق الفرنشايز لصنع بعض الشطائر والبرجر، بل كان يحرص بشدة على تقديم مستوى خدمة مرتفع وتجربة تناول طعام مريحة وهادئة ومبهجة. كان راي يهتم بطريقة تنظيم كل مطعم، وبنظافة ساحة صف سيارات نزلاء المطعم، وبعدد قطع المخللات المقدمة، وأن يعمل في كل مطعم عاملون يقطنون قريبا منه، ليكونوا على دراية أفضل باحتياجات زوار المطعم، وأن يكون مستوى خدمة مطعم ماكدونالد في الشرق مساوية تماما لتلك المقدمة في أي مطعم آخر في الغرب.

الشاهد من القصة:

• عدم إكمال التعليم التقليدي ليس حكما نهائيا بفشل الفرد في بقية حياته، وحمل الشهادات الجامعية ليس شرطا للنجاح. شرط النجاح هو الرغبة الشديدة في النجاح، والبحث المستمر والدائم عن الفرص ما دام القلب ينبض.
• قد يتأخر النجاح حتى بعد بلوغك الخمسين من عمرك، ما يهم هو أن تكون مستعدا له حين تأتي فرصته.
• حين بدأ عمل راي في بيع آلات مزج المشروبات ينكمش، ساعده ذلك على ملاحظة مطاعم الأخوين ماكدونالد. عندما يحدث لك الشيء ذاته، ابحث عما تريدك السماء أن تعثر عليه واستغله. لا تلعن الظلام.
• للنجاح شرطان: الأول أن تكون في المكان المناسب في الوقت المناسب، والثاني أن تستفيد من ذلك.

على الجانب:
• في الصورة المرفقة كتبت مؤسس ماكدونالدز، وسيقول قائل، بل أسسها الأخوين، وأرد عليه: بل هما فقط وضعا الاسم، بينما راي هو من أخذ على عاتقه جعلها سلسلة محلات عالمية ناجحة، وهذا يمنحه عندي لقب المؤسس!
• تبرعت منذ قليل لصالح هيئة اليونيسكو لتعويضها عن قطع التمويل الأمريكي عقابا على إعترافها بدولة فلسطين – تبرع أنت أيضا – الآن http://www.unesco.org/donate/


والي اموس، النهوض من الحطام

$
0
0

مثله مثل كثيرين من السود في أمريكا، جاء والي اموس Wally Amos إلى الحياة ليجد أمه خادمة منزلية، لا تعرف من التربية سوى صرامة تنفيذ القواعد، وأملها في أن يكون ابنها ناجحا يوم يكبر. في حقبة الثلاثينات التي شهدت مولده، عانى السود من التفرقة العنصرية والتمييز العرقي ضد بني بشرته، ولم يكد يكبر قليلا ويبلغ 12 عاما حتى انفصل أبويه بالطلاق وحل هو ضيفا على قريبته ديلا في مدينة نيويورك.



في كل مصيبة بذور حكمة تعطي ثمارها بعد وقت طويل، فمن قريبته تلك تعلم والي طريقة خبز قطع الحلوى الدائرية المطعمة بقطع صغيرة من الشيكولاته، وهو الأمر غير المعتاد في ذاك الوقت، وبعدها بدأ يضيف على هذه الوصفة ويطورها وجعلها أفضل وأطيب. هذا التعلم دفعه للانخراط في مدرسة ثانوية تعلم فنون الطهي، لكنه لم يكمل دراسته وتطوع في سلاح الجو الأمريكي، وبعد قضاء أربع سنوات هناك، رحل مع شهادة تقدير.

بعدها رجع إلى مدينة نيويورك، وانتظم في دراسة السكرتارية في كلية هناك حتى تخرج، ليقبل وظيفة بدوام جزئي في محل ساكس افنيو. رغم أنف كل المديرين الذين عملنا معهم، وجد والي مديرا طيبا تحول ليكون معلمه وأستاذه في فنون الحياة، عمل على تشجيع الشاب اليافع، وساعده للنجاح في حياته، وناقشه طويلا وكثيرا في مقالات الأعمال المنشورة في الجرائد المختصة، وأما حين ترقى هذا المدير، ترك توصية قوية لكي يحل والي محله رغم وجود من هم أقدم منه، لكنه رأى أنه أكثر كفاءة ومهارة منهم، وهو ما كان. هذه التوصية دفعت والي للعمل بأقصى طاقته، الأمر الذي عاد عليه بوظيفة بدوام كامل لا جزئي.

بعدها بفترة انتقل والي للعمل في شركة تبحث عن المهارات الغنائية الواعدة، وهناك حيث لمع نجم والي حين اكتشف العديد من نجوم الغناء الأمريكيين السود، لكن الطريف – والجدير بالذكر – هو أن والي كان يتبع أسلوبا تسويقيا غير مسبوق في وقته، كان يرسل لمن يتوسم فيهم الخير من العملاء المحتملين دعوة للحضور للقائه، ومع الدعوة قطعة حلوى الشيكولاته من صنع يده، وفي الأغلب كانت حلاوة الطعم هي سر قبول هؤلاء العملاء للحضور للقائه، ربما طمعا في قطعة ثانية ،أو ربما ترتيب وسيلة إمداد مستمرة من هذه الحلوى الشهية!

بعد مرور ستة أعوام ونصف عليه في هذه الشركة، اصطدم والي بواقع التمييز العنصري مرة أخرى السائد في الستينات من القرن الماضي، إذ لم يكن أحد مستعدا وقتها لترقية أسود لمنصب مدير قسم، الأمر الذي دفعه للاستقالة واستغلال مهاراته في التسويق للمغنين والمطربين الناشئين، في التسويق لحلوى الشيكولاته التي برع في خبزها بشكل أسال لعاب الكثيرين، خاصة بعدما نصحه صديق له بذلك.

بمساهمات من أصدقاء له وعملاء سابقين، اقترض والي 25 ألف دولار، وافتتح في عام 1975 متجرا أسماه والي الشهير أو Famous Amos لبيع حلواه في مدينة هوليود الشهيرة في ولاية كاليفورنيا. فوق أنه أسود، لم تكن قطع الحلوى المطعمة بقطع الشيكولاته شيئا معتادا، لكنه قرر المخاطرة ومضى في طريقه، ومن نجاح لآخر تمكن من افتتاح فرعين إضافيين بعد شهور من افتتاح فرعه الأول، حتى جاء عام 1987 ولديه 35 فرعا لبيع حلواه، وكان يحقق 12 مليون دولار مبيعات سنوية.

لكنه كذلك لم يتقن فنون الإدارة، فباعترافه شخصيا، لم يكن يدرك قوة فريق العمل، وكان منعزلا عن فريق إدارة فروعه، وكان مغرورا بنجاحه فظن أنه يعرف كل الأجوبة لكل الأسئلة، وهذا الغرور هو ما دمره، وبدأ يحقق خسائر عميقة أجبرته في 1988 على بيع كل أصول شركته التي بناها/خبزها بيديه، مع شرط تعاقدي على ألا يعمل في مجال الحلوى وألا يستخدم اسمه في الترويج لأي منتج من منتجات الحلوى!

رغم ذلك حاول والي في عام 1991 تأسيس شركة حلويات تحمل اسمه، لكن القضية التي رفعتها الشركة التي باع لها حقوق استغلال اسمه انتهت لصالح تلك الشركة، ولذا غير والي الاسم إلى شركة حلويات العم بلااسم أو The Uncle Noname’s Cookie Company ومرة أخرى حاول التسويق لشركته الناشئة الجديدة. مرت الأيام، حتى حل والي في عام 1994 ضيفا في برنامج إذاعي، وحملت موجات الراديو كلماته إلى أحد الموزعين الذين سبق له أن تعامل مع والي وحلوياته في الماضي الجميل، وكان والي يتحدث عن النجاح وصعوباته ووجوب مطاردته حتى يتحقق، وعن ضرورة تحدي الصعاب مهما كانت.

تفاعل المستمع مع المتحدث، وقرر مشاركته لتوسيع شركته وتكبيرها تحت ذات اللااسم لكن في مجال حلويات المافن Muffin، وبمرور السنوات أصبحت الشركة من ضمن أكبر شركات حلوى المافن الأمريكية، وحين اشترت شركة أخرى تلك الشركة التي اشترت حق استغلال اسمه التجاري، توصل والي إلى صفقة سمحت له بأن يعود ليكون المتحدث باسم تلك الشركة، مستردا لاسمه واسم شركته الأولى التي بناها.

الشاهد من القصة، هو أن كل مصيبة تحدث لأي منا، تحمل في طياتها رحمة مدفونة تنتظر من يكشف عنها، فانفصال والديه جعله يتعلم وصفة سرية لخبز حلوى شيكولاته جديدة، وخسارته لشركته الأولى ولحق استغلال اسمه علمه ألا يكرر أخطاء الماضي في شركته الثانية.

كذلك، ليس معنى أن جعلك الله مديرا على طائفة من الناس، أن تجعل ذلك فرصة لإثبات غبائهم ولتحطيم معنوياتهم، فهذا المدير الذي تحول ليكون معلما لوالي، عرفه كذلك على مجموعات من المتطوعين تحارب الجهل وتسعى لتعليم الأميين في أمريكا، وهو ما استمر فيه والي بقوة وحتى شيخوخته، الأمر الذي عاد على الكثيرين بالفائدة، وعليه هو شخصيا، خاصة حين قرأ مقولة تقول: التطوع هو أن تمد يدك إلى يد في الظلام لتعود بها إلى النور، لتكتشف أنها يدك أنت.

على الجانب:
* قبل أن يسأل أجيبه، ميزة قصص النجاح غير العربية هي أن العربي يقبلها بسهولة ويسر، دون مناقشات سفسطية بعيدة عن الهدف والمغزى من سردي لأي قصة نجاح. ليس الأمر ترويجا لِـجنة الغرب، بل لـِجنة الحرية الاقتصادية والاعتماد على النفس لا على الراتب.
* سأل سائل عبر تويتر، بما معناه أن أسلوب صياغة قصة النجاح يطغى أحيانا على قيمة القصة، فإذا كانت لا تستحق الإشادة، دفعتنا طلاوة الأسلوب للإعجاب بها. الإجابة ببساطة أن الكاتب مثل طاهي الطعام، يحاول إرضاء أذواق كثيرة، لكن دون جدوى. أي قصة نجاح أكتبها، سواء كان النجاح سريعا أو بطيئا، عربيا أو غربيا، سيجد كل قارئ في ثناياها ما يفيده هو شخصيا، وأما من لم يجد في الورد سوى الشوك، أو في الصحراء سوى النبتة الصغيرة التي حملت الوردة، فهو ما لا أملك معه شيئا، وإن كنت أدفع القارئ ليكون ممن يرون الورود ولو في الصحراء.

قصة نجاح فريد ديلوكا، مؤسس صبـواي

$
0
0

في البداية أتوجه بالشكر لمركز الشيخ إسماعيل أبو داود للتدريب على دعم هذه التدوينة ماليا. فيما يلي سنتناول قصة نجاح بطلها يحمل لقب أثرى رجل اغتنى من صناعة السندويتشات / الشطائر، وفي حين بلغ عدد فروع محلات ماكدونالدز حول العالم 32,737 فرعا في نهاية 2010، كان لمحلاته وقتها 33,749 فرعا حول العالم، وكانت البحرين أول دولة في العالم يفتتح بها أول فرع لمطاعمه خارج الأراضي الأمريكية، ولرغبته في دخول الجامعة ولقصر ذات اليد افتتح وهو شاب صغير مطعما للشطائر، وأما اليوم فتقدر مجلة فوربز ثروته بمقدار 2.2 مليار دولار، ورغم هذا الثراء، يقود سيارة مر عليها سنوات طوال، ويسكن في شقة عادية ذات غرفتين، إنه..

بطلنا هنا ابن لأبوين إيطاليين هاجرا شبابا إلى أمريكا وسكنا نيويورك، يحمل اسم فريدريك ديلوكا Fred DeLuca، وجاء ميلاده في حي بروكلين في مدينة نيويورك، في عام 1948، وظهرت عليه إرهاصات التجارة صغيرا حين قام وعمره 10 سنوات بجمع الزجاجات الفارغة من الحي الذي عاش فيه مع أهله، وباع كل زجاجة مقابل سنتين لكل زجاجة، وفي عام 1957 قام بتوزيع الصحف اليومية لأكثر من 400 مشترك لديه. حين تخرج من المدرسة الثانوية، استقرت رغبته على دراسة الطب، لكن قصر ذات اليد والفقر الشديد الذي كان يعيش فيه، وكذلك مصاريف الدراسة الكثيرة، كل هذا دفعه لأن يعمل في محل بيع آلات مقابل دولار وربع لكل ساعة عمل.

منبع الفكرة

كان المردود المالي قليلا لا يكفي لسداد المصاريف الجامعية، ثم حدث في يوم الأحد من شهر يوليو من عام 1965 أن جاء صديق قديم للعائلة للزيارة، دكتور الفيزياء النووية ’بيتر باك‘، وحدث أن سأله فريد عن حل لمشكلة ضيق ذات اليد، فأخذ الصديق يتحدث عن صاحب سلسلة مطاعم شهيرة بدأ من لا شيء وبمطعم واحد حتى أصبح يملك سلسلة طويلة منها، وأخذ يمدح ويشيد بأرباح مجال المطاعم وسهولة دخول هذا المعترك، حتى أنه وافق على تمويل مشروع مماثل، تمثل في صورة شيك منه بمبلغ ألف دولار على سبيل المشاركة، لكي يقوم فريد بتأجير محل وتحويله لمطعم والعمل فيه بنفسه لكي يدر عليه المال اللازم لإتمام دراسته. كان الاتفاق المبدئي افتتاح 32 مطعما خلال عشر سنوات من بدء النشاط!

إذا قلت لي منذ 30 سنة أنه سيأتي يوم نجلس فيه في مطعم صبــواي في موسكو،
كنت لأقول إنك لمجنون. – فريد ديلوكا – مؤسس مطاعم صبــواي

في اليوم التالي، خرج فريد باحثا عن محل ليستأجره وينفذ فكرة صديق العائلة واقتراحه، مستعيرا سيارة والده ليطوف بها الطرقات القريبة من منزله حتى عثر على بغيته في بريدبورت في ولاية كونيتكيت، حتى أنه بعد دفع مبلغ الإيجار ومقابل شراء الأدوات اللازمة، لم يتبق له أي مال ليسدد به 25 دولار أجر المحامي لكي يعد الأوراق الرسمية للإيجار، لكن هذا لم يمنعه من المضي قدما في سبيل تحقيق هدفه، دون عقد إيجار رسمي موقع! في أقل من أسبوع، تحول الطالب العامل ذو السبعة عشر عاما إلى شريك في ملكية وإدارة مطعم في مدينة بريدجبورت في ولاية كونيكتيكت، قليل الخبرة والمال، ما جعله يصمم الديكورات الداخلية بنفسه، فقام ببناء الفواصل والطاولات، وبدأ يضع إعلانات في الجرائد باحثا عن أجهزة ومعدات مستعملة، حتى أنه لم يخجل من صياغة الإعلان قائلا ’طالب في حاجة لبراد / ثلاجة مستعملة‘. كانت رؤيته قائمة على تصميم طاولة عريضة، عليها خزينة النقود، و إناء ين صغيرين لوضع الخضروات ومكونات وحشو الشطائر. بعد الجهد والاجتهاد، جاء وقت اختيار الاسم.

منبع الاسم

كان المعتاد ساعتها تسمية الشطائر / الساندويتشات صبـمارينز أو Submarines ولهذا وضع اسم صديق العائلة وصاحب الفكرة والممول الرئيس قبلها فأصبح الاسم Pete’s Submarines أو ’بيت صبـمارينز‘. بعد فترة من الافتتاح والاستعمال، تبين أن الناس تخطئ في الاسم فتنطقه بيتزا مارينز، ولذا قرر فريد تحويل الاسم إلى بيتز صبـواي Pete’s Subway وبعد فترة من الزمن ومن واقع الاستخدام اليومي، تحول الاسم للاكتفاء بكلمة صبـواي في عام 1968، وهو الاسم المستخدم حتى اليوم. وأما من أين جاءت كلمة صبـمارين والتي تعني غواصة في اللغة الانجليزية، فمن كونها التسمية الايطالية للساندويتش الايطالي الذي يشبه الغواصة، من حيث الشكل الطويل شبه الدائري. في اليوم الأول لافتتاح المطعم (تحديدا 28 أغسطس 1965)، باع فريد 312 ساندويتش / شطيرة، بسعر تراوح ما بين 49 إلى 69 سنت للساندويتش، مع مشروبات غازية مجانية، وكان يعمل في المطعم بمفرده، مع بعض المساعدة من والدته من حين لآخر، على أن المبيعات تراجعت ولم تتزايد، وكان فريد يقود سيارته فولكس فاجن قرابة مئة ميل يوميا ليجلب أفضل الخضروات من أجل مطعمه.

بعد مرور وقت قصير، تعرض المشروع الناشئ لأول مشاكله، وجوب تركيب حوض معين في مطبخ المطعم، يكلف قرابة 550 دولار، وهو ما لم يتوفر في ميزانية فريد الذي كان على وشك إغلاق المطعم، لولا تدخل صديق العائلة والشريك وتوقيعه على شيك ثان بمبلغ ألف دولار لإنقاذ المشروع الناشئ وشراء الحوض اللازم. بعدها استمر فريد في الإدارة واضعا نصب عينيه هدف افتتاح 32 فرعا لمطعمه خلال أقل من 10 سنوات، وكانت فكرته تقوم على استغلال الوفرة المالية المؤقتة التي كان يحققها، فقد كان يحصل على ثمن الساندويتشات اليوم، ويدفع أجور الموظفين والعمال، وأثمان المواد الخام والمكونات في اليوم التالي.

الأزمة الطاحنة الأولى

بعد مرور عام على إطلاق مطعمه الأول، أصر فريد على افتتاح الثاني في موقع قريب من الأول، رغم أن الأرقام كشفت بعدها عن تحقيق فريد لخسارة في كلا المطعمين. في جلسة تفكير مع صديق العائلة والشريك بيتر، قرر الاثنان – عوضا عن إغلاق المطعمين – افتتاح مطعم ثالث وبسرعة، أملا في وقف نزيف الخسائر وتحقيق بعض الأرباح من المطاعم الثلاثة. مع إدارة دقيقة وموفرة للمطاعم الثلاثة، وساعات عمل طويلة جدا، تمكن فريد من تقليل التكاليف حتى بدأت المطاعم الثلاثة تعزف نغمة الأرباح. يخبرنا فريد بنفسه عن سبب الأداء المتدني للمطعم الأول والثاني، ألا وهو موقع المطعم ذاته، فالعملاء والمرتادون يريدون موقعا يمكن رؤيته والعثور عليه بسهولة، يصرخ بعلامات النظافة والأمان، وهو ما التزم به في مطاعمه التالية.

بعدها أخذ يفكر فريد كيف سيحقق هدفه المحدد مسبقا بافتتاح 32 مطعما، ولم يجد ما يحقق هذا الهدف سوى فكرة الفرنشايز وبيع حق استغلال الاسم التجاري للمطاعم الأخرى، فهو فكر في الأمر ووجده يقف عند توظيف بعض الأشخاص وتدريبهم جيدا، ثم تركهم ليديروا هذه المطاعم الأخرى، خاصة أن فريد – وعبر تسع سنوات من إدارة مطاعمه – تمكن من وضع دليل دقيق ومفصل يحوي الخطوات اللازمة لإدارة المطعم وإعداد الطعام.

صديق / شريك

عرض فريد الفكرة على صديقه براين ديكسون ليكون أول مجرب لفكرة الفرنشايز (يحكي فريد أن براين هذا كانت زوجته تعمل في المستشفي الذي عملت فيه زوجة فريد، ومن هنا جاءت المعرفة)، ولتشجيعه على خوض التجربة، قرر فريد أن يبيع المطعم الثالث لصديقه مقابل أن يديره الأخير بنفسه، وإذا لم يرق الأمر لصديقه ديكسون، ما عليه سوى أن يعيد المطعم لفريد دون أي مصاريف إضافية. في البداية، رفض ديكسون، ولكن بعد فترة من التفكير، ولكونه عاطلا عن العمل، قرر تجربة هذا العرض المغري، ونجح في الأمر واستمر من كبار عملاء صبـواي حتى اليوم. بعد العميل الأول، تحول فريد لإقناع أفراد عائلته الإيطالية، ومن بعدها بدأ ينشر الإعلانات في الجرائد باحثا عمن يقبل شراء حق الفرنشايز منه.

أصر فريد دائما على استخدام الخضروات الطازجة فقط في مطاعمه، وكان ديدنه أن يخبز كل مطعم خبز الساندويتشات بشكل يومي، حتى أنه صمم بنفسه آلات الخبز كي تحقق مستوى الجودة الذي يريده، كذلك كان لطريقته في عرض مكونات الساندويتشات أمام المشتري وتجميعها معا داخل الساندويتش الأثر الطيب على المبيعات. ساهم حرص فريد على أن يكون ما يبيعه صحيا وخفيفا على البطون على تغيير صورة مطاعم الوجبات السريعة وتحسين سمعتها من تقديمها للطعام المسموم بالدهون، إلى مطاعم تركز على الصحي والخفيف قليل الدهون.

من نجاح لآخر كان منوال مطاعم صبـواي، حتى أنه في عام 1978 كان هناك أكثر من مئة مطعم تحمل اسم صبـواي، وفي عام 1987 كان هناك ألف، واستمر معدل النمو والزيادة والتوسع دون توقف، وأما عام 2002 فشهد تقدم عدد المطاعم التي تحمل اسم صبـواي على عدد مطاعم ماكدونالدز داخل الولايات المتحدة. الطريف في الأمر أن أول خروج لمحلات صبـواي خارج أمريكا كان في عام 1984 وفي مملكة البحرين، وأما أول صبـواي في مصر فكان افتتاحه في عام 1995، وفي لبنان في عام 1997.

اخسر وزنك لنكسب شهرة

وأما أشهر وسيلة تسويقية ساعدت على وضع اسم صبـواي على كل لسان فهي حملة جاريد فوجل السمين الذي تحول نحيفا مع تناوله لطعام صبـواي بشكل منتظم، فقط ساندويتشين قليلي الدهون في اليوم وحسب، وأما مقدار ما خسره جاريد من وزن فكان مئة و أحد عشر كيلو جرام، نعم، 111 كيلو جرام، ليس في الأمر خطأ مطبعي!

كان جاريد طالبا جامعيا مفرط السمنة، لم ينجح معه أي برنامج حمية وتخسيس، و حين شاهد يوما ما إعلانا لمطاعم صبـواي عن شطائرها قليلة الدهون، قرر أن يستمر على مر عام كامل بأكل هذا الطعام قليل الدهون. خسارة الوزن هذه لم تمر دون ملاحظتها من جريدة الجامعة، فقد قرأ قصته أحد حاملي حقوق الفرانشيز، فقرر الاتفاق معه على نشر قصته و تجربته وسيلة ً تسويقية ً لمطاعم صبـواي.

شهد عام 2008 بدايات الأزمة المالية العالمية، إذ خسرت شركات كثيرة الكثير، وأفلس العدد الكبير من البنوك، فكيف كان حال مطاعم صبـواي؟ كان 2008 أفضل سنة في تاريخ صبـواي، فعدد المطاعم تخطى 30 ألف مطعم حول العالم، وقائمة الانتظار ممتدة من الراغبين في الحصول على حق الفرنشايز، ويفسر فريد هذا الأمر بأن إعداد الساندويتش أمام المشترين يعد وسيلة تسويقية لكل مطعم، كذلك يساعد تميز شطائر صبـواي بقلة الدهون فيها، وسعرها الاقتصادي، على ربح معركة المفاضلة بين الشراء من مطعم صبـواي أو أي منافس آخر، وتشير الإحصائيات إلى أن 70 % من الحاصلين على حق الفرنشايز يشترون المزيد من حقوق اسم صبـواي.

أمير صنع منتجا في 3 ساعات وباع أول نسخة بعد 10 دقائق

$
0
0

أمير خلة عصامي سكندري مصري، أنهى دراسته الجامعية في 1999 تخصص كمبيوتر بتفوق، وعمل في القاهرة لدى شركة ITWorx في مجال تصميم التطبيقات والواجهات، ثم تقدم في 2001 لمنحة تعليمية في أمريكا، وهناك حيث صقل موهبته وعمل بجانب خبراء وباحثين ومصممين، تعلم منهم الكثير، ثم انتهى به المآل عاملا في شركة مايكروسوفت، لكنه وبعد أن نجى من حادثة مرورية كادت أن تقضي عليه، قرر بعد 4 سنوات في مايكروسوفت أن الوقت حان للقفز إلى رحاب العمل الحر وتنفيذ أحلامه فالعمر قصير. بعدها شارك أمير في تصميم واجهات عدة مشاريع وتطبيقات، مثل DocVerse والذي اشترته جوجل فيما بعد، وغيرها من المشاريع والتي بلغت حسب قوله قرابة 12 مشروعا وتطبيقا.

مؤخرا اشتهرت تدوينة لأمير سرد فيها كيف أنه قضى 3 ساعات في تصميم منتج له أسماه (Keynotopia)، هذا المنتج عبارة عن باقة من الرسوم التوضيحية، ثم عرضه للبيع عبر موقع أنشأه لهذا المنتج، وقبل انقضاء 10 دقائق من بدء عرض منتجه الجديد هذا للبيع، وصلته رسالة تفيد أن أول مشتري لهذا المنتج قد دفع الثمن. بدأت القصة بأن كتب أمير في مدونته الانجليزية عن تجربته في تصميم شكل هيكلي / توضيحي لأفكار مشاريعه ومواقعه باستخدام برنامج كي نوت Keynote التقديمي على حاسوب ابل. في سياق التدوينة، وفر أمير باقة مجانية من الصور والرسوم والأشكال التوضيحية التي يستخدمها. بعدها جلس يفكر، لماذا لا يجمع هذه المجموعة من الأشكال التوضيحية في باقة إحترافية ويعرضها للبيع؟ بعد مداولات وتفكير، قرر تجربة الأمر.

أول شيء بدأ به أمير كان اختيار اسم نطاق / دومين، ولأن عمله في تبسيط واجهات الاستخدام، قرر اختيار اسم سهل التذكر، ولذا مزج بين يوتوبيا، المدينة الفاضلة، وبين اسم التطبيق الذي يوفر له هذه الباقات التوضيحية، ولذا كان اسم كي نوتوبيا! حجز النطاق كلفه 5 دولار، ثم 4 دولار مقابل كل شهر استضافة.

الخطوة التالية كانت تثبيت سكريبت ورد بريس المجاني، ثم شراء قالب / ثيم ووردبريس من موقع ثيم فورست مقابل 35 دولار وتثبيته، ثم تثبيت بعض الإضافات / بلجنز وكتابة بعض المقالات عن شرح المنتج وفائدته ومن يحتاجه. بعدها اشترك في موقع البيع والشراء عبر انترنت e-junkie.com ودفع 5 دولار مقابل اشتراك الشهر الأول، ثم حصل على أيقونات اشتر الآن ووضعها في سياق المقالات التي نشرها على موقعه منذ قليل.

بعدها قضى أمير بعض الوقت في تصوير فيلم فيديو يشرح كيفية استخدام باقته على جهاز آيباد، وهنا ينصحنا أمير بأن نستخدم أسلوب سرد الحكاية والقصة وليس الدرس المدرسي، كما ينصحنا أمير بألا نزيد عن دقيقة ونصف من زمن الفيلم، وأن نختمه برابط للموقع والطلب من المشاهد بالضغط على رابط في حال أراد الشراء. مع الاشتراك في موقع e-junkie يأتي اشتراك مجاني في موقع MailChimp للرسائل الجماعية، وبقليل من التكويد وفر أمير إمكانية تلقي رسائل إعلانية لكل مشتري لمنتجه، لبقاء كل مشتري على إطلاع بالعروض الخاصة والتخفيضات المستقبلية. في النهاية، عاد أمير إلى تدوينته التي وفر فيها تنزيل باقة مجانية وأضاف لها رابطا يعرض شراء الباقة الاحترافية. كانت الساعة تقارب الثانية صباحا، وترك أمير حاسوبه وذهب ليرتاح قليلا، ثم عاد ليجد رسالة من موقع باي بال، تفيده بأنه قد أصبح أكثر ثراء من ذي قبل!

من ضمن نصائح أمير أن يفكر كل منا في بيع منتجات ثانوية يمكنه بيعها لمن هو بحاجة لها (رغم أن العقلية العربية قد لا تتقبل بسهولة فكرة شراء شيء افتراضي في حين يمكن قرصنته بسهولة، ولذا ربما كان خيار توفيرها باللغة الانجليزية أفضل ربحا). كذلك، لا تضع صفحة على موقعك تقول قريبا أو جاري العمل على الموقع، بل ركز على سرد قصة المنتج ومن يقف ورائه وما الفائدة التي ستعود من استخدامه. يطلب منا أمير بأن نركز على فوائد استخدام المنتج، وليس الخدمات التي يقدمها، مثل: حول فكرتك إلى مخطط مرسوم خلال 30 دقيقة أو أقل.

في الختام يشجعنا أمير ألا نخاف من تجربة عدة طرق وتصميمات لبيع المنتج والحديث عنه، وألا نخجل أو نخاف أو نتردد في بيع منتج يمكننا أن نقدمه، فلا شيء تخسره إن أنت عرضت ما تراه ذا قيمة للبيع.

أما أطرف ما قاله أمير فهو سعادته حين استيقظ ذات يوم ليجد رصيده وقد زاد بمقدار حفنة من مئات الدولارات. لقد نام هو بينما عمل موقعه، وهذا أجمل ما في الربح من انترنت! عقبالنا جميعا :)

قصة أول قاضية سمراء أمريكية تصل للمحكمة العليا

$
0
0

لقد تحدثت جماهير متابعي المدونة، وأعلنت – بصمتها أو بعزوفها – أنها لا تريد مواضيع التسويق، وعليه نعود إلى سرد قصص النجاح والأمل، وأما ملخص كتاب التسويق السابق، فسأكمله ثم أوفره للتنزيل قريبا بمشيئة الله.

جاء ميلاد الأمريكية السمراء لييا وارد سيرز Leah Ward Sears في صيف عام 1955 في ألمانيا، حيث كان والدها العسكري يعمل مع الجيش الأمريكي هناك، وبعد مرور 4 سنوات من الترحال عبر البلاد، استقرت مع عائلتها في ولاية جورجيا الأمريكية. وهي في هذا السن، بدأت الصغيرة تلاحظ كيف أن اللون الأسمر للبشرة كان يعني الفرق في المعاملة والفقر والجهل. ذات يوم وهي تطالع منشور دعائي عن بعض كليات الحقوق الشهيرة ،لاحظت لييا أن اللون الغالب على صور الطلبة في هذا المنشور كان لون البشرة البيضاء، وفوق ذلك، كانت كلها صور لرجال فقط. في هذه السن الصغيرة، أرادت لييا تغيير ذلك، وعلمت ساعتها أن عليها العمل بكد وجد منذ سن مبكرة، لكي تنجح في عمل هذا التغيير.

لم تكن الحالة المالية لوالديها تسمح بتحمل نفقات دخولها الجامعة، ولذا تفوقت في سنوات دراستها الثانوية، حتى حصلت على منحة دراسية في جامعة كورنيل، وتخرجت مع مرتبة الشرف في 1976، لتتزوج عقب التخرج مباشرة، وتقبل أول وظيفة لها ككاتبة في جريدة محلية، ثم أكلمت دراستها القانونية في جامعة أخرى، لكن هذه المرة عانت في دراستها، فهي كانت بعيدة جدا عن مكان عمل زوجها، وكانت الدراسة تتطلب ساعات طويلة، لكنها صبرت وتحملت أملا في تحسن فرصها التوظيفية بعد حصولها على شهادة التخرج، وهو ما كان، حيث عملت بعدها في مكتب محاماة مرموق، لكنها وجدت أن الوظيفة تعتمد على التعامل بالأكثر مع الورق، في حين اشتاقت هي للعمل مع الناس. في هذا الوقت، كان عدد المحامين ذوي البشرة السمراء الذكور قليل، وأما عن المحاميات، فكاد العدد أن يكون صفرا.

لتحقيق ما تصبو إليه، استقالت لييا من عملها في المحاماة، لتعمل قاضية في محاكم المرور، رغم أن هذه الوظيفة ذات مردود مالي أقل بكثير من وظيفتها السابقة. بعدها بعام حصلت على طفلها الأول، ثم لحقت به أخته بعدها بأعوام ثلاث، وحين بلغ ابنها عامه الخامس، قررت لييا الترشح لتكون عضوا في محكمة (الجنايات) في ولاية جورجيا. عوضا عن حقيقة أنه لم يسبق لأسمر دخول هذه المحكمة، فلم يسبق لأي امرأة – بيضاء أو سمراء – أن حصلت على مثل هذا المنصب، وفوق كل هذا، كان سنها وقتها 32 سنة، وهو سن صغير لم يسبق لقاض أن دخل هذه المحكمة بهذه السن! كان التحدي كبيرا، الأمر الذي جعلها تنام فقط من 3 إلى 4 ساعات يوميا، إذ استلزم الترشح أن تعمل ضعف الوقت وتبذل ضعف المجهود في حملتها للترشح، لتحقيق ما تصبو إليه.

رغم أن المنافسة كانت شديدة، حصلت لييا على الوظيفة وحلت محل القاضي المتقاعد. اشتهرت لييا في قاعات المحاكم بأنها تسعى وراء الحق، وتكره تزيين الكلمات وتزييف الحقائق، وكتبت أكثر من مقالة تطالب فيها المحامين باستخدام مرافعات يقل فيها عدد الكلمات صعبة الفهم قليلة الاستخدام، وطالبتهم بمطاردة الحقيقة، مهما كان ثمنها، والبعد عن المزايدات السياسية.

بعدها بأربعة أعوام، تلقت لييا مكالمة هاتفية من حاكم الولاية، يخبرها بتعيينه لها كقاضية في المحكمة العليا في ولاية جورجيا، لتكون بذلك أصغر شخص يجلس في مقاعد القضاة في هذه المحكمة، وتكون أول قاضية عليا سمراء من أصلي إفريقي في تاريخ الولاية كلها. لم يلق هذا التعيين رضا الكثيرين، الذين علقوا على الأمر بأن اختيارها إنما جاء لأنها امرأة و سمراء، وأن الهدف من اختيارها دعائي أكثر من أي شيء آخر! هذه النظرة دفعتها مرة أخرى لتبذل جهدا مضاعفا لتثبت جدارتها بهذا المنصب، فكانت تذهب لعملها في الصباح الباكر، وتراجع القضايا المعروضة عليها وتقرأ كل مستنداتها، وكانت تطلب من فريق عملها مراجعة أدائها وتقييم نقاط ضعفها، وكانت تعمل على سد النواقص ومعالجة العيوب وتطوير ذاتها.

سريعا جاءت نتائج هذا العمل المضاعف، إذا بدأ زملائها من القضاة يتقبلونها لشخصها لا للونها أو لجنسها، وبدأت تحصد جوائز التقدير والتقييم لدورها كأم وقاضية صغيرة السن ومجتهدة وذكية، لم تستسلم لعادات المجتمع وضاعفت العمل لكي تغير ثوابت قديمة في عالمها. لم يسلم الأمر من غلاء الثمن، إذا حصلت لييا على الطلاق في عام 1994. في عام 2005 حصلت لييا على منصب كبير قضاة المحكمة العليا، ولم تعد ترشيح نفسها بعد انتهاء مدة هذا المنصب، لتترك المحكمة العليا إلى قاعات الدراسة، عاملة في مجال تدريس القانون هذه المرة.

على الجانب:
* – لا تترك عقلك يزين لك حالك ويقول لك هذه أمريكا حيث السماء تمطر الذهب وكل شيء سهل المنال، بل قل له لو أردت لاستطعت، والنجاح دائما يبدأ بإرادة ورغبة شديدة في النجاح.

مسيرة آلان سكر، مؤسس امستراد

$
0
0

سنتفق عليه وسنختلف، وسنتساءل هل يستحق سرد قصته وحكايته، فهو من تراه الصحافة الفم المندفع، ذا قذائف من العيار الثقيل، وهو صاحب قرارات خاطئة كثيرة، وأخرى صائبة ومربحة، لكننا سنجتمع على أن في قصته بعض الدروس. إنه آلان مايكل شوجر، الانجليزي الأصل، اليهودي الديانة، مواليد مارس 1947 ورابع أخوته، لأب عمل ترزي ملابس وكان ميلاده في شرق العاصمة لندن، وكانت أسرته فوق مستوى الفقر بقليل، تسكن في مساكن شعبية، تجاهد من راتب لآخر. رغم أن والد آلان كان ماهرا واشتهر بذلك، لكنه قط لم يفكر في بدء نشاطه التجاري أو امتلاك محله الخاص.

كمبيوتر امستراد سي بي سي 464 بسعر 199 استرليني صدر في عام 1984

لم يكن في طفولته أي ملامح عبقرية أو ذكاء، وكان يقوم من فراشه في السادسة صباحا ليغلي بعض حبات الشمندر الحمراء (البنجر) ثم يقف لبيعها في السوق قبل ذهابه للمدرسة، وبعد المدرسة كان يذهب بدراجته لتوصيل بعض الصحف اليومية للمنازل، وفي الإجازة الأسبوعية كان يعمل في محل مخبوزات، وفي الوقت المتوفر بين هذه وتلك كان يلتقط الصور الفوتوغرافية ويحمضها ويطبعها ويبيعها. وعمره 16 سنة، كان دخل آلان من هذه الوظائف الجانبية أكبر من راتب والده، رغم ذلك أصر والده على أن يترك ابنه مقاعد الدراسة، فالوظيفة أفضل بكثير، ولذا في سن 16 عاما رحل آلان عن التعليم، والتحق بأول وظيفة له.

كانت الوظيفة حكومية، تتعلق بترتيب الأوراق والتقارير، رتيبة مملة ولذا تركها بعد أسبوع واحد، الأمر الذي أغضب والده فجعله يلتحق بوظيفة أخرى أكثر مللا، فتركها مرة أخرى، ليعمل هو وصديق له على شراء أجهزة تليفزيون لا تعمل، بالجملة، ليجلس هو وصديقه يحاولان إصلاحها، ورغم أن العائد كان شحيحا، لكن هذه الخطوة جعلت آلان يتعلم متطلبات العمل التجاري، ويكتشف أن تجارة الإلكترونيات واعدة يمكن الربح منها، كما وأعطته الشجاعة والثقة بنفسه لكي يبدأ عمله التجاري الخاص الحر فيما بعد.

ثم انتقل بعدها ليعمل موظف مبيعات في محل إلكترونيات أعطاه سيارة نقل ليطوف على العملاء المحتملين ويبيع لهم مسجلات الكاسيت والأجهزة الصوتية، ومرة أخرى تعلم آلان الكثير عن صناعة الإلكترونيات، وأدرك أنه قادر على أن يبيع لنفسه لا لغيره. استمر آلان في العمل حتى ادخر ثمن سيارة نقل و رأسمال يكفي لشراء بعض الأجهزة الإلكترونية المستوردة، وحين استلم أول شحنة بضاعة، باعها كلها في يوم واحد مع ربح إجمالي 20% واستمر في البيع والربح حتى أسس شركته في عام 1968 التي أسماها امستراد، أو اختصار آلان مايكل شوجر تريدنج AMSTRAD.

كان عمره 21 ربيعا حين أسس شركة امستراد الشهيرة، وكذلك حين تزوج زوجته. آلية الربح عند آلان قامت على تطوير طرق تصنيع منتجات رخيصة، لتحل محل منتجات أخرى في السوق أغلى ثمنا. هذه العقيدة التجارية جذبته لجانب التصنيع أكثر من جانب التسويق لمنتجات الغير، ولهذا بدأ بالأغلفة البلاستيكية لمكبرات الصوت، ثم دخل مجال تصنيع مكبرات الصوت والتي كانت تتمتع بسوق كل منتجاته غالية الثمن، ولهذا قدم آلان مكبرات صوت ذات جودة مقبولة وبأسعار متدنية، وكان آلان من حزب التبسيط، إذ أنه وجد المستهلك العادي لا يفقه الكثير من المميزات التي تقدمها الأجهزة غالية الثمن، ولذا صنع منتجات بعدد قليل من المزايا، لكنه اهتم بالشكل الخارجي، واهتم بالآلية الوحيدة التي ساعدت المشتري العادي على التفرقة بين هذا المكبر الصوتي وذاك، ألا وهي الواط WATT أو حدة قياس القدرة الصوتية لكل مكبر.

كذلك، في حركة عبقرية لم تتكرر كثيرا في مسيرته المهنية، قرر آلان دمج كل مكونات المكبر الصوتي في جهاز واحد، فقبل مجيء أجهزة امستراد، كانت المكبرات الصوتية تأتي في صورة وحدات منفردة، فهذا جهاز الراديو، وهذا جهاز مشغل الاسطوانات السوداء، وهذا المكبر الصوتي، وهذا المعادل / الموازن / إكولايزر، وأخيرا السماعات. كان المشتري يعاني من توصيل الكابلات بين كل وحدة، فهذه كابلات الدخل وهذه الخرج وهذه الكهرباء، وكان الشكل الخارجي غابة من الكابلات وكثير من مشاكل التوصيل. دمج كل شيء في جهاز واحد، وتوفير محولات الطاقة والأسلاك، جعله الحل الأمثل، فوق كون الأرخص. رغم كل هذا، كان الكل يدرك أن جودة هذه المكبرات سيئة وهي لا تزيد عن كونها منتج رخيص، ولعل هذا ما يمكن أن نسميه السبب الأول لكراهية آلان التي تجدها في عيون الكثيرين حين تذكر اسمه.

رغم ذلك، أقبل المشترون وحقق آلان أرباحا سخية، جعلته يحاول تكرار الأمر ذاته في كاسيتات سيارات وهوائياتها، وكذلك أجهزة التليفزيون، وفي عام 1980 أدرج شركته في بورصة لندن بعدما كانت تحقق أرباحا سنوية تعادل 5.6 مليون جنيه استرليني ونالت مديح رئيسة الوزراء الحديدية آنذاك مارجريت ثاتشر. بعدها لاحظ آلان تلك الأجهزة الجديدة التي شغلت عقول الناس، خاصة الشباب والمراهقين، ونقصد الحواسيب المايكرو أو الكمبيوترات المنزلية (مرحلة سبقت الحواسيب الشخصية).

وهنا حيث ينتهي الوجه الأول من الشريط، ويتعين قلبه لوجهه الآخر (أو فاصل ونواصل).

مسيرة آلان سكر، مؤسس امستراد -2

$
0
0

لهذه التدوينة جزء سابق تجده هنا.

في عام 1980 أيضا، قرر آلان تصنيع أجهزة صوتية هاي فاي hi-fi تحوي مشغلين كاسيت، بعدما رأى مشغل كاسيت مزدوج من صنع شركة شارب اليابانية. لم يقف آلان هنا، بل نقل الأمر ذاته إلى مشغلات الفيديو، وصنع مشغل فيديو يقبل تشغيل شريطين!! لكن آلان كان يحمل بعض الأفكار الخبيثة، إذ أنه كان يستعمل الهندسة النفسية العكسية، فمثلا حين أراد الترويج لأجهزة الهاي فاي ذات مشغلات الكاسيت الثنائية، كتب على الإعلان أن نسخ شرائط الكاسيت عمل غير قانوني، الأمر الذي جعل الناس تدرك أن هذه الأجهزة هي الأفضل لنسخ شرائط الكاسيت. حين أراد آلان التسويق لمشغل الفيديو المزدوج، تفادى الاتهام بالتشجيع على نسخ شرائط الفيديو، بأن جعل رسالة التسويق تقوم على إمكانية تسجيل برنامجين تليفزيونين مختلفين في الوقت ذاته. بجانب ذلك، اشتهر آلان بأنه كان يجمع الوحدات الأولى من أجهزة مصانعه بيديه، وأنه كان يجالس التقنين والعمال ليسمع منهم مشاكل شركته بنفسه.



في عام 1984 جاء إطلاق حاسوب امستراد CPC 464 المنزلي بقدرة معالجة 8 بت، وبسعر 199 جنيه استرليني وهو سعر اقتصادي جدا وقتها. هذا المجال الجديد قفز بأرباح امستراد إلى 75 مليون جنيه استرليني، لكن ليس بسبب جودة تلك المنتجات، بل بسبب سعرها المتدني، وبسبب الوعود التي قطعها آلان بأن يكرر ما يجيده: دمج المكونات معا لتقليل التكلفة فيستطيع تقديم منتجات رخيصة، وكان وعده بتقديم حاسوب شخصي بسعر في متناول الجميع. اجتهد آلان للوفاء بهذا الوعد، إذ دمج الحاسوب مع الشاشة مع الطابعة وباع الجهاز بسعر 399 جنيه استرليني، لينافس حاسوب آي بي ام الشخصي ذا السعر 2500 جنيه استرليني.

في عام 1986، اشترى آلان الحقوق التجارية للحواسيب المنزلية سنكلير Sinclair، فأنقذ تلك الشركة الانجليزية من الافلاس، وحقق مبيعات كثيرة حين طرح أجهزة جديدة تحمل اسم سنكلير الشهير، وبدأ يدخل مجال تصنيع حواسيب متوافقة مع أجهزة آي بي ام، لكنه خسر في النهاية ولم يتمكن من الاستمرار في المنافسة، خسر في مجال الحواسيب المنزلية، والشخصية، لأسباب عديدة، أغلبها تدور حول مشاكل في التوافقية ما بين القديم والجديد والحواسيب الأخرى والتطبيقات. بسبب هذه المشاكل خسرت امستراد أسواقها، فبدأت تتحول إلى دخول صناعة الاتصالات. رغم كل ذلك، كان الربح وفيرا وقتها، على أن آلان كان سليط اللسان، مثل مدفع هائج يقذف الشتائم واللعنات، ولم يفلح معه دعوته لتناول الطعام مع الملكة، وجلوسه بجانب الأمير فيليب.

كانت امبراطورية امستراد تقوم على شراء المكونات بحجم كبير، الأمر الذي يؤدي لتقليل سعر بيع المنتج الواحد، ما يمكنه من انتاج منتجات بتكلفة رخيصة، ومن ثم بيعها بسعر قليل. هذا النموذج له عيب بسيط، إذا لم يشتر المستهلكون منتجاتك، خسرت على نطاق كبير، وهذا ما بدأ يحدث مع مطلع عام 1988 إذ بدأت حواسيب امستراد تتوقف عن تحقيق مبيعات كبيرة، وبدأت الخسائر و الاخفاقات تحل الواحدة تلو الأخرى على امستراد. رغم كل هذا، لم ينقذ شركة امستراد سوى شيء واحد، تصنيع أجهزة استقبال بث الأقمار الصناعية بالطريقة ذاتها، فهذه الأجهزة في مطلع التسعينيات من القرن الماضي كانت تباع بسعر 500 جنيه استرليني، لكن آلان تمكن من صنعها وبيعها بنصف هذا الثمن، الأمر الذي كفل له بعض الربح والمال لتستمر الشركة، رغم خسارتها الفادحة في مجال الحواسيب، حيث كانت أجهزتها مشهورة بالعيوب والتعطل والمشاكل!

رغم دخول آلان مجال تقديم البرامج التليفزيونية، في النسخة الانجليزية من برنامج The Apprentice الأمريكي الأصل والذي اشتهر بتقديم المليونير الأمريكي دونالد ترامب له، لكن هذا البرنامج لم يساعده على تيسير أعماله. لحسن طالعه، كان آلان من الذكاء بحث بدأ يستثمر ماله في مجال العقارات والاتصالات، وهو الأمر الذي أنقذه من نهاية فقيرة. في عام 2007 باع آلان نصيبه في شركته امستراد لشبكة بي سكاي بي التليفزيونية العميل الأكبر لمستقبلات بث الأقمار الصناعية التي أبقت شركته تحقق بعض الأرباح، وبعدها بعام استقال من إدارة هذه الشركة، ليعمل في وظيفة مستشار حكومي، انتهت في عام 2010 بعد مجئ الحكومة الانجليزية الجديدة. في أوج مجدها، كانت القيمة السوقية لشركة امستراد 1.2 مليار جنيه استرليني، لكن عند بيعها كانت القيمة تقدر فقط بقرابة 125 مليون جنيه استرليني، وأما ثروة آلان فيشاع أنها 770 مليون جنيه استرليني!

الشهير كذلك في قصة آلان دخوله في معركة حامية لشراء نادي توتنهام لكرة القدم في 1991 وفاز بها، ولعله الأمر الذي شغله عن شركته التي كانت تنزف ماليا وقتها. ليس هذا وحسب، فطريقة إدارته لهذا النادي جعلته يصنع أعداء أكثر له، بسبب ما خرج من فمه من هجوم. حين باع آلان كل حصته في هذا النادي، وصف هذه الفترة من حياته بأنها مضيعة لوقته!

في عام 2000 حصل آلان على لقب سير من ملكة انجلترا بسبب أرباحه لا أخلاقه، خاصة بعدما اشتهر عن آلان أنه كان يسأل النساء المتقدمات للعمل في شركاته عما إذا كن يفكرن في إنجاب الأطفال ومن تجيب بالإيجاب تذهب بلا عودة، الأمر الذي أثار ضجة، فما كان منه إلا أن توقف عن توظيف النساء تماما. هاجم النقاد آلان لأنه كان يدير شركاته بسياسة الخوف والترهيب، واعتبروه من أسوأ المديرين في انجلترا، وأما أشهر أخطاء آلان فكانت حين تنبأ بفشل مشغلات الموسيقى ايبود من ابل، واصفا إياها بأنها ستموت، وتنتهي وتختفي.

الدرر في سيرة آلان سكر

$
0
0

انتهينا في التدوينة السابقة من سرد أهم ملامح مسيرة الملياردير والعصامي الانجليزي آلان سكر، وجاء الآن وقت إلقاء الضوء على أهم ما جاء فيها من دروس وحكمة، على أمل أن نأخذ أحسن ما فيها ونترك ما عداه، فلا أسوأ من أن نكرر أخطاء من سبقونا فلا نتعلم منها.

الدرس الأول: البيع في الصغر كالنقش على الحجر
بينما آلان طفلا يتعلم نظم الحروف والكلمات، تعلم كذلك الأرقام والحساب، وتعلم إعداد المواد الأولية (الشمندر المسلوق) وبيعها لمستخدميها في صنع منتجات أخرى (المطاعم)، وتعلم خدمات التوصيل للمنازل (الصحف). تعلم البيع في سن صغيرة يساعد على تشكيل شخصية التاجر الناجح، ويساعد على معرفة ما نريده في هذه الحياة. البيع والتجارة في سن صغيرة قد يكون العلامة الفارقة بين تاجر ناجح وخاسر، وبين عصامي وموظف.

الدرس الثاني: الفرص تنتظر في كل مكان
وهو صغير، كان آلان يسير في الطرقات فيلاحظ أن عمال رصف الطرق يخلفون ورائهم بقايا آلاتهم ومعداتهم، وكان أغلبها مصنوعا من الخشب، وكان هذا الخشب مغطى بالقار / الزفت المستخدم في تعبيد الطرق بالأسفلت ما يجعله سريع الاشتعال. قام آلان بجمع هذه البقايا الخشبية، وقطعها بالفأس قطعا صغيرة، وباعها على أنها حطب تدفئة، ففي هذا الوقت من الزمان، لم يكن من وسيلة للتدفئة سوى الحطب.

الدرس الثالث: العصامية تأخذك بعيدا
حين بلغ 16 سنة، كان مجموع دخل آلان أكبر من دخل والده، هذا من مجموعة من الوظائف الحرة، وهذا من وظيفة ثابتة. حين فكر آلان في بدء نشاطه التجاري الخاص، شعر والده الموظف بذعر شديد وقال له من سيدفع لك راتبك، فرد عليه آلان قائلا: أنا، أنا سأدفع راتبي! في أول أسبوع له من بيع الإلكترونيات، اشترى بضاعة مقابل 150 استرليني، وباعها مقابل 210، محققا ربحا قدره 60 جنيه استرليني، وهذا ربح أسبوعي عظيم في وقتها. هذه النشأة جعلت من آلان عينا تراقب احتياجات الناس وتسعى لتوفيرها مع ربح مقبول، وهذا من أوائل الدروس التي يتعلمها التاجر الناجح. هذه الصفات جلبت له الشجاعة لتأسيس شركته الخاصة وعمره 21 سنة فقط، والتي مضت من نجاح لآخر حتى قدرها البعض بقيمة 1.2 مليار جنيه استرليني في أوج مجدها. عن ذلك قال آلان: ’أنا لم أقفز من سريري صائحا سأؤسس شركتي اليوم، لقد عملت طويلا واكتسبت خبرة كافية في تجارتي قبلها.‘

الدرس الرابع: خفض أسعار الشراء
رغم حداثة سنه، لكنه أدرك ضرورة خفض الأسعار التي يشتري بها بضاعته، ولهذا وكما يذكر آلان، كان يتفاوض مع بائعي الهوائيات والمكونات الإلكترونية والأغطية البلاستيكية وكل ما تطلبته تجارته، وحين يستعصى عليه السعر، كان يفكر في طرق أخرى يحصل بها على مراده وبسعر أقل وعلى هواه. حين رفض السوق المحلي خفض أسعاره، استعان آلان بالأسواق الخارجية الأرخص مثل الصين واليابان، وعندها تمكن من تقديم أجهزة صوتية بنصف ثمن مثيلاتها في السوق أو أقل، فحقق أرباحا ومكاسب كثيرة.

الدرس الخامس: خفض متطلبات الانتاج
أبصر آلان أن الأجهزة الصوتية، من مكبرات صوتية وراديو ومشغلات اسطوانات، تشترك في أشياء واحدة، مثل المحولات الكهربية وكابلات التوصيل، ولذا فكر في أن يدمج كل هذه معا في جسم معدني واحد، بمحول كهربي واحد، وبدون الحاجة لكابلات صوتية، فاستطاع بذلك خفض تكاليف تصنيع أجهزته، وخفض سعرها، فامتلك السوق لنفسه وأطاح بالمنافسين. حين شاهد مشغل كاسيت مزدوج، كررها بمشغل شرائط فيديو مزدوج، وفعلها أيضا في حاسوب مع شاشة وطابعة في هيكل واحد.

الدرس السادس: ما ينفع اليوم، قد لا ينفع غدا، أو في تجارة أخرى
حاول آلان تنفيذ حيلته المعتادة، تقديم منتجاته الرخيصة، لتنافس أخرى غالية، مع عالم الحواسيب المنزلية، وأفلح الأمر في البداية وحقق له مبيعات ونجاحات، لكنه حين كررها مع الحواسيب الشخصية، فشلت الحيلة وانقلب السحر على الساحر وخسر سمعته وشهرته ولم تعد الجماهير الغفيرة تشتري منتجاته، بسبب مشاكل أجهزته الكثيرة. إذا أردت تقديم الرخيص، فاحرص على أن يعمل بدون أعطال، أو بمستوى أعطال قليل ومقبول في السوق، ومع خدمة عملاء سريعة وصادقة ومفيدة.

الدرس السابع: التنوع ينقذك والالتزام بواحدة قد يفلسك
لم يقبع آلان في دروب صناعة مكبرات الصوت التي حقق فيها نجاحه الكبير الأول، لكن انتقل إلى الحواسيب، وإلى الطيران والاتصالات والعقارات والإعلانات والاستثمارات والبرمجة والبرامج التليفزيونية. نعم فشل بعضها ونجح بعضها، لكن حين فشلت شركته امستراد وخسرت، أنقذته بقية التجارات.

الدرس الثامن: الفم الهائج ضار
ستجد عددا لا بأس به يكره آلان ويرفضه، ولذا تجدهم يحذرون غيرهم من شراء أي منتج جاء من مصانعه. تبرير آلان لهجومه المعتاد هو أنه جاد جدا، لا يعرف المداهنة، وأنه يقول ما بداخله دون تجميل. الحقيقة أنه ناري، سريع الغضب، ومن النادر اجتماع الحكمة مع الغضب، أو أن تكون عاقبته خير. حين تصبح شخصية عامة، مشهورة، بسبب نجاحك في التجارة، ستجد نفسك تحت العدسة المكبرة، وأي شيء تفعله سيفسر على جانبه السيئ أولا، وسيضر بشركتك. ما كان الرفق في شيء إلا زانه!

في الختام، انظر إلى حياة رسول الله صلي الله عليه وسلم، قبل نزول الوحي عليه، في الفترة التي كان الله عز و جل يعده فيها للدور الذي ينتظره، حين عمل شابا في التجارة، وسافر في رحلة الشتاء والصيف، اليمن والشام، ومنها تعلم البيع والشراء، وأن الشيء الذي يرخص ثمنه في أرض، قد يكون ثمنه أغلى في أرض أخرى، وهكذا. أقول ذلك بينما تقارير صادرة مؤخرا تشير إلى زيادة البطالة بين شباب الربيع العربي، وكذلك إلى الحاجة الماسة لخلق فرص عمل لشباب المستقبل. البيع ثم البيع ثم البيع، ادرس السوق واعمل فيه وراقب الفرص التي تنتظر من ينتهزها.

كن في النهاية تاجرا، لا أجيرا.

أشهر مقولة قالها آلان سكر: ’تعلم من أخطائك، اعمل فقط مع أناس يشاركونك رؤيتك للمستقبل ويشاركونك خلفيتك الثقافية، والأهم: ثبت عينيك على عميلك.‘

على الجانب:
تبدأ بعد قليل ساعة الأرض، حين نطفئ الكهرباء، لنعلم قدر هذه النعمة، ولنعلم الضرر الذي نجلبه لهذه الأرض بحرق الوقود لتوليد الكهرباء، وكذلك لنتذكر إخواننا في غزة وسوريا وغيرها، الذين لا يجدون الكهرباء سوى سويعات من نهار.


خطوات أوبرا وينفري الثلاثة للنجاح

$
0
0

من اللمسات الانسانية الجميلة الاتفاق مع مشاهير الشخصيات الناجحة لإلقاء كلمة على مسامع طلبة السنة النهائية في الجامعات في حفل التخرج. إنها وسيلة ليبدأ الشباب الصغير من حيث انتهى هؤلاء الناجحين، ومن ضمن هؤلاء جاءت المذيعة الشهيرة والمبدعة أوبرا وينفري، لتلقي كلمة من القلب على مسامع خريجات كلية سبيلمان Spelman College (والتي هي جزء من جامعة أتلانتا) في 20 مايو 2012 الماضي. أرادت أوبرا مشاركة الخريجات 3 خطوات تراها أساسية للنجاح، لكن في البداية، كشفت أوبرا عن عبقريتها في الخطابة، حين ذكرت الجميع أن ما هن عليه إنما هو نعمة من الله، وكذلك نتيجة تضحيات الأجداد، وأرانا جميعا بحاجة لتذكر ذلك.

الخطوة الأولى: اعرف نفسك

من أنت، ماذا تفعل، ما هي وظيفتك في الحياة، ما الدور الذي تقوم به؟ ليس هذا بالسؤال السهل، وإجابته ليست بالضرورة ثابتة لا تتغير. كثيرا ما سأل الناس أوبرا هذا السؤال: من أنتِ؟ وكثيرا ما حيرتها الإجابة، فهل هي سيدة أعمال؟ لا، هي أكثر من ذلك. هل هي مذيعة تليفزيونية ناجحة؟ لا، هي ترى نفسها تقوم بأكثر من حدود هذه الوظيفة. في النهاية وجدت أنها انسانة تريد الوصول لأقصى حدود إمكانياتها كآدمية، كمخلوق خلقه الله عز و جل لغرض ولسبب، ولهذا فهي تريد تحقيق أقصى مراد الله من خلقها.

يجب أن تكون لك رؤية وتخيل لما تريد أن تكون عليه في هذه الحياة، وأن تعرف إلى أين تريد الذهاب، فأنت من يجب عليه أن يكون في مقعد سائق سيارة حياتك، وأنت من سيقود هذه السيارة لتذهب حيث يريد، لكن قبلها، يجب أن تحدد الجهة التي تريد الذهاب إليها. اعرف نفسك ومرادها جيدا.

الخطوة الثانية: اخدم غيرك

من أقوال مارتن لوثر كينج: لا يستطيع الكل أن يكون مشهورا، لكن الجميع قادر على أن يكون عظيما من خلال خدمته لغيره من الناس. الكل يريد ويبحث عن الشهرة، لكن الحقيقة أن الشهرة تخبو بسرعة، وأما ما يبقى فهو أن تخدم غيرك وبشكل ملموس. إذا نظرت إلى الذين تراهم ناجحين، ستجدهم يخدمون غيرهم، فحتى مارك زكربيرج من فيسبوك يخدم الناس بعدة أشكال وبطرق مؤثرة، وكذلك يفعل كثيرون غيره. حين كنت أقدم برنامجي التليفزيوني، وحصلت على دكتوراة فخرية في عام 1993، قلت في نفسي: لقد أصبحت الدكتورة أوبرا، فما الذي أفعله أنا في حياتي وفي برنامجي؟

فكرت كثيرا – و توصلت إلى قرار، وهو أن استخدم برنامجي التليفزيوني ليكون منصة خير، منها أخدم الجميع، وأساعد الآخرين لكي يقدموا خدماتهم لغيرهم، لكي أقدم أنا خدمة أكبر وأعمق وأشمل، وأكثر تأثيرا. أنت أيضا يجب أن تفعل مثلي، فحين تخدم غيرك، سيتحقق نجاحك. ثق تماما في كلامي هذا. ابحث عن وسيلة تخدم بها هذا العالم، وستجد النجاح يلحق بك.

الخطوة الثالثة: افعل الصواب دائما

خطوة بسيطة، لكن صعبة التنفيذ. كن متميزا لأقصى الحدود. الناس تلاحظ التميز. أنت تذهب إلى مطعم تاكوبل وتلاحظ فورا من يقدم لك المزيد من المحارم والصلصة، وستريد أن تذهب لهذا الشخص مرات تالية. نعم، حتى في مطاعم تاكوبل، التميز يلاحظه الناس. الكل اليوم يتحدث عن أهمية بناء العلامة التجارية (Brand) لكني لم أعرف ما هذه، ما أعرفه هو أني حين كنت أفعل الصواب دائما، وحين كنت أفعله بطريقة متميزة، فإن هذا هو ما بنى اسم وشهرة أوبرا وبرنامجها وعلامتها التجارية. حين تصبح متميزا فعلا، فأنت تجعل نسيانك صعبا، ويتذكرك الناس وتكون معروفا. أن تفعل الشيء الصحيح حتى حين لا يعرف الناس عنك أو ما الذي تفعله، وأن تفعله بطريقة متميزة.

بقدر ما شاهدتموه من حلقات برنامجي، فهناك أكثر منها لم تروها. لقد قابلت الكثيرين وحاورتهم، ورفضت إذاعة مقابلات كثيرة، لأنها لم تكن الصواب ولأن إذاعتها لم تكن لتكون الصواب. في عام 2010 عثر فريق العمل في برنامجي على سيدة أمريكية تقوم بعمل طيب في النهار وآخر في غاية السوء في الليل، وأثناء التصوير سألتها أوبرا: لماذا تفعلين ما تفعلين، قالت لأني أحب مساعدة الناس! فسألتها هل عندك من أولاد، قالت لها نعم، عندي ولد عمره 10 سنوات. عندها قررت أوبرا ألا تذيع هذه المقابلة، لماذا؟ لأنها لم تكن الشيء الصواب. لم يكن ابن هذه السيدة ليتغلب على فضيحة والدته حين يعرف الجميع عنها في برنامج أوبرا وينفري.

افعل الصواب دائما. وأما حين تفعل الصواب دائما، فستجد الأعداء، والمقللين من قدرك. ابعد عن هؤلاء، واحرص على أن تجذب إليك من يؤيدونك حين تفعل الصواب، أولئك الذين يذكرونك أنك قادر على فعل المزيد، وأنك قادر على التميز أكثر.

حين تفعل هذه الخطوات، ستنجح من الداخل، وهذا النجاح الداخلي سيجعلك تنجح في عالمك الخارجي، وستعيش حياة هنيئة راضية، وهذا هو ما تريده من نفسك ومن حياتك. ستمر العواصف والرياح عليك وستبقى ثابتا راسخا.

النجاح في أفغانستان

$
0
0

هل يمكن لعصامي يبدأ من الصفر في أفغانستان أن ينجح في ظروفها الحالية؟ ماذا لو كانت عصامية؟ تجيب حسينة سيد Hassina Syed عن هذا السؤال في مقالة نشرتها جريدة الصين اليوم الصادرة بالانجليزية، حيث روت قصتها لصحفي هندي. حسينة هي اينة عمدة إقليم بروان في شمال العاصمة كابول، لكن أهلها عاشوا كلاجئين في إقليم بيشاور في باكستان بعد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان في ١٩٧٩ وهناك حيث عانت من التفرقة في المعاملة لكونها بنت.

لطالما شعرت بأنها غير مرغوب فيها فقط لأنها أنثى، وهو الأمر الذي أكسبها مناعة واستعدادا تلقائيا للتعامل مع أي موقف معاكس لها، ورغم إصرار والديها على أن تتعلم بعض علوم الطب، لكنها رفضت، فبداخلها كانت تريد أن تبدأ عملها الخاص، مهما كان. بعدما تزوجت من مصور صحفي انجليزي، اقترضت ٥٠٠ دولار من والديها كي تستأجر وزوجها مبنى مكونا من دورين في العاصمة الأفغانية كابول، لتجعله فندقا وسوقته للأجانب الذين قصدوا أفغانستان، وأطلقا عليه اسم نزل جانداماك أو Ganadamack Lodge في نهاية عام ٢٠٠١ والذي شهد سقوط حركة طالبان عن الحكم.

لعب الحظ دورا، فزوجها المصور كان من القلائل الذين صوروا الملا عمر وأسامة بن لادن وهو الأمر الذي أكسبه بعضا من الشهرة، كما حظي المبنى بشهرة كبيرة، ذلك أن أسامة بن لادن نفسه جعل زوجته الرابعة تقيم فيه وكان يزورها في هذا المبنى، الأمر الذي جعل الفندق مقصد الصحفيين الذين بهرهم بن لادن.

رغم ذلك، لم تكن حسينة متقنة للغة الانجليزية رغم زوجها ورغم حديثها الطويل مع نزلاء فندقها، ولرغبتها في التعرف عن قرب عن كل ما يحبه النزلاء، واكتشاف ما لا يحبونه، سافرت إلى انجلترا، بلد زوجها، كي تتعلم اللغة على أصولها، وهو الأمر الذي ساعدها كثيرا فيما بعد. بعدما يبات النزلاء ويرتاحون، يأتي دور إشباع البطون، ولهذا ما أن استقر حال الفندق وأرباحه، حتى شرعت حسينة في افتتاح مطعم، مرة أخرى موجه للغربيين والأجانب الوافدين، وبعدما امتلأت البطون، وجدت حسينة أن النزلاء يحتاجون لمن يرتب لهم تفاصيل السفر والطيران، ولهذا أسست وكالة سفريات / مكتب سياحة، اسمتها كابول اكسبريس.

حتى مع ترتيب التنقلات، كان النزلاء بحاجة لحماية من التفجيرات والاغتيالات التي كانت تترصد للصحفيين تحديدا، (ربما رغبة في حجب الحقيقة، أو وقف تشويهها) ولهذا أسست شركة تأجير سيارات مدرعة ضد الرصاص والقنابل، وبعدما استتب بعض الأمن وبدأ أهل البلاد اللاجئون يعودون لها، شرعت حسينة في تأسيس مصنع مخصص لأغطية الأسرة القطنية، أغلب العاملين فيه من النساء. سافرت حسينة لهولندا كي تتعلم بعص أصول الزراعة وتجارة المواد الغذائية، وسافرت للولايات المتحدة لتحصل على مرشدة تعلمها أمور الإدارة الحديثة لكل هذه الأعمال التي أسستها.

تعددت أسفار حسينة بغرض تعلم الجديد واكتساب الخبرات، الأمر الذي أفادها كثيرا، وهي تؤكد على أن التجارة وتأسيس الأعمال رحلة لا تنتهي من التعلم – التعلم من الغير ومن الأخطاء. الآن تعكف حسينة على المزيد من مشاريع الإنتاج، وتمهد لإطلاق بنك محلي موجه لمساعدة المزيد من النساء الأفغانيات على تأسيس الأعمال ودخول معترك التجارة.

على أن الثمن كان غاليا، فنجاحها وثرائها جعلها مرفوضة ومكروهة في بلدها، حيث الغلبة للرجال لا غير. تعرضت حسينة وزوجها وبناتها الثلاثة لعدة محاولات اغتيال، حتى اضطر زوجها للعودة إلى انجلترا، وتركت بناتها الثلاثة يقيمن في دبي تحت رعاية مربية، وحتى والديها تعرضا للنفي من بلدهم لأنهما سمحا لبنتهما بممارسة التجارة، وأما هي، فتتنقل في سرية تامة داخل سياراتها المدرعة، ولا تخبر أحدا عن جهتها التالية لا في قريب أو بعيد، وهي تؤكد أن هذه الفرقة والبعد عن العائلة ثمن باهظ وصعب، لكنها تدفعه لتستمر في عملها الذي يفيد بلدها وأهلها.

ماذا تحمل حسينة من أحلام؟ إنها تؤكد على أهمية صناعة التعدين في بلدها، حيث يرقد النفط والنحاس والليثيوم، وهذه الصناعة تحتاج إلى طرق ومواصلات، الأمر الذي يغري مستثمرين دوليين كثيرين، وهي تحمل رؤية اقتصادية بعيدة المدى لبلدها.

الشاهد: ما أردته من هذه القصة ليس الحديث عن مناقب هذا ولا مؤامرات ذاك، ما أردته هو ضرب مثل – غير غربي – لقصة نجاح معاصرة واجهت صعابا كثيرة والعهدة على الراوي. ما يهمني هو أن الفندق أدى لمطعم فوكالة سفريات فوكالة تأجير سيارات فمصنع أغطية وهكذا. هذا هو ما أردته من هذه القصة، وحوله سيدور نقاشنا لا غير. أي تعليق سياسي أو سلبي ليس هنا مكانه.

سؤالي الآن: هل من القراء من يمكنه البدء من فندق صغير؟ أو شيء في حكمه؟ أود معرفة من يمكنه تكرار ما فعلته حسينة، وهل للقارئات من نصيب في النقاش؟

سيم ونج هوو – المبدع الصوتي السنغافوري

$
0
0

جاء دوره الابن العاشر من اثنى عشر إجمالا، لأب يبيع بيض الدجاج، في عام 1955 وفي أحد أحياء سنغافورة الفقيرة (وقتها)، ولما حل الفقر ضيفا ثقيلا، لم يدع لبطل قصتنا سيم ونج هوو Sim Wong Hoo سوى الخيال في صغره لينسج منه ألعابه، ولذا حين أهدته أخته هارمونيكا كانت الهدية المثلى، والتي جعلت من الموسيقى رفيق الدرب والحياة لهذا الصغير. كان سيم تلميذا عاديا بلا أي مزايا نحكي عنها، وحتى حين دخل الجامعة التقنية وحصل على دبلوم الهندسة في عام 1975 لم يظهر عليه أيا من علامات النبوغ التقليدية، وبعد تخرجه تنقل ما بين وظيفة مدرس إلى مهندس في شركة إلكترونيات يابانية وانتهاء بعامل على منصة بحرية لاستخراج النفط في جنوب بحر الصين.

دخل سيم عالم الحواسيب والكمبيوترات حين بدأ يقرأ في كتيبات الاستخدام بعمق، ليتعلم بنفسه كيف يبرمج برنامج بدائيا كي يعزف بعض الموسيقى البدائية على كمبيوتر تسنى له استخدامه وقته. (في نهاية السبعينيات، كانت الحواسيب صماء لا تصدر أي صوت). على أن طفولته الفقيرة علمته أن يخترع ألعابه وأدواته مما توفر له في بيئته، وأن تكون أحلامه هي نهاية حدود الممكن، ولهذا قرر ذات ليلة مقمرة على ظهر منصة الحفر أنه بحاجة إلى هدف وغاية في حياته، ولتأكيد قراره هذا، جعل هدفه وغايته أن يجمع مليون دولار خلال 5 أعوام من هذه اللحظة الحاسمة في حياته.

بعدها استقال من عمله على منصفة الحفر، اتفق مع رفيق صباه وصديقه المقرب كاي وا Ng Kai Wa لكي يفتتحا محل بيع وتصليح الحواسيب، برأسمال قدره 6 آلاف دولار، في سوق تجاري (مول اسمه Pearl’s Centre) في الحي الصيني من سنغافورة، وكان اسم المحل Creative Technology أو التقنية المبدعة. في البداية ساعدت فواتير البيع والإصلاح والتدريب على إدارة العجلة، الأمر الذي شجع سيم على تصميم دائرة إلكترونية يمكن إضافتها لذاكرة حواسيب ابل 2 الشهيرة وحققت مبيعات طيبة، ثم في عام 1984 بدأ سيم في تجميع وبيع كمبيوتر أسماه كيوب99 Cube 99 ثنائي المعالج ويشتمل على دائرة إلكترونية صوتية، ويعمل على نظامي تشغيل أبل و CP/M – لكن الاسم الفعلي له كان ’الكمبيوتر الناطق‘ لأنه احتوى على دائرة صوت جعلته يتحدث بالانجليزية والصينية.

بعدها في عام 1986 أتبعه سيم بكمبيوتر مكتبي أسماه: كيوبيكس أو Cubix CT وكان أشهر سماته احتوائه بدوره على بطاقة صوت، ونظام تشغيل باللغة الصينية يوفر الترجمة الآلية من وإلى الصينية والانجليزية. فشل هذا الكمبيوتر ولم يحقق المبيعات المتوقعة منه وكاد أن يفلس الشركة، خاصة وأن شرح كل مميزاته كان يستغرق ساعتين من الشرح المتواصل. رغم ذلك لاقت بطاقة الصوت هذه الإعجاب والاستحسان من الجميع، وكانت هذه البطاقة الظهور الأول لبطاقات الصوت التي اشتهرت فيما بعد تحت اسم ساوند بلاستر أو Sound Blaster.

كان لهذا الفشل محاسن كثيرة، إذ أنه جاء بمثابة الدش البارد، لينبه سيم إلى أن تركيزه على سنغافورة فقط خطأ كبير، وأن تركيزه على صنع حاسوب كامل ليس المجال الذي يملك فيه ميزة فريدة، وكل هذا شجع الشركة كي تركز على الشيء الفريد الذي تملكه، ألا وهو صنع معالج صوتي إلكتروني قادر على إعادة انتاج الصوت بجودة عالية جدا، وهو الأمر الذي سبقت فيه كل العالم. في عام 1987 جاء ميلاد بطاقة الصوت العاملة على حواسيب آي بي ام الأصلية والمتوافقة معها، ذات الاثنى عشر قناة صوتية، والتي حملت الاسم Creative Music System أو (C/MS) اختصارا.

أدرك سيم أن لديه منتج ناجح واعد مطلوب، لكنه كذلك أدرك أنه إذا أراد تحقيق النجاح الكبير الذي يريده، فعليه دخول السوق الأمريكية، ولهذا قرر في 1988 أن يسافر بنفسه إلى مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، بعدما أخبر الجميع أنه لن يعود إلى سنغافورة إلا بعد أن يربح مليون دولار من بيع 20 ألف بطاقة صوتية من إنتاج شركته. كان هذا الهدف صعبا، ففي هذا الوقت، كانت الحواسيب صامتة أو تطنطن بعض الضجيج الصوتي لا أكثر (أو بلغة أخرى، لم يكن هناك سوق فعلية لبطاقات الصوت لأجهزة الكمبيوتر).

أسس سيم شركة كريتيف لابز Creative Labs (أو المعامل المبدعة إن شئت) في أغسطس 1988 في أمريكا، وفي العام التالي بدأ في بيع بطاقات جيم بلاستر Game Blaster والتي تميزت بأنها توفر خرجا صوتيا ثنائي القنوات أو ستيريو، وهو الشيء الجديد وقتها، حتى أنه حين شاركت الشركة في معرض كومدكس لاس فيجاس 1989 وعرضت هذه البطاقة للجمهور، اصطف الحضور في طوابير طويلة لشراء هذه البطاقة العجيبة، وكان من ضمن الواقفين المغني الشهير مايكل جاكسون، الذي جذبته الجودة العالية للموسيقى الصادرة من جناح الشركة وعبر هذه البطاقة، كما وأقنع سيم العديد من مطوري ومبرمجي ألعاب الكمبيوتر كي يدعموا استخدام بطاقاته الصوتية في ألعابهم، وهو الأمر الذي عاد بنتائج إيجابية للغاية، كما أقنع شركة تاندي بشراء بطاقاته الصوتية وتركيبها على حواسيب تاندي. بعدها، عاد سيم إلى سنغافورة، فلقد حقق الهدف الذي سافر من أجله وزيادة، إذ بلغت مبيعات عام 1989 قرابة 5.5 مليون دولار. في عام 1994، بلغت الأرباح الاجمالية لشركته 650 مليون دولار.

رغم أنه اليوم من مليارديرات سنغافورة، لكن قصته لم تخلو من الخسائر، فالنجاح العريض الذي حققته بطاقات الصوت جعلت المئات من المقلدين يظهرون بسرعة وبسعر أقل، ما بدأ يقلص الأرباح، ولذا قرر سيم ألا يبقى معتمدا على منتج واحد، فدخل معترك تصنيع مشغلات أقراص الليزر / الأقراص المدمجة أو CD Rom لكن دخوله هذا جاء في وقت كانت أسعار هذه المشغلات تتراجع بسرعة كبيرة نتيجة زيادة العرض عن الطلب، وهو الأمر الذي كبد الشركة 100 مليون دولار خسائر في صورة مخزون بائر ما جعل سعر سهم الشركة في البورصة الأمريكية يخسر 75% من قيمته. الأمر ذاته تكرر مع بطاقات العرض / الفيديو / الجرافيكس وبطاقات الموديم وكاميرات الدردشة، والسماعات الصوتية، وفي خضم كل ذلك، قرر شركاء سيم التخارج من الشركة وتركوه وحيدا في قلب العاصفة.

هذه الاخفاقات المتتالية أظهرت أن الخوف من الاعتماد على منتج واحد ليس مبررا، إذ استمر اسم ساوند بلاستر مشهورا ومحققا للمبيعات رغم محاولات المقلدين، ووجد سيم في مشغلات الموسيقى ام بي3 المحمولة المنتج الذي يمكن له تكرار تجربته الناجحة معه، وأما اليوم، فالشركة تصمم وتصنع معالجات صوتية إلكترونية تعمل على متن الهواتف النقالة واللوحيات، وتركز كذلك على صناعة اللوحيات (تابلت).

بقية القصة معروفة، فلا زالت المعامل المبدعة مبدعة، ولا زال سيم من أغنياء سنغافورة وناجحيها، كما اشتهر أكثر حين ابتكر اسما لداء أسماه عدم العودة للخلف أو “No U-turn syndrome” وهو كناية عن أن رجال سنغافورة حين يصرون على شيء لا يتراجعون عنه ولو تسبب لهم في خسائر.

لكن ما يهمنا في قصته هو أنه في كل عثرة وفشل وخسارة، كانت تقبع في هدوء البذور والأساسات التي بنى عليها سيم نجاحه التالي. كذلك يجب الإشادة بالروح العنيدة (بشكل إيجابي) لسيم، فهو في البداية كان سائرا على خطى من قبله، موظف عادي ينتظر راتبه، أو صاحب متجر ينتظر البضاعة الرائجة كي يربح منها، لكنه قرر تغيير كل ذلك، وأن يبدأ نشاطه الخاص، ويصنع منتجه الخاص، الذي يسد نقص كبير في السوق، ويجعل حياة المستخدمين أفضل وأمتع.

كم منا يسير على خطى من قبله، وكم منا يشق طريقا لم يسر عليه أحد من قبل؟

انتظر معرفة أكثر ما شدكم في تفاصيل هذه القصة، ويا حبذا لو كان منكم من زار سنغافورة قريبا فيحكي لنا عن طبيعة الحياة هناك.

المصادر: ويكيبيديا، موقع الشركة، مقالة 1، مقالة 2

النجاح ممكن ولو كنت تسوق توك توك

$
0
0

ثم يختتم المؤلف كتابه $100 Startup بقصة قصيرة توجز كل الكلام، بطلها سائق توك-توك في كمبوديا، ولمن لا يعرف التوك توك فهو موتوسكيل على ثلاث عجلات يجر ورائه مقعدا يكفي شخصين أو أربعة، وهو وسيلة انتقال رخيصة تنتشر في البلاد الفقيرة، ويتميز سائقوه بالجنون والتهور، وتعتبر عملية ركوبه مغامرة تدفع الجسم البشري لضخ كميات رهيبة من الادرينالين في الدماء، خاصة لمن يركبه لأول مرة ويخوض به أمواج الزحام، على أنه بعد فترة من ركوبه، يعتاد الراكب على المخاطر ويبدأ يطلب المزيد منها.


هل يمكن لسائق توك توك لم يحصل على أي قدر من التعليم الحكومي ولا يعرف سوى كلمات قلائل من الانجليزية، في كمبوديا، تلك الدولة الفقيرة، أن يحقق نجاحا ويتفوق على أقرانه من سائقي التوك توك؟ رهت أو Rhett فعلها، فهو أدرك حكمة تجارية بسيطة، مفادها أن عميل متكرر خير من عميل المرة الواحدة، وأدرك أن الثقة والصدق هما مفتاحا النجاح المالي، لا الكذب والخداع لكسب درهم حراما.

رهت (أو ’رت‘ إن شئت) قدم نفسه لمؤلف الكتاب وهو يزور كمبوديا، عارضا عليه خدماته لتوصيل المؤلف إلي أي مكان وفي أي وقت من النهار أو الليل، وأكد عليه أنه يستطيع الاتصال على / برقم هاتفه الجوال / الموبيل في أي وقت من نهار / ليل أي يوم في الأسبوع. وجهة نظر رت كانت أن بناء قاعدة من العملاء المتكررين أفضل له وأربح من الطواف على غير هدى في شوارع المدينة المزدحمة بحثا عن راكب محتمل.

في حين يجني غيره من سائقي التوك توك في كمبوديا ما متوسطه 5 دولار في اليوم، اعتاد رهت ربح حتى 50 دولار في اليوم والليلة. رهت لا يعتمد على دراجته وحسب، فهو يضع إعلانا على ظهر التوك توك لصالح مخبز شهير يدفع له سعرا ثابتا كل شهر، وحين يجلب رهت الزبائن لهذا المخبز، يحصل على عمولته.

حين يتصل عميل رهت ويطلب منه ترتيب وسيلة انتقال إلى خارج المدينة، يعرف رهت الوسيلة المناسبة سواء سيارة أو حافلة / أتوبيس، ويضمن شخصيا السائق الذي سيوصل العميل إلى حيث يشاء ويضمن مستوى خدمة راقية. ماذا يفعل رهت بماله؟ عادة أهل بلده القمار، لكنه لا يفعل ذلك، بل يدخره وينفق على عياله، خاصة وأن ابنته هي أول فرد في عائلته يصل إلى المرحلة الجامعية.

وأما عن رقم هاتف رهت في حال تصادف وزرت كمبوديا، فهو 0085512543767

الشاهد:

  • عميل متكرر خير من عميل المرة الواحدة، ولكل قاعدة شواذها.
  • كسب المال لا يبرر بأي حال الكذب والخداع والغش تحت مسمى التسويق والترويج ولو فعل كل أهل الأرض ذلك.
  • النجاح ممكن ولو كنت سائق توك توك.

مصدر الصورة المستخدمة.

قصة نجاح المرأة خلف شركة رجلان وشاحنة

$
0
0

بدأ الأمر كله في صيف 1985 عن دون قصد من ماري الين شيتس Mary Ellen Sheets حين قرر ابناها – لحاجتهما للمال – استغلال الاجازة الدراسية الصيفية في تأسيس شركة صغيرة للنقل والشحن باستخدام سيارة شاحنة قديمة مملوكة للعائلة. اقترحت الأم على الأبناء تسمية الشركة رجلان وشاحنة أو Two Men and a Truck ورسمت لهما شعار الشركة على ورقة محارم / كلينكس، والذي لا يزال مستخدما لليوم رغم بساطته، وهم عملا في مجال نقل القمامة والحشائش بداية، ومن بعدها الأثاث والمفروشات. ما أن انتهت الاجازة الصيفية حتى سافر الابنان من أجل دراستهما الجامعية، ثم حدث أن عادت الأم من عملها ذات يوم لتجد 12 رسالة مسجلة في ماكينة الرد الآلي على الهاتف المنزلي من عملاء يطلبون خدمات الشركة.

كانت الأم ماري تعمل في وظيفة حكومية كمحلل نظم في ولاية ميتشجن براتب فخم ومزايا إضافية أفخم. لم تكن الأم بحاجة لجني المزيد من المال، لكنها كانت تحب خدمة الغير، ولذا قررت أن تستمر في هذه المغامرة التجارية على سبيل الهواية، ولذا حافظت على الاسم التجاري، ولأن الشاحنة التي كان يستخدمها ولديها كانت في حالة سيئة للغاية، قررت شراء شاحنة مستعمل أخرى في حالة يمكن استعمالها، ولهذا الغرض خصصت 350 دولار فقط. هذا المبلغ بالكاد غطى شراء شاحنى ذات طول 14 قدم، وبمزيد من المال وظفت ماري رجلين آخرين لكي يكون اسم الشركة صادقا. غني عن البيان أن عمل ماري النهاري، وتبرعها في مساعدة المستشفيات والمرضى، كل هذا ساعدها كثيرا على إدارة العاملين والعملاء، وعلى تحليل الأرقام والنفقات.

ثم حضرت ماري محاضرة تحدثت عن أهمية التعهيد (فرانشيز) فبدأت ماري بأن عهدت إلى أختها في أطلنطا بأن تبدأ أول فرع فرانشيز في بلدها، وكان ذلك في العام التالي لبدء نشاط الشركة، وأما في نهاية العام الأول فكان صافي الربح الف دولار، ولما لم تكن ماري على علم بالمحاسبة والضرائب، تبرعت بالعائد كله لعشر جهات خيرية، حصلت كل منها على شيك بمئة دولار! حتى اليوم، وشركة الرجلان وشاحنة تتبرع لأوجه الخير الكثيرة. هذا التبرع الخيري جعل شعار الشركة على حق بدوره: الناقلون الذين يهتمون أو Movers who care. في عام 1989 استقالت ماري من وظيفتها المريحة لتتفرغ لإدارة الشركة التي تكبر، واشترت شاحنة جديدة تماما ووظفت المزيد من العاملين.

أكثر ما تميزت به ماري هو عشقها الشديد لتقديم خدمات تفيد العملاء بدون استغلال حاجات الناس لتحقيق ربح سريع، وتقديم مساعدات للمجتمع من حولها، وهي اشتهرت بمبدأ الجدة، أو معاملة الجميع كما كانوا ليتوقعوا جدتهم لتعاملهم Grandma Rule. هذا الأمر جعل كثيرون يتحدثون عنها وعن شركتها، الأمر الذي جلب لها المزيد من الأعمال والنقليات. مع زيادة حجم الشركة، استعانت ماري بابنتها وابنيها، لكن بعد أن عهدت لكل منهم بإدارة فرع من فروع الشركة في موقع جديد، لإثبات الكفاءة وفهم طبيعة العمل.

عانت الشركة خلال فترة الكساد، لسبب مختلف تماما، فمع الأزمة المالية وخسران الكثير من الأمريكيين لوظائفهم مما اضطرهم للانتقال إلى حيث السكن الأرخص، الأمر الذي زاد الطلب على خدمات الشركة، وطمعا في زيادة المبيعات، بدأ فريق العمل في الشركة بشكل تلقائي في السعي الحثيث نحو زيادة البيع، بشكل جعلهم لا يقدمون خدمة جيدة ولا يهتمون بشكاوى العملاء، وفي نهاية الأمر بدأ سيل الطلبات يتراجع وبدأت سمعة الشركة تسوء، الأمر الذي تطلب وقفة سريعة لمعرفة مواطن الخطأ والخطر، ومعالجة ذلك، في خطة طويلة تعتمد على توحيد النظام المحاسبي والاعتماد على الحوسبة السحابية بشكل تام.

بنهاية أغسطس 2012 كان لدى الشركة أكثر من 4500 موظفا موزعين على 220 فرعا في 32 ولاية أمريكية، و 20 موقعا في كندا، وموقع وحيد في لندن وآخر في دبلن (ايرلندا)، بأسطول شاحنات يربو عن 1300 شاحنة نفذت أكثر من 353 ألف عملية نقل، بمبيعات قدرها 220 مليون دولار، لتكون أكبر شركة نقليات بنظام الفرانشيز في الولايات المتحدة، ويتولى الابن الأكبر منصب المدير التنفيذي للشركة خلفا لأمه منذ عام 2009، والتي لا زالت عضو في مجلس الإدارة، وتتولى مع ابنتها إرسال بطاقات تهنئة بخط اليد للعاملين في الشركة في ذكرى ميلادهم.

الشاهد من القصة:

  1. كانت ماري تعيش بدون زوجها، ليست بحاجة لإطلاق شركة ناشئة، ولم تكن تملك أي خبرة في كتابة خطط تسويق أو تصميم شعارات، لا شهادة ام بي إيه ولا شهادة دكتوارة من جامعة، بل اعتمدت على حدسها الداخلي.
  2. رغم ذلك، أسست ماري في 1998 جامعتها الخاصة لتعليم الراغبين في الحصول على حق الفرانشيز على كيفية إدارة الأعمال وأوجه التعامل الصحيح مع العملاء، ولتعليم العاملين على طرق النقل الصحيح لمحتويات المنازل.
  3. سر نجاح ماري كان في تركيزها على العميل، على جعله يشعر أنه عميل خاص، حصل على صفقة خاصة، وخدمة جيدة، وتعامل معه الموظفون على إنه انسان يستحق معاملة من الطراز الأول.
  4. لم تمانع ماري في منح حق الفرانشيز لعاملين معها في شركتها، وأعطتهم الفرصة لإثبات الذات وللنجاح.
  5. كانت تكلفة الحصول على حق الفرانشيز 32 ألف دولار، زائد 6% من العوائد الاجمالية السنوية، زائد 1% من العوائد في حال الدعاية والإعلان لهذا الفرع.
  6. لأنها امرأة تعمل في مجال يسيطر عليه الرجال، لاقت ماري مضايقات كثيرة من المنافسين، لكنها تعلمت من أخطائها وحرصت على ألا تكررها، وأصبحت أكثر صلابة.
  7. في حين كان العرف السائد محاسبة العملاء على أساس وزن المواد المنقولة، حاسبت ماري على أساس ساعة العمل الواحدة المقضية في النقل، وتعهدت بالتعويض عن أي تلفيات وكثيرا ما فعلت.
  8. اعتمدت ماري على مراسلة العملاء ببطاقات استطلاع رأي، لتعرف نقاط الضعف والقوة وما يطلبه العملاء، الأمر الذي ساعدها كثيرا للحفاظ على نسبة عدم رضا عملاء متدنية.
  9. للتسويق لنشاطها، طبعت ماري منشورات إعلانية ووزعتها على عتبات الشقق والمنازل، ورسمتها على جوانب شاحناتها.

على الجانب:
بدأت مؤخرا في إدارة حساب وكالة لغة الفن الإعلانية على تويتر، لمن يريد متابعة الجديد في تصميم مواقع انترنت والإعلانات!

الملياردير العصامي التاسع – مايكل روبن

$
0
0

يوما بعد يوم تزداد قناعتي بأن النجاح في عالم التجارة قائم على بيع سلع وخدمات، وجها لوجه. قناعتي هذه زادت بعدما انتهيت من قراءة مقالة مجلة فوربس عن مايكل روبن، تاسع ملياردير عصامي أمريكي تحت سن الأربعين ينضم لقائمة المليارديرات العصاميين، رواد الأعمال، الانتربنور، الذين بدؤوا من الصفر، من لاشيء وحتى بلغ ما يملكونه أكثر من مليار دولار في أمريكا. لم يعد ربح مليون دولار بالخبر المستحق للحديث عنه كما كان في السابق، وأصبح التوجه الحالي الحديث حول من ربح المليار وهو لم يبلغ العشرين أو الثلاثين أو الأربعين وهكذا.


صاحبنا مايكل لم يرد تغيير الدنيا للأفضل، ولم يخترع المصباح الكهربي، بل هو تاجر بالفطرة، محب للمخاطرة ويفكر في المستقبل. من بيت والديه في ولاية فيلادلفيا كانت بدايته حين ذهب إلى معسكر تخييم للأطفال، بعدا أخذ باقة بطاقات أشهر شخصيات لعبة البيسبول الأمريكية الشهيرة، وهناك قام ببيعها للآباء الذين قاموا بزيارة أطفالهم في المعسكر واشتروا منه البطاقات بربح جيد، بعدها اتفق مع خمسة أولاد صغار كي يعملوا لديه براتب مقابل إزاحة الثلوج من طرقات زبائنه.

وعمره 12 سنة، بدأ في بيع البذور من باب لآخر في حيه، وحين رجع من معسكر للتزلج قرر افتتاح محل لدوزنة (Tune up / Tweak) معدات التزلج في بدروم بيت والديه. بعدها بفترة وجد مايكل أن بيع المعدات ذاتها أفضل من مجرد إصلاحها، ولذا دخل هذا المعترك بكل قوته. سلك مايكل سلوكا ’شرسا‘ في التسويق والإعلان لمشاريعه، حتى أنه قام بتوزيع منشورات دعائية على السيارات الواقفة في منطقة تتبع لمنافس له في السوق، فما كان من هذا المنافس إلا واتصل هاتفيا بوالد مايكل وهدده أنه إذا لم يتوقف ابنه عن هذه النشاطات الإعلانية المستفزة في منطقته فسوف يبلغ عنه الشرطة ليقبضوا عليه. جادل والد مايكل هذا المنافس قائلا له: إنه طفل يبلغ 12 سنة من العمر، فماذا يمكنه أن يفعل لكي يهددك في تجارتك؟ واستمر مايكل في التسويق والإعلان حتى بلغت إجمالي المبيعات 25 ألف دولار في أول سنة له في هذه التجارة، بربح صافي شهري قدره 500 دولار في المتوسط.

ولما بلغ 14 سنة أقنع والده كي يستأجر متجرا في سوق تجاري قريب، ليتبعه باستئجار متجر آخر بعدها بسنتين، ثم بعدها توصل لصفقة مع إدارة مدرسته ليسمحوا له – ولشركائه – بالدراسة بدوام جزئي لا كلي (بارت تايم). وعمره 16 سنة حل موسم تزلج شتوي ضعيف الإقبال شحيح المبيعات، الأمر الذي ترك بصمة شديدة الوطء على تجارة مايكل – ديون قدرها 120 ألف دولار! يحكي مايكل عن هذه الفترة فيقول: لم ينتابني الخوف، ونظرت للديون على أنها خطوة أخرى عليه أن يخطوها. لتفادي إعلان إفلاس شركته وإغلاقها، اقترض مايكل من والده مبلغ 37 ألف دولار والذي اقترضها بدوره، ثم دفعها للمقرضين، وكان شرط والد مايكل لإقراضه هو أن يذهب مايكل للدراسة الجامعية.

كبوة صغيرة خرج منها مايكل ببعض التفكير، إذ عثر على صفقة مبيعات تزلج قيمتها 200 ألف دولار عرضها صاحبها مقابل 17 ألف دولار فقط. لكن كيف سيوفر ثمنها – خاصة وأن مدين لوالده؟ اقترض مايكل من جار مرابي، أقرضه المبلغ مقابل فائدة قدرها ألف دولار لكل أسبوع يمر قبل سداد كامل المبلغ (ولهذا ترفض الشريعة الاسلامية مبدأ الربا). قبل مايكل المخاطرة واشترى المعدات وباعها خلال 4 أسابيع مقابل 75 ألف دولار وسدد مبلغ الربا وكذلك سدد دينه للدائنين ولوالده. هذه الصفقة جعلته يركز أكثر على البيع بالجملة والبعد عن البيع للمشترين الفرديين.

تعلم مايكل الكثير من هذه التجربة، إذ بدأ يبحث عن معدات رياضية ذات جودة عالية وسعر متدني في الوقت ذاته، وهو بدأ بشراء المعدات الزائدة عن حاجة الآخرين بسعر متدني، ليقوم ببيعها في سلسلة من 3 محلات بيع معدات تزلج كان قد سبق له شرائها. بعد قضاء شوط دراسي واحد، قرر مايكل ترك الدراسة الجامعية للتركيز على تجارته، وفي عام 1994 قرر إطلاق علامته التجارية الخاصة في عالم الأحذية وأسماها يوكون Yukon.

في عام 1995 وبعد بلوغه سن 23 ربيعا قرر شراء حصة قدرها 40% من رايكا أو Ryka وهي شركة مساهمة تصنع أحذية نسائية كانت تمر بضائقة مالية جعلتها على شفير الافلاس، مقابل 8 مليون دولار، جزء منها نقدا والباقي ضمانات لسداد ديون على الشركة. بهذا الشراء أصبح مايكل المدير التنفيذي لهذه الشركة، ليكون بذلك عضوا في نادي المليونيرات العصاميين بأريحية. بنهاية هذه السنة، جاء إجمالي المبيعات السنوية 50 مليون دولار بزيادة 30% عن السنة السابقة بفضل إدارة مايكل. في عام 1997 جمع مايكل جميع شركاته تحت مظلة واحدة – شركة جديدة أسماها الرياضة العالمية أو جلوبال سبورتس، مما جعل إجمالي المبيعات السنوية للعام الأول لهذه الشركة الجديدة يفوق 130 مليون دولار.

رابط بقية القصة.

الآن لدي سؤال: لماذا لا تجد أطفالا صغارا تبدأ التجارة من سن صغيرة؟ من يتابعني سيعرف رفضي لحجة أمريكا بلد المعجزات، أو أن الغرب يوزع النجاح في زجاجات بنكهة النعناع المنعش، أو أن القروض الربوية هي سبب نجاحهم ولأن الاسلام حرمها فالمسلمون معذورن في عدم نجاحهم تجاريا وصناعيا وعلميا. مقدار المجهود اللازم للنجاح في الشرق أو الغرب متساو، ومن كان لديه مقومات النجاح لترك الشرق إلى الغرب لكي ينجح، ولأفلح في تحقيق ذلك ولو على خطوات. هذا يفسر لك سبب نجاح 1% فقط من المشاريع الناشئة في الغرب.

في اجتهادي الشخصي الضعيف: القصة ليست شرق أو غرب، القصة هي اختيارات شخصية. كان يمكن لمايكل أن يتابع أفلام الكرتون، أو يدخل عالم الجريمة، أو غير ذلك الكثير، لكنه لم يفعل، فلماذا؟ لماذا اختار مايكل بيع الخضروات من باب لآخر، مع تحمل الرفض والطرد والزجر، ولربما نظرات الاستهزاء والتقليل من الشأن؟ (من قرأ قصة مؤسس ايكيا سيجده وقد فعل الشيء ذاته في سن مبكرة، أمر تكرر مع ناجحين آخرين). ما الذي جعله ينفق أرباحه في توسيع تجارته وشراء فروع جديدة؟ لماذا يفكر في شهادة جامعية شهيرة ووظيفة مرموقة وزيجة مرتبة وأولاد يكررون حياته كما هي؟

هذا أيها السادة هو السؤال. أرحب بإجاباتكم.

على الجانب:
الأمر كذلك يتكرر في مجال مواقع انترنت في العالم العربي تحديدا، يجب أن تركز على تبيع سلع ومنتجات، لا أن تركز فقط على بيع الإعلانات، هذا إذا كنت تريد لعملك التجاري أن يكبر ويكون إمبراطورية، لا موقعا يخسر بعدما يغير جوجل من ترتيب نتائج البحث عليه. صناعة الإعلان تعتمد على وجود منتج للإعلان عنه بشكل يضمن تحقق أرباح ومبيعات. في الفترة الحالية، يجب أن تكثر المتاجر الإلكترونية، لتحتاج إلى شراء إعلانات بميزانيات كبيرة.

الملياردير العصامي التاسع – مايكل روبن، الجزء الثاني

$
0
0

يمكن لنا تسمية تفاصيل المقالة السابقة من حياة مايكل روبن بمرحلة التأسيس، وأما المرحلة التالية فمرحلة التكبير والتوسع، والتي بدأت حين سمع مايكل عن شيء جديد اسمه البيع عبر انترنت أو التجارة الالكترونية والتي كانت بمثابة الصرعة وقتها. حين استشار من يثق فيهم، كان الرد من الجميع بأن البيع عبر انترنت هو المستقبل ويجب دخوله بكل قوة وبسرعة، خاصة مع صدور توقعات بأن حجم هذه التجارة في عام 1998 كان 13 مليار دولار، مع توقع بلوغها 3 تريليون دولار بعد مرور خمس سنوات. رغم كل هذا المديح، لكن أحدا لم يعرف في ذلك الوقت المبكر ما هي آليات وطرق تقديم خدمات التجارة الإلكترونية والبيع عبر انترنت وطرق الدفع الممكنة وإدارة المخزون والتسليم وغير ذلك.

رغم هذا الفراغ المعرفي، أدرك مايكل أن من سيسد هذا الفراغ سيكون سيد هذا السوق الجديد وبالتالي يحصد أكبر قدر ممكن من وفير أرباحه، ولهذا وظف فريق خاص ضم أفضل العقول العاملة في هذا المجال، وبدأ بشركته فجعلها توفر البيع عبر انترنت، ولأنه دائما يفضل البيع لقطاع الأعمال، بدأ يقدم خدمة البيع عبر انترنت لأشهر الأسماء التجارية في عالم صناعة الرياضة، مقابل نسبة كبيرة من الأرباح. على أنه وبعدما حصل على موافقة 5 من الشركات الرياضية الكبري، وجد أن عليه إنشاء شركة خاصة لهذا الهدف (تصميم متاجر إلكترونية كاملة لبيع بضائع رياضية)، هذه الشركة احتاجت لأصول ولعقول وأموال، الأمر الذي تطلب ميزانية ضخمة لم تتمكن مجموعة شركاته من تحملها، ولهذا بدأ مايكل في جولة جديدة لجمع المال من مستثمرين مهتمين لتأسيس الشركة الجديدة.

من النصائح المفيدة التي يشاركنها بها مايكل، هو أنه أخطأ حين اعتمد على شركات خارجية في تسيير أعمال التجارة الإلكترونية، فهؤلاء لم يكونوا على قدر المسؤولية، ولذا بدأ مايكل في شراء مخازن كبيرة، في عدة ولايات، وبدأ يخزن فيها بضائع شركاته لبيعها وبسرعة عند ورود أمر الشراء عبر انترنت. النصيحة الأخرى، حين كان مايكل يقدم المزيد من خدماته للعملاء، مثل إمكانية التخزين في مخازنه، كان يضيف نسبة إلى الربح من البيع، حتى بلغت نسبة ربحه 92.5% من سعر بيع الوحدة من منتجات العملاء، بدلا من أن يطلب مبلغا محددا من المال.

مع تزايد جعلت مايكل يركز أكثر على تقديم خدمات البيع الإلكتروني لكبار الشركات، وبدأ يستهدف شركات أخرى غير الرياضية، مثل شبكات التلفزة التي بدأت تعلن عن منتجات للبيع على شاشاتها مباشرة. كل هذا التوسع أجبر الشركة على تغيير اسمها إلى جي اس آي كومرس في عام 2002 للتأكيد على أنها تقدم خدماتها التجارية للجميع.

على أن انفجار فقاعة انترنت في مطلع القرن الماضي لم يمهل مايكل، الذي كشف عن ذكاء استثماري جديد في خضم هذه الأزمة، إذ أخذ يشتري منافسين له من مواقع وشركات في أوضاع اقتصادية صعبة بأسعار مواتية، وأخذ يركز على الانتشار والتوسع أكثر من الربح الصافي (لكن مع نجاحه في الوقت ذاته في توفير تدفقات نقدية صحية ضمنت بقاء شركاته واستمرارها)، الأمر الذي كبده أكثر من 155 مليون دولار في صورة خسائر مجمعة، وتطلب الأمر منه 5 سنوات حتى بدأت شركته الجديدة لخدمات البيع الإلكتروني تغطي مصاريفها في عام 2004 بعوائد سنوية بلغت 335 مليون دولار. سياسة الاستحواذ هذه آتت ثمارها بسرعة، إذ جاءت العوائد الصافية في عام 2006 مكونة من 8 أرقام (كناية عن مدى من 10 إلى 99 مليون).

هذه الأرقام الضخمة، والحجم الكبير، جذبت انتباه إي باي eBay التي أرادت عقد صفقة واحدة مع لاعب واحد، يحمل معه شركاء كبار، مثل عقود بيع مع سلسلة محلات تويز آر اس و تيمبرلاند و كالفين كلاين و رالف لورين وغيرهم الكثير. ولذا، في عام 2011 الماضي، اشترت إي باي مجموعة شركات مايكل، مقابل 2.4 مليار دولار، حصل منها مايكل على 150 مليون دولار نقدا، بالإضافة إلى احتفاظه بثلاث من شركاته، قيمت بسعر نصف مليار دولار. مرة أخرى، جمع مايكل هذه الشركات الثلاثة تحت مظلة واحدة، شركة أسماهاKynetic . هذه الشركة حققت فيما بعد أرباح وفيرة، جعلت تقييم ثروة مايكل يتخطى المليار دولار، وأعلنت عن دخوله لهذا النادي وبأريحية، قبل أن يبلغ الأربعين.

أهم نقطة تهمني في هذه القصة كلها، هي مقولة مايكل حيث أكد على أنه لو كان ليغير شيئا سبق وفعله، فسيكون إضاعته الوقت في البيع للعملاء الفرديين وعدم البيع للشركات الكبيرة. هذه النصيحة تصنع شركات عملاقة، بينما عكسها يصنع محلا كبيرا، لا غير. لا يعني هذا التقليل من شأن هذا أو ذاك، بل مجرد إلقاء المزيد على الضوء على ما الذي يؤدي لهذا وما الذي يؤدي إلى ذاك.


لماذا قام والتر كرايسلر بتفكيك وإعادة تجميع سيارته لأكثر من مرة؟

$
0
0

في حياة هذا الأمريكي ذي الأصول الأوروبية العديد من الدروس، فهو مثل الكثير منا، كان شغوفا في طفولته بمعرفة كيف تعمل الألعاب والآلات، خاصة المحركات. إنه والتر كرايسلر Walter Chrysler المولود عام 1875 في ولاية كانساس الأمريكية، ولا تذكر المصادر الكثير عن تعليمه، سوى أنه بدأ العمل صغيرا في وظيفة بواب مقابل 10 سنت في الساعة، ثم وافق وعمره 17 سنة على خفضها للنصف مقابل الاشتراك في دورة تعليمية مدتها 4 سنوات لتعلم استخدام الآلات (ليكون عامل آلات أو Machinist) في إحدى ورش السكك الحديدية. هذا البرنامج التعليمي ساعده على فهم آلية عمل المحركات البخارية والكوابح الهوائية.

بعدما أنهى دراسته العملية، بدأ يسافر ويسيح في الولايات الأمريكية الأخرى، بحثا عن العلم ورغبة في تعلم المزيد. كان يركب على ظهور القطارات وينزل في المحطات ليبحث عن أي عمل يساعده على تعلم المزيد في صناعة السكك الحديدية. من لطائف القدر، في كل محطة عمل فيها، كان يتعلم أشياء جديدة، يستفيد منها في حياته العملية بعدها، فعلى سبيل المثال، كانت صناعة عربات القطارات قد بدأت في استخدام المطاط في أجهزة تعليق العربات على العجلات، لكبت الصدمات والاهتزازات، وحين تعلم والتر آلية عمل أجهزة التعليق هذه، فلم يتردد فيما بعد في نقل استخدام المطاط في مصدات الصدمات في السيارات.

لم يعرف والتر الاستقرار، وكان دائم التجوال، وفوق ذلك كان لا يتردد في خفض راتبه مقابل الاشتراك في برامج تدريبية وتعليمية على مر حياته، كما اشترك في برامج تعليم بالمراسلة، ودرس الهندسة الكهربية عن بعد، وطوال فترة تعلمه، كان راتبه يزيد وكذلك شهرته ودائرة معارفه ومعدل تنقله من مدينة لولاية ومن شركة لمصنع، حتى التحق بشركة بويك Buick (جنرال موتورز حاليا) وأسس شركته التي حملت اسمه.

لكن قبلها أريد الوقوف عند محطة مهمة في حياته، فبينما هو في أوج شهرته في مجال السكك الحديدية، كان قد بدأ يلاحظ بزوغ نجم صناعة السيارات، وبينما كان يقبض 12 ألف دولار في السنة، وافق على قبول عرض للعمل في مصنع شركة سيارات مجهولة (وقتها) اسمها بويك. كان عرض العمل هذا مقابل نصف راتبه، أي 6 آلاف دولار، لكنه وافق على العرض ليخوض بنفسه هذا الغمار.

قبلها كان والتر قد أدخر بعض المئات من الدولارات، على أمل بدء نشاطه التجاري الخاص، إلا أنه استثمر مدخراته كلها زائد قرض حصل عليه من صديق في شراء سيارة بخارية، الأمر الذي أثار دهشة وتعجب ورفض الأصدقاء والأقرباء والجيران. حين وصلت السيارة أخيرا إلى والتر، قام بفعل شيء أثار دهشة الجميع وأعجزهم عن الكلام: بدأ والتر في تفكيك كل جزء في السيارة حتى لم يعد منها مكون لا يمكن فكه أكثر. بعدها بدأ والتر يعيد تركيب كل شيء معا مرة أخرى، ثم يفكه ثم يكررها وهكذا. (الطريف أنه حين قاد والتر هذه السيارة بنفسه أخيرا، اكتشف أنه لا يجيد قيادة السيارات واصطدم بجدار.)

ما يزيل الدهشة ويُـبـقي الانبهار والإعجاب بوالتر، هو أنه من خلال تلك التجربة اليدوية، كان يتعلم كيف يمكن صنع سيارة، وكذلك يتعلم طبيعة عمل كل مكون وما فائدته وماذا يقدم، وكان يلاحظ بعين الخبير جوانب الضعف والقوة في تصنيع كل مكون. بعدها بسنوات، حين تسلم والتر عمله في شركة بويك، التي كانت تنزف الخسائر، فإنه تمكن من ترشيد النفقات بدرجة جعلته يجلب للشركة راتبه السنوي في أول أسبوع، إذ بدأ يضع نظام سجلات لمتابعة المكونات والسيارات، وأدخل تعديلات على طريقة تصنيع السيارة اختصرت الوقت اللازم لتصنيع كل طراز على خط الانتاج بمقدار النصف، وأدخل فكرة طلاء مكونات السيارة قبل تركيبها كسبا للوقت، وبعدما كان المصنع ينتج 45 سيارة في اليوم، بفضل تعديلات والتر أصبح ينتج 200 سيارة يوميا!

هل كانت حادثة شراء وتفكيك وإعادة تركيب هذه السيارة ضربا من الجنون – أم فنا من فنون الإبداع واستقراء المستقبل؟

لعل الجدير بالذكر أن شخصية والتر كانت العبقري الذي يرفض المديرين، وهو ما يفسر تنقلاته الكثيرة في سلم الوظائف، وحتى بعد نجاحه الطاغي مع مصنع بويك، اصطدم مع مديره في بويك فاستقال، فأسرع مدير جنرال موتورز (والمالكة لشركة بويك وقتها) بالسفر إليه ومقابلته لاسترضائه وإغرائه بالترقية والعمل تحت إمرة هذا المدير مباشرة مع مضاعفة الراتب والحوافز. وافق والتر على هذا العرض واستمر في عمله وكذلك في جلب الأرباح، وما هي إلا سنوات حتى اصطدم مع مدير جنرال موتورز ذاته واستقال. هذه المرة لم يسارع أحد لاسترضائه.

كان سن والتر وقتها 45 سنة، وكان يفكر ما الذي يمكنه عمله الآن. هل تذكرون الصديق الذي سبق وأقرضه المال لشراء سيارة من أجل تفكيكها؟ عاد هذا الصديق وأخبر والتر عن شركة سيارات تئن تحت وطأة الخسائر وديون قدرها 50 مليون دولار، جعلت البنوك المقرضة تتولى إدارتها، هذه البنوك طلبت من والتر فعل ما بإمكانه لإنقاذ مالهم والشركة من الافلاس وأطلقت يده في الإدارة. بعد عامين من إدارته للشركة، تقلصت الديون إلى 18 مليون دولار فقط. مرة أخرى اختلفت آراء المديرين مع والتر فترك هذه الشركة بعد سنتين فقط.

بعدها وجد والتر شركة سيارات أخرى غارقة في الديون، عرضت عليه إدارتها مقابل إنقاذها، وهو ما كان، لكن براتب أقل. من حل مشكلة لتوفير نفقات لاختراع أشياء جديدة لقروض مليونية، حتى اشترى والتر هذه الشركة وأعاد تسميتها كرايسلر باسمه، بعد مرور 19 سنة على شرائه لهذه السيارة الأولى وتفكيكها قطعة قطعة وإعادة تركيبها.

من الطريف في سيرة والتر أنه في بداية عمله مع هذه الشركة، صمم – لأول مرة في حياته – طرازا متقدما بسعر منافس للغاية من البداية للنهاية وأطلق عليه اسمه، وحين أراد المشاركة بالنموذج الأولي لهذا الطراز في معرض نيويورك السنوي للسيارات عام 1924، كانت الشروط تقتضي عرض سيارات بدأ إنتاجها وبيعها فعليا. للتغلب على هذا الشرط، استأجر والتر مدخل الفندق الذي يتردد عليه المشاركون في هذا المعرض، وعرض النموذج الألي هناك بطريقة ظاهرة لفتت الأنظار وانتباه الجميع، الأمر الذي ساعد هذا الطراز على النجاح عند بدء بيعه في الأسواق. توالت النجاحات حتى أصبحت كرايسلر ثالث أكبر شركة سيارات في أمريكا في حياة مؤسسها والتر، وكان لها مساهمة عظيمة في المجهود الحربي الأمريكي في الحرب العالمية الثانية.

بعد باع طويل في الإبداع في تصميم السيارات، قرر والتر أن يترك بصمته في البناء، فساهم عن قرب في تصميم برج كرايسلر، والذي استمر محافظا على لقب أطول مبني في العالم لفترة قصيرة، لكن بشهادة الكثيرين، فمن الصعب أن تعثر على برج يضاهي هذا المبني في الجمال والفن والاهتمام بالتفاصيل.

والآن، وقت الدروس والعبر:
• والتر لم يحصل على شهادة جامعية مرموقة، بل استمر يتعلم بيديه ويراقب بعينيه ويحلل بعقله، ما ساعده على تقديم حلول أسرع وأرخص وأفضل.
• كان والتر حريصا على تعلم الجديد، ولو مقابل خفض الراتب أو العمل مع شركة خاسرة أو أن يهيم على وجهه في الأرض بحثا عن العلوم.
• كان والتر ملما بالعديد من فنون الصناعة، حريصا على ضم أفضل العقول لفريق عمله، الأمر الذي مكنه دائما من خفض التكلفة وتقديم الجديد.
• لأن والتر كان منضما للماسونيين، ربما وجدت هجوما شديدا عليه، وانتقاصا من قدره، وتقليلا لسيرته، وهذا مكمن الخطر. العبرة ليست بالأشخاص بل بالأفعال. فليكن الرجل ما يشاء، ما يهمني هو أفكاره وكيفية حله للمشاكل وماذا تعلم وأين، وكيف أستفيد أنا من كل هذه الدروس من حياته. أرجو ألا يكون هذا سبب خلو موسوعة ويكيبيديا العربية من صفحة لهذا الرجل، في حين تتوفر صفحة عربية لشركته!

الصورة مجمعة من ويكيبيديا + غلاف مجلة تايم في عام 1930.

قصة تطبيق عربي: دوكشيف

$
0
0

في عام 2000 وأثناء عمل محمد في أحد الجهات الحكومية السعودية، لمس وجود حاجة ماسة لتطبيقات إدارة الوثائق والأرشفة الالكترونية، من قبل المؤسسات الحكومية تحديدا، وكذلك من الشركات الكبيرة والتي تتعامل في عدد كبير من الأوراق والمستندات. اختارت هذه الجهة شراء وتركيب نظام حاسوبي كلفها بضعة مئات من ألوف الريالات، وبعد استخدام هذا النظام لقرابة سنة، توقف استخدامه لعدم تلبية الحاجة الأساسية منه، وتعذر تطويره وإضافة النواقص إليه، كما عجز وكيل الشركة المطورة عن تقديم الدعم الفني اللازم، فكان مصير هذا النظام المكلف الإيقاف نهائيا.

تطبيق الأرشفة العربي دوكشيف

كان محمد غير مسؤول بشكل مباشر عن هذا النظام، لكن بحسب عمله في إدارة تقنية المعلومات فكان على علم به، ومن باب الفضول في البداية أخذ يحاول فهمه والبقاء على تواصل بالشركة المقدمة له لكي يتعرف أكثر على هذا العالم. بعد فترة قامت هذه الجهة بالتعاقد مع شركة برمجة وتطوير أخرى، والتي بدأت بناء نظام جديد من الصفر، وحين حاولت استيراد البيانات المحفوظة من قبل في النظام القديم، فشلت في ذلك لأن الوسائط التخزينية المستخدمة لم تعد الشركة المنتجة توفر أي دعم لها، وكانت النتيجة استحالة استرجاع البيانات المحفوظة عليها، منها فكان الحل الوحيد البدء من جديد!

بعد مرور قرابة ثلاثة أشهر من التحليل والمناقشة والمفاوضة، بلغ عرض سعر الحل المقترح رقما فلكيا، وذلك لأن هذا النظام عالمي متعدد المكونات يناسب الشركات العملاقة، أي أن النظام يقدم أكثر بكثير من حاجة اللجهة الحكومية، كما تبين أن الشركة المطورة لا توفر نسخا أقل حجما. رغم ذلك قرر أحد الفروع التابعة لهذه الجهة الحكومية تبني هذا النظام والعمل عليه. (هنا يجدر بنا الإجابة على التساؤل، لماذا تفعل الجهات الحكومية ذلك، لماذا تنفق كل هذه المبالغ على مشاريع ثم تلغيها؟ نوضح أن هذه الجهات لها طلبات خاصة لا يلبيها نظام ويندوز أو قاعدة البيانات اكسيس، بل يتطلب الأمر بناء أنظمة شاملة كاملة لكل جهة ووفق احتياجاتها، ولا حل سوى الانفاق على تطوير مثل هذه الأنظمة. كذلك، تتغير حاجات ومتطلبات الجهات الحكومية بمرور الوقت، بسبب مجيء مدير جديد أو تغير التوجه الحكومي أو لأسباب طبيعية أخرى.)

بعد مرور عام على استخدام هذا النظام في هذا الفرع، جاء قرار الإدارة بطلب المزيد من العروض من الجهات الأخرى التي تقدم مثل هذه الحلول الأرشيفية، والتي تبين بعدها أنها إما لا تلبي احتياجات تلك الجهة، أو أنها أكبر من تلك الاحتياجات بكثير، مع مبالغة في الأسعار، ولذا قررت الإدارة زيارة ذلك الفرع الذي سبق واستخدم النظام السابق، لمعرفة مدى امكانية استخدامه لديها، وهل يعد ذلك مجديا أم لا. بعد عدة سفرات وزيارات واجتماعات، تبين أن هذا النظام يعاني بدوره من بعض المشاكل، وأنه يستخدم فقط للحفظ والاسترجاع، لكن بدون إمكانية تصدير البيانات منه لأي نظام آخر دون الرجوع للشركة المنتجة، مما يعني احتكار البيانات والارتباط اللصيق بالشركة المطورة، ما قد يكرر المشكلة الأولى في حال قررت الشركة المنتجة التوقف أو عدم الاستمرار في تطوير النظام.

في ذلك الوقت، قرر محمد البدء في البحث عن تطبيقات مشابهة بشكل شخصي، واشترى بعضها من ماله بحثا عن أكثرها ملائمة لحاجة العمل، ثم شرع في برمجة وتقليد واقتباس أهم المميزات فيها. بعد الوصول بهذا التطبيق لمرحلة تجريبية بيتا، وضعه تحت اختبار الجهة الحكومية للعمل عليه وتجربته، ولكن عندها حدثت تغيرات إدارية جعلت محمد يستقيل وترك هذا المشروع برمته.

عندها قرر محمد العمل لحسابه الخاص، وفي البداية قام بجلب منتج أجنبي وقام بتعريبه بنفسه وتعاقد مع الشركة المزودة له، وبعدها قام بالتعديل عليه وإضافة المزيد له حتى أصبح النظام مخصصا بنسبة تزيد عن 95%. بعدها بدأ في تسويقه والإعلان عنه لمدة عام من العمل والتجارب والتطوير والتصليح، وتركيبه لدى عدة جهات بشكل مجاني من اجل وضعه تحت أقصى درجات الاختبار الفعلي. شيئا فشيئا بدأت طلبات العملاء تزيد، وكذلك الدعم الفني وحل المشكلات، الأمر الذي أوجب ضرورة الاعتماد على شركة خارجية متخصصة ومحترفة لتقوم هي بتسويقه والعمل على تطويره وصيانته، يعمل بها فريق من المبرمجين والخبراء الذين يعملون بتركيز كامل على تطوير هذا النظام وإضافة المزيد من الخواص والمزايا التي تناسب المستخدم العربي خصيصا ووفق احتياجاته العملية وتوفير أفضل الحلول المتكاملة.

وقع الاختيار على مؤسسة تكنولوجيا الادارة، التي تربط محمد معها علاقة صداقة وعمل قديم، مع خبرة الشركة في تطوير تطبيقات وحلول شبيهة في قطاعات أخرى, وقام محمد بالعمل جنبا إلى جنب مع الشركة ليتحول هذا التطبيق إلى حل عالمي يمكن الاعتماد عليه، ويتحول من منتج يقوم عليه أفراد، إلى منتج قائم على جهود شركة مما يزيد من إمكانية الاعتماد عليه وفرص استمراره.

أفضل ما في نظام دوكشيف هو دعمه للحاجات الدنيا التي يجب أن يوفرها أي نظام إدارة وثائق معتبر، مع تركيز بسيط على توفير الحاجات المتكررة للجهات الحكومية والخاصة، وتركيز أكبر على طبيعة متطلبات المنطقة العربية، وعند مستوى سعر منافس جدا. دوكشيف ينقسم إلى وحدات قائمة بذاتها تؤدي وظائف مكملة ومتكاملة، بحيث لا يدفع العميل مقابل الحصول على مكونات لا يحتاجها ولن يستخدمها أو يستفيد منها.

كما و يوفر دوكشيف ميزات متقدمة لا تتواجد إلا بالأنظمة الكبرى والتي تكلف عادة مئات الآلاف من الريالات، مثل سهولة الوصول إلى واسترجاع والبحث عن المعلومة وغيرها الكثير. كذلك يوفر دوكشيف مميزات ضمنية ومجانية مثل الأرشفة من الفاكس تلقائيا، عن طريق ربط جهاز الفاكس مع الكمبيوتر العامل عليه دوكشيف واستقبال الفاكسات وأرشفتها آليا عبر النظام، كما يتم توليد وطباعة علامات البار كود داخليا وتعيينها للمستندات والوثائق، ومن ثم قرائتها والبحث عنها فيما بعد.

وأخيرا تتوفر نسخة ويب من النظام لا تحتاج إلى تركيب أو تثبيت، ويمكن الوصول السريع إليها من أي مكان عبر الجوال أو اللوحي أو الكمبيوتر المحمول، ما يعني سهولة كبير جدا في الوصول إلى الوثائق والمستندات من أي مكان وفي أي وقت، الأمر الذي يضمن سير الأعمال وتحقيق الأرباح.

اضغط لعرض قائمة العملاء الذين يعتمدون على نظام دوكشيف للأرشفة.

ملحوظة: هذه التدوينة مدفوعة الأجر.

قصة مو ابراهيم، ملياردير الاتصالات ورجل الخير

$
0
0

جاء ميلاد محمد فتحي ابراهيم في شمال السودان / جنوب النوبة في عام 1946، ثم انتقل مع عائلته ليعيش في شمال مصر، وكان من أوائل الثانوية العامة وسلم عليه الرئيس جمال عبد الناصر تقييما لتفوقه، ثم درس الهندسة الكهربية في جامعة الاسكندرية ومنها تخرج، ثم هاجر بعدها إلى انجلترا في عام 1974، وهناك حيث عمل ودرس ليحصل على شهادة الماجستير في الهندسة الكهربية والالكترونية من جامعة برادفورد، ثم بعدها حصل على شهادة الدكتوراه في الاتصالات النقالة من جامعة برمنجهام، ثم عمل في شركة الاتصالات البريطانية بريتش تيليكوم أو بي تي، وتدرج في مناصبها حتى وصل لمنصب الرئيس التقني لقسم الاتصالات النقالة الجديد في هذا الوقت، وهناك حيث قفز قفزة الثقة وقرر إنشاء شركته.

mo-ibrahim-flickr
يحكي مو ابراهيم قصته شابا فيقول: وأنا صغير، مررت على نصف دستة / دزينة من البلاد مع عائلتي، وأظهرت شابا اهتماما بالتجارة العالمية، وكنت شغوفا بمتابعة أخبار الاستثمارات الأوروبية في القارة السمراء افريقيا، حتى جاءت السنة الأخيرة في دراستي الجامعية، وعندها كنت قد أيقنت أن افريقيا هي ملعب من يريد جلب المغامرة والربح إلى حياته. هذه اليقين ترسخ بعدما أعلنت زميلة دراسة أسبانية عن نيتها الزواج من رجل عصامي هولندي قابلته في رحلة لها إلى افريقيا، هذا الثري الهولندي صنع ثروته كلها في افريقيا، بعدما وصل إليها ومعه مال يكفيه لمدة أسبوع فقط، لكنه تمكن من الحصول على حق التعدين ونجح في خمس سنوات في صنع إمبراطورية ناجحة.

بعد تخرجي، عملت في عدة وظائف لمدة عشر سنوات تقريبا، حتى جاء يوم قرأت فيه مقالة تشرح كيف يمكن لهاتف نقال أن يثري حياة محدودي الدخل في المناطق النائية الفقيرة. تطرقت المقالة لتشرح كم الوقت الضائع والطاقة المهدرة لجماعات الناس التي لا تملك وسيلة اتصال مسموعة تجدي لمسافة أبعد من تلك التي يقطعها صوت الانسان. من أمثلة ذلك أن يسير شخص ما لمسافة نصف يوم ليقابل شخص أو جماعة أخرى ثم يجد أن هذا اللقاء غير ممكن لسبب من الأسباب، فيعود أدراجه في النصف الثاني من يومه ويكرر الأمر في يوم تال، في حين كان يمكن لمكالمة هاتفية أن توفر عليه هذا المجهود وهذا الوقت المهدر. الأمر ذاته يتكرر حين البحث عن طبيب أو دواء أو علاج بدون استخدام الهاتف. هذه المقالة جعلتني أركز على مجال الاتصالات النقالة.

في حقبة التسعينيات، كان الصراع على أشده للحصول على ترخيص إنشاء شبكات الهواتف النقالة في الغرب والشرق، لكن لا أحد أراد دخول افريقيا. حين أردت أنا أن أجلب الاتصالات النقالة / الجوالة / الموبيل لإفريقيا، نصحني الخبراء والناصحون بألا أفعل، فحتى لو تخطيت المتطلبات الحكومية، فسيكون علي أن أقرض العملاء المال ليشتروا به الهاتف النقال ليستخدموا خدمات شبكتي، لكني قررت أن أفعل رغم هذه النصائح المخلصة.

في عام 1989، أسس مو ابراهيم شركة ام اس آي MSI بغرض تقديم الاستشارات والبرمجيات لحلول الاتصالات النقالة، وحققت الشركة نجاحا كبيرا، وعملت مع كبار شركات الاتصالات العالمية. في عام 1998، نصح مو ابراهيم عميلا له في مجال الاتصالات بأن يتقدم للحصول على ترخيص إنشاء شبكة اتصالات نقالة في أوغندا والتي كانت في هذا الوقت تطلب المساعدة التقنية لتحقيق هذا الهدف. كان مو ينظر للجانب الممتلئ من الكوب، فعدم وجود شبكة اتصالات أرضية في أغلب الدول الافريقية كان يعني عدم وجود منافس قوي لأي شركة اتصالات نقالة / جوالة / موبايل.

بعدما رفض هذا العميل تنفيذ اقتراح مو، قرر مو أن يفعلها بنفسه، ولذا قرر إنشاء شركة جديدة تابعة لشركة الاستشارات التي أسسها وكان لا يزال يديرها، وبدأ بخمس موظفين فقط، وبدأ يجتهد ليحصل على تمويل كافي لإنشاء شركة اتصالات نقالة في أوغندا، وكان الاسم المبدئي MSI-Cellular ثم تحول بعدها ليكون الاسم سيلتل أو CelTel. اجتهد مو كثيرا حتى جمع رأس المال اللازم للبدء فقط، 16 مليون دولار، وكان السبب الرئيس لصعوبة الحصول على التمويل اللازم هو أن مو ليس لديه خبرة في تأسيس وإدارة شركات اتصالات، فهو كان مجرد مستشار وخبير فني وقتها، ناهيك عن أن افريقيا كانت مرادفا لعدم الاستقرار والانقلابات والثورات والفساد والرشاوي / الرشى، والرؤساء الذين يقولون ما لا يفعلون ولا يلتزمون بوعودهم!

بالطبع، في عالم الاتصالات النقالة، 16 مليون دولار مبلغ قليل جدا، وكأنك اشتريت إعلانا في مدونة شبايك لمدة أسبوع، لكنه كان كافيا للسنة الأولى من عُمر الشركة، التي احتاجت لاستثمارات قدرها 415 مليون دولار خلال سنواتها الخمس الأولى. كان أعظم تحدي واجه مو هو بناء الثقة، فهو لم يؤسس شركة اتصالات نقالة من قبل، فلم يثق فيه لا المستثمرون ليحصل على المال، ولا الموظفون الحكوميون ليحصل على الترخيصات اللازمة. على الجهة الأخرى، كانت أكبر نقطة قوة في موقف مو هو عدم وجود منافسين له تماما، وكانت الساحة خالية له وحده بالكامل، وكانت نسبة نمو سوق الاتصالات الافريقية السنوية 63% وهي نسبة كبيرة بمعايير أي صناعة أو تجارة، واستمرت في هذا النمو لسنوات متتالية.

في البداية، كان التحدي إقناع الفقراء الأفارقة بأن يقتطعوا من ميزانيتهم الضئيلة جدا لشراء هاتف نقال ثم شراء رصيد لإجراء مكالمات. في حين كان العالم يتسابق على أحدث تقنيات الاتصالات، بدأ مو بتقنيات اتصال بسيطة ورخيصة. عوضا عن بيع خطوط اتصالات بعقود شهرية، كان البيع فقط للبطاقات مسبقة الدفع. في حين كان الفرد منا يشتري الهاتف النقال لنفسه، كانت العائلات الافريقية تتشارك لشراء هاتف نقال لها كلها. كل هذه الأفكار جعلت تكلفة إدارة شركة الاتصالات الناشئة رخيصة وسهلة، وهو ما ساعدها على الاستمرار والنجاح.

بدأت سيلتل في أوغندا، ثم بدأت تدخل بقية الأسواق الافريقية وتحصل على ترخيص حكومي رسمي للعمل فيها، مثل مالاوي – كونغو – جابون – سيراليون، لكن هذا التوسع تطلب مالا كثيرا لا نهاية له والمزيد من تركيز ووقت مو، ولذا قرر بيع شركته التي أنشأها MSI وأعاد استثمار حصته من البيع في الشركة الناشئة سيلتل. كانت كل بلد افريقية يدخل فيها تمثل تحديا جبارا لم تقرأ عن مثله في كتب أو مدونات، فبلد مثل الكونغو لم يكن لديها شبكة طرق يعتمد عليها، وكانت الحرب الأهلية في سيراليون مشتعلة، وحين احتل الثوار العاصمة، انسحبت منها سيلتل، ثم حين جاءت الأمم المتحدة بجيشها، عادت الشركة لتوفر لهم الاتصالات النقالة، ولأن طرفي القتال: الثوار والأمم المتحدة، كانا بحاجة لإجراء الاتصالات، لم يتعرض أحد لأبراج الاتصالات التابعة للشركة، الأمر الذى ساعد الشركة على تحقيق أرباح والانتشار وأن تكون أكبر شركة اتصالات هناك!

رغم الفساد الأخلاقي المنتشر في هذه الدول، رفض مو التعامل بالرشاوي واختار فقط التعامل جهارا في ضوء النهار، ولزيادة الثقة بشركته، بدأ مو يبني المدارس والعيادات ويهتم بالعاملين في فروعه، موفرا لهم التدريب اللازم، وساعد المحرومين من التعليم على تعلم مهارات جديدة. على أن كل هذا كان يحتاج لضخ المزيد من المال في الشركة. في عام 2004 كان عدد عملاء الشركة 5.2 مليون مشترك، موزعين على 13 دولة، بعائد إجمالي قدره 614 مليون دولار سنويا، وبربح صافي قدره 147 مليون دولار.

كانت الشركة ناجحة، لكن التوسع تطلب ضخ المزيد من المال، وبدأت الشركة تبحث عن قروض من البنوك، لكن هذه الأخيرة طلبت ضمانات كثيرة جدا، واشترطت رهن أصول الشركة كلها مقابل سداد هذه الديون. نظرا للحاجة الماسة للقرض، قبلت الشركة الشرط، لكنها كذلك بدأت تفكر في وسائل أخرى للحصول على المال، وكان الحل طرح الأسهم في البورصة. حين انتشر الخبر أن الشركة تبحث عن فرص طرح أسهمها في البورصة، بدأت عروض الشراء والاستحواذ تأتيها. كان أفضل هذه العروض وأكبرها من شركة زين الكويتية وكان البيع في عام 2005 مقابل 3.4 مليار دولار وكان نصيب مو ابراهيم 2 مليار دولار من البيع.

بعدها تحول الملياردير محمد ابراهيم لأعمال الخير ومساعدة الدول الافريقية على تطوير نفسها، أو بكلماته: العمل على رد الجميل لإفريقيا التي ساعدته على تحقيق هذا النجاح.

شكرا مو ابراهيم على قصتك الجميلة، ليت العالم كله مثلك.

على الجانب:
* لاحظت بقلب حزين الصراع على وصف محمد ابراهيم مرة بالسوداني ومرة بالنوبي، ويكفيني أنه انسان محب للخير ولا ينسى الجميل.
* من استطاع منكم أن يوصل سلامي إلى مو فليفعل ولعله يملك الوقت لحوار سريع معي عبر البريد.
* هذه التدوينة مهداة للقارئ الذي عرفني على هذا الرجل الطيب، فله الشكر موصول.
* هذه التدوينة لم تكن لتـُكتب لو كان محمد رضي بالوظيفة الفاخرة ولم يخاطر بتأسيس شركة جديدة تماما، ولم يخاطر ببيع شركته الناجحة من أجل عيون شركة في مجاهل أدغال افريقيا، وهذا هو ردي على صديق سألني عن رأيي في مقالة لمدون نعتز به رأى أن الوظيفة شيء جيد لا بأس به. كيفي معك أستاذ؟
* سألت فايننشال تايمز مو: هل كنت تتوقع وأنت شاب أنك ستنجح كل هذا النجاح؟ لا، كنت أظن أني سأعمل في مجال التدريس!

الصورة من حساب مؤسسة مو ابراهيم الخيرية على فليكر.

وكانت نصيحته للكل: فقط افعلها – الشاب المليونير مؤسس صملي

$
0
0

فجأة وبدون سابق إنذار، أعلنت ياهو أمريكا عن شرائها لتطبيق صغير من يافع انجليزي عمره 17 سنة، بمبلغ غير معلن، بلغ وفق تقديرات البعض 30 مليون دولار. ماذا يفعل هذا التطبيق؟ تعطيه عنوان مقالة طويلة على انترنت، يلخصها لك فيما لا يزيد عن حروف قليلة! كيف؟ وفق خوارزميات معقدة، توصل إليها هذا الشاب الصغير، بينما كان يذاكر دروس التاريخ في مدرسته، وفكر كيف يصمم برنامج يلخص المواضيع والمقالات الطويلة…
summly-icon-screen
رأي البعض أن عملية الشراء هذه الغرض منها دعائي في المقام الأول، فالمديرة الحسناء الجديدة ماريسا تريد أن تقول أن شركة ياهو لا زالت شابة، تدب فيها الحياة، وأنها شركة تبحث عن الإبداع وتشتريه. لا يمكن أن نقلل من وجاهة تفسير مثل هذا، فالتطبيق عمره شهور قليلة فقط، وصاحب التطبيق لا زال يدرس لامتحانات المرحلة الثانوية ولم يدخل الجامعة بعد، وسيكون أصغر موظف يعمل في ياهو انجلترا. على الجهة الأخرى، جاء الخبر بمثابة الصاعقة المدوية، وكتبت عنه أغلب وسائل الإعلام والنشر، شيء لم تكن أي حيلة من جعبة أي شركة علاقات عامة لتعطي الأثر ذاته، حتى أن مدونة شبايك خصصت تدوينة عن صاحب هذا التطبيق، قالت فيها:

’هل لديك فكرة فريدة؟ هل وجدت فراغا في السوق لا يسده أحدا؟ اذهب فورا وسد هذا الفراغ بتطبيق أو بخدمة تقدمها بنفسك. المال موجود ينتظر من يبدع ليحصل عليه. هناك مستثمرون ينتظرن مثل هذه الفكرة ليستثمروا فيها.‘ كان هذا جزء من حديث الشاب الانجليزي نك دالوزيو Nick D’Aloisio في حوار تليفوني أجراه مع موقع رويترز. يعيش نك في ضاحية ويمبلدون في لندن، وهو حكى عن الإصدارة الأولى من تطبيقه على هاتف آيفون وكان بعنوان Trimit أو: ’اختصرها‘، وكانت وظيفة هذا التطبيق – الذي يعد النسخة الأولى من تطبيقه Summly (المجاني) الذي اشترته ياهو منذ يومين، كانت وظيفته أن يختصر المقالات الطويلة على مواقع انترنت فيما لا يزيد عن ألف أو 500 أو 140 حرفا. (لاحظ حرف لا كلمة!) (رابط التطبيق على متجر ابل)

بدأ نك (مواليد 1996) البرمجة لهاتف آيفون وعمره 12 سنة وتعلم بنفسه وبالتجربة، وحين نشر تطبيقه تريمت في مارس 2011 لفت تطبيقه انتباه شركة ابل والتي اختارته لتذكره على صفحة متجرها على أنه تطبيق يستحق الانتباه له والاهتمام به. هذا الاهتمام لم يتوقف، إذ سارع ملياردير من هونج كونج اسمه: لي كا-شينغ باستثمار 300 ألف دولار في هذا التطبيق، ليكون نك أصغر عصامي في العالم يحصل على تمويل من مستثمرين وعمره فقط 15 سنة. ماذا فعل نك؟ استغل ملاحظات المستخدمين على تريمت ليعود بنسخة ثانية من تطبيقه تحت اسم وتصميم وشكل جديد، لينشره في ديسمبر 2011. في نوفمبر 2012 حصل نك على استثمارات قدرها مليون دولار من عدة مستثمرين عالميين، هذه الاستثمارات جلبت معها المدراء والخبراء والمبرمجين والمحترفين. بعدما بلغ عدد مستخدمي هذا التطبيق أكثر من نصف مليون مستخدم خلال 4 اسابيع، اشترته ياهو.

لكن بدون مزاح، لماذا اشترته ياهو؟ حسنا، كما تعلم شركة ياهو لديها شركات ومصادر كثيرة وظيفتها إنتاج محتوى جديد، وبكلمة محتوى أقصد شركات نشر تنشر مقالات ومواضيع وتقارير ودراسات وكل هذا. الناس اليوم ليس لديها وقت لتقرأ رسالة الغفران للمعري أو معلقة أبي سلمى، بل تريد المختصر الوجيز والمفيد. حين يأتي تطبيق ويفلح في تلخيص مقالات بشكل ذكي ومفيد، هذا كنز لا تفرط فيه. للتوضيح أكثر، حصل هذا التطبيق على جائزة أفضل تطبيق في عام 2012 من شركة ابل. هل تريد اختصار موسوعة ويكيبيديا كلها؟ هذا التطبيق يمكنه ذلك، والذي يزعم مطوره أنه وفر 28 سنة من حياة مستخدميه بفضل تلخيصه لهم المقالات الطويلة! كيف سيربح التطبيق رغم أنه مجاني؟ من الناشرين، الذين سيرغبون في تلخيص مقالاتهم ليقرأها المزيد من الناس!

لعلك بعد قراءة مقالة مثل هذه ستتحسر على الوضع العربي، أو تقول هذه واحدة لا تتكرر، أو تقول لقد هرمنا ولن تأتي علينا لحظة مثل هذه. لو فعلت فأنا قد فشلت. ما بدأت ألاحظه هو أن النجاحات العربية لها نصيبها من هذه الدرجة الكبيرة، لكني أظن بأن أصحاب مثل هذه النجاحات من العرب – في الأغلب – لا يعلنون عنها، ويفضلون التواري والكتمان عن الإفصاح والإعلان، لسبب من الأسباب. ليس هذا وقت الشكوى، بل وقت التحفيز والنشاط. ابحث عن فكرة تفيد الناس، توكل على الله، جاهد من أجل تنفيذ الفكرة، ولي حق أن أكون أول من ينشر تفاصيل رحلتك لقمة جبل النجاح!

قصة ملك المطابخ، أحمد سعد

$
0
0

جاء ميلاده في عام 1969 في مدينة الاسكندرية بمصر، وظهرت عليه صغيرا علامات النبوغ في مجال الرسم الهندسي، وبدأ يعمل في فترة الأجازات الدراسية الصيفية في عدة وظائف أكسبته حس خدمة العملاء والعلاقات العامة، وحين لم يؤهله معدله في الثانوية العامة لإختيار الدراسة التي يريدها ، دخل معهدا غير راغب فيه، لكنه بدأ يهتم بالدراسة خارج المقرر، فكانت دراسة الكمبيوتر والحاسبات، ذلك العلم الجديد في هذا الوقت، تحديدا فترة نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات، وبعد فترة من الإجادة، عرض عليه صديق مرافقته في التقدم لشغل وظيفة، فذهب معه على سبيل الصحبة والرفقة، وهناك نصحته الموظفة بأن يملأ استمارة تقدم لشغل الوظيفة، فماذا سيخسر؟ وكما في الروايات، نجح هو في حين لم يوفق صديقه، فكانت الوظيفة مندوب مبيعات في شركة صخر للحاسبات.
Kitchen-King-Ahmed-Saad
رغم أنه كان لا زال يدرس، لكنه حقق نجاحا ملموسا في وظيفته، وفوق كل هذا استمر في الالتحاق بالدورات الدراسية لتطوير قدراته أكثر، الأمر الذي انعكس عليه بأن نجح بتقدير مرتفع مكنه من إكمال الدراسة الجامعية في كلية التجارة. لكن رغم العمل لساعات طويلة، كان العائد محدودا، لا يغني ولا يسمن، ولذا بحث عن مستقبل أفضل، بدأ رحلة البحث عن عمل خارج مصر، فكانت والدته تجمع له قصاصات طلبات التوظيف المنشورة في الجرائد، وحين كان يعود ليلا كان يطالع ما يناسبه ويرسل سيرته الذاتية، وبعد عدد من المقابلات، جاءه عرض عمل في الرياض بالسعودية وهو لم يتم عامه الواحد والعشرين بعد.

كانت طبيعة العمل في الغربة في مجال الحسابات والمخزون وشئون العاملين، وكان العمل لمدة عامين، حتى جاءه عرض لوظيفة أفضل في قطر، في مجال الكمبيوتر أيضا لكن الشركة القطرية تراجعت عن المشروع الذي وظفته من أجله، فعينته في وظيفة مسئول عن قسم شئون الموظفين والعلاقات العامة، ثم مديرا لمكتب صاحب الشركة. أثناء ذلك، وعندما بلغ سن الخامسة و العشرين، تزوج ثم رزقه الله بابنه الأول ثم الثاني.

بعد ثلاث سنوات من العمل الدؤوب، أحس صاحب العمل بأن لديه مواهب أكثر من تلك التي يستغلها، خاصة بعدما قدم له اقتراحات ساعدت الشركة على زيادة المبيعات والأرباح، فقام صاحب الشركة بتعيينه كمدير لإدارة مبيعات المطابخ الجاهزة، وكانت هذه الإدارة تحتاج الى عمل كثير لتقف على قدميها وتنجح. كانت هذه الفرصة الذهبية له كي يكشف عن حقيقة معدنه وخبراته، فتعلم كل ما كان يلزمه خلال شهور قليلة، وأدار دفة العمل لمدة أربع سنوات، لكن المبيعات لم تأتي وفق المراد لها، لأسباب عدة تخص السوق القطرية، ما كان معناه وجوب الرحيل من جديد لبلد جديد.

في عام 1999، وعمره 29 سنة سافر إلى دبي، وقام بعمل مقابلات شخصية بحثا عن عمل، فوفقه الله لوظيفة مدير مبيعات قسم المطابخ في شركة هناك خلال ثلاثة ايام فقط من البحث. بعدها، استقال من وظيفته وانتقل مع أسرته لوظيفته الجديدة، واستلم عمله وبدأ حياته العملية الجديدة. وهناك حيث توسع لديه الفكر التجاري والإداري والفني، وكذلك مسؤولياته ودائرة معارفه، حتى انقضت 3 سنوات، مدة عقده مع هذه الشركة.

خلالها سيطرت عليه الرغبة الجامحة في أن يبدأ عمله الخاص، ولذا بعد انتهاء عقده، قرر افتتاح عمله الخاص و عمره 32 سنة، وأسس شركته في عام 2002 كشركة متخصصة في مجال المطابخ تحت اسم كيتشن كينج ( Kitchen King ) أو ملك المطابخ. كانت المخاطرة كبيرة، زادها نظرات التشكيك في عيون المحيطين به، فكيف يترك الوضع المادي المستقر والدخل الشهري المضمون ويمضى إلى المجهول، خصوصا أن جل مدخراته ورأس مال مشروعه الجديد 50 ألف درهم فقط.

لم يوقفه كل هذا، وتوكل على الله وشرع في التنفيذ، وذهبت 43 ألفا في مصاريف التأسيس، وتبقى له 7 آلاف درهم يعيش بها وأسرته، وبدأ يعمل في شركته الخاصة، ثم كان قضاء الله أن يتوفى والده في أول يوم لبدء شركته. هذا الوالد لم يكن يعلم بخطوة ابنه هذه، التي لم يطلعه عليها لعلمه بأن والده لا ينظر بثقة للعمل الخاص بسبب مخاطره. بعدها بأسبوع عاد ليكمل ما بدأه، ومرت الشهور الأولى في بناء قاعدة عملاء جديدة وكانت المبيعات لا تكفي والمصاريف لا تتوقف عن الزيادة، فالكل كان يخشى أن يشتري من شركة ناشئة، حتى أن سيارته كانت تتعطل دائما في طريقه لمواقع الأعمال المحتملة لعدم كفاية الوقود.

لم يبق معه من مال يكفي حتى لملء خزان سيارته، وكان الموظف الوحيد في الشركة، يقوم بأدوار عامل النظافة والسكرتير والسائق والمصمم والبائع و المحاسب ومشرف العمال ومندوب المشتريات والمدير العام، وفي بعض الاحيان عامل التركيب، واستمر الوضع كذلك لمدة عام كامل.خلال هذا العام، هجمت عليه الشكوك من أن يكون قد أساء التقدير وأنه يقع في هوة الفشل…

لكن وبعد مرور ثلاثة أشهر من العام الثاني، ومع العمل المتواصل، سرعان ما حصل على ثقة بعض العملاء الذين اشتروا أشياء بسيطة ثم أكبر وأكبر حتى حصل على مشروع تجهيز مطابخ لمجمع 15 فيلا سكنية، بقيمة ربع مليون درهم إماراتي، وكانت هذه هي بداية الانفراجة، وجاءت الايرادات لتطرد شبح الافلاس، وتشجعه على الاستمرار والمضي قدما، ومنذ ذلك اليوم تشجع وأيقن بقدرة الله على رزق الصغير والكبير على حد سواء، واستمر في عمله دون خوف.

بعدها بفضل الله كثرت الأعمال والطلبيات، فأصبح الموردون يتأخرون في التسليم، وظهرت الحاجة واضحة إلى إنشاء مصنع صغير، يلبي احتياجات العملاء، فقام بتأجير موقع أسس عليه مصنعه، وبدأ بعاملين فقط، دربهم بنفسه، وبمرور الأيام كثرت الأعمال والتوسعات وزاد فريق العمل، لكن جرت العادة أنك لا تجد موظفا يستمر في وظيفته لفترة طويلة، إذ يجد الأفضل فيرحل، الأمر الذي لم يجد معه بدا من أن يستعين بزوجته لتكون مديرة العمل.

Kitchen-King-Team
بعدها بفترة وفي عام 2008، افتتح فرعا ثانيا للبيع في إمارة عجمان، ثم أراد أن يتميز عن المنافسين، فقرر الاستيراد المباشر للمواد الخام من الأسواق الخارجية لا المحلية، وبدأ يستورد موادا لم يسبق لأحد أن وفرها للسوق المحلية، وتخصص عمله أكثر في تصنيع المطابخ وخزائن الملابس وبيع الأجهزة الكهربائية المنزلية الخاصة بالمطابخ وغيرها، واستمر في التوسع، حتى جاءت الأزمة المالية العالمية في 2009.

رغم تراجع الاعمال بشكل عام في الأسواق، إلا أن سوق التجزئة لم تتأثر بها بشكل كبير، لكن رحلة زيادة عدد صالات البيع اضطرت للتوقف للتقييم وكان نتيجة ذلك غلق فرعين لعدم تحقيق الربح والبيع، وكانت هذه فرصة للتركيز على تلك التي تبيع، وفرصة كذلك للاهتمام أكثر بالعملاء الحاليين وتقديم خدمة أفضل. ذلك عاد وأدى إلى زيادة المبيعات رغم الأزمة، وبسبب تحسن أساليب الإدارة والإنتاج والتركيز على المبيعات وخدمة العملاء.

الآن، وبعد مضي 11 سنة من العمل المتواصل، أصبحت شركة كيتشن كينج ذات شهرة واسعة وقاعدة عملاء عريضة في سوق التجزئة في مجال نشاطها. إنها قصة نجاح أحمد سعد، ملك المطابخ.

موقع الشركة (www.kitchenking.ae)

ملحوظة: هذه التدوينة مدفوعة الأجر.

Viewing all 58 articles
Browse latest View live