Quantcast
Channel: قصص نجاح –مدونة شبايك
Viewing all 58 articles
Browse latest View live

ثلاثة عصاميين ناجحين بدؤوا حياتهم بالعمل الحر الجانبي

$
0
0

من يتابع مدونتي منذ زمن، سيعرف أني من المشجعين على بدء أنشطة تجارية جانبية، بجانب الوظيفة النهارية لمن هم أصحاب وظيفة (مثلي)، على أمل أن يأتي يوم تكبر فيه هذه التجارة الجانبية لتكون الشغل الشاغل لصاحبها ويبدأ في توظيف المزيد من الشباب ونحل مشاكل البطالة في عالمنا العربي. النصائح وحدها لا تكفي والأمر يحتاج لسرد أدلة وبراهين. لأن طبيعة العربي الكتمان والخوف من الحسد، والتأخر الطويل في الرد على أسئلة توضح خطوات نجاحه، لذا تجدني أتحدث عن ناجحين وعصاميين غير عرب طمعا في تأكيد صحة هذه النصائح وضرب المثل عليها.

اتفقنا كذلك في هذه المدونة على أن العصامي هو ترجمة كلمة انتربنور (أو انتربرونور)، فماذا نسمي من يعمل في عمل جانبي حر؟ يسميه الغرب فريلنسر (أو فري لانسر). الطريف أن أصل هذه الكلمة الانجليزية يعود لشرح المرتزقة، أو السيف المأجور لأعلى سعر بدون ولاء ثابت، ثم تطورت الكلمة فأصبحت تصف كل من يعمل لصالح نفسه، لعدة أرباب عمل، بدون ولاء ثابت لعمل واحد. الأكثر طرافة أن الترجمة العربية لهذه الكلمة هي أيضا رائد أعمال!


1 – براين وونج Brian Wong
Brian_Wong

هل سمعت عن موقع Kipp؟ لا؟ حسنا لا عليك. بداية براين مع العمل الحر كانت مع تصميم إعلانات انترنت المصورة / بانرات باستخدام فوتوشوب، لعملاء كثرة. ذات يوم وهو مسافر بالطائرة، وجد الكثير من الركاب يلعبون على أجهزة آيباد (تابلت/لوحي) الخاصة بهم، وكانت أجزاء من شاشة أغلب الأجهزة موجهة لإعلان ما. شرد براين بالتفكير، لماذا لا يصمم تطبيقا يعمل على الهواتف واللوحيات الذكية تقوم فيه الشركات المعلنة بمكافأة المستخدمين العاديين لقاء قيامهم بتنفيذ مهمة أو عمل ما؟ بذلك سيكون هناك تفاعلا أكبر ما بين الشركة المعلنة والشريحة المستهدفة والمنتج المعلن عنه. بعدما هبطت الطائرة، فاتح براين اثنين من أصدقائه بالفكرة، ومعا أسسا شركة كييب في 2010، والتي حصلت على استثمارات إجمالية قدرها 15 مليون دولار، وبدأت بأن شجعت مطوري ألعاب اللوحيات بإدراج شفرتها الإعلانية الخاصة مقابل مشاركة عوائد الاعلانات، ثم انتقلت إلى تطبيقات أخرى. وفقا لويكيبيديا، يمنح تطبيق كييب 5 هدايا عينية كل ثانية، ويعمل ضمن أكثر من 400 تطبيق، وتظهر إعلاناته على أكثر من 30 مليون جهاز، وتشمل قائمة المعلنين معها شركات كبيرة مثل: ديزني وبيبسي وسوني وغيرها الكثير! لا بأس في 3 أعوام فقط من الانطلاق!

2 – ساهل لافينجيا Sahil Lavingia
Sahil-Lavingia

بدأت حياته مع العمل الحر صغيرا حين منحته مدرسته نسخة مجانية أكاديمية من برنامج فوتوشوب، فأخذ يقرأ عن هذا التطبيق ويغوص في تفاصيله حتى أصبح خبيرا يصمم مواقع انترنت ويبيعها، ثم تطور فبدأ يعمل مع مطورين ومبرمجين آخرين، وكان ينتهي من الموقع في عطلة نهاية أسبوع ويبيعه، ثم بعدها انتقل لتصميم التطبيقات على الجوالات بالطريقة ذاتها، حتى بلغت مبيعات تطبيقاته العشرين مائة ألف دولار، وأصبح منذ سن الخامسة عشرة يعول نفسه وينفق عليها من أرباحه. ما أن وطئت قدمه الجامعة في 2010 حتى طلب منه زميل أن يصمما معا موقع بنترست الشهير فقرر عدم إكمال تعليمه (الذي لم يبدئه بشكل فعلي) والتركيز على بنترست وكان ثاني موظف فيها، وبينما بنترست تحقق النجاحات بعدها، تركها ليؤسس شركته الخاصة: جمرود أو Gumroad وهي باختصار توفر الفرصة لكل من لديه عمل إلكتروني أن يبيعه عبر الشبكات الاجتماعية، يعني مثلا لنفرض أن المدون شبايك قرر بيع باقة من مقالاته، فما عليه سوى الاشتراك مع هذا الموقع، ويرفع الملف، ليعطيه الموقع رابطا قصيرا، ينشره المدون عبر حساباته الاجتماعية، بالضغط عليه يطلب الموقع دفع مبلغ من المال مقابل تنزيل هذا الملف. بعدها يحصل الموقع على 5% من قيمة المعاملة زائد 30 سنت. طبعا لو فعل شبايك ذلك لربما حصل على تهديد بالقتل، إلا أن ساهل حين أعلن عن فكرة شركته في 2011 حصل في 4 أيام فقط على استثمارات قدرها 1.1 مليون دولار من العديد من المستثمرين في المشاريع الناشئة، زادت بعدها إلى 8.1 مليون دولار. ساهل عمره 19 سنة فقط، لم يحصل على شهادة جامعية، وهو عضو مؤسس في العديد من الشركات الناشئة! طبعا، ستسأل وقبلها أجيبك، ساهل مولود في نيويورك، وانتقل إلى هونج كونج وسنغافورة ولندن، ثم انتقل بعدها لأمريكا للدراسة والنجاح!

3 – كوليس تا’ايد Collis Ta’eed

Collis-Ta'eed

هل تعرف شركة انفاتو Envato الأسترالية؟ الشركة التي تقف خلف مواقع تعليمية كثيرة مثل  PSDTUTS+ وغيرها؟ هل إذا قلت لك أنها الشركة التي تملك موقع ثيم فورست الشهير لبيع قوالب ووردبريس ستعرفها؟ ما قد لا تعرفه هو أن من يقف خلف هذه الشركة هو كوليس الذي كان مصمم فني حر، يعمل بنظام فري لانس، في تصميم مواقع انترنت. بمشاركة زوجته و جان رانج، أسس شركة انفاتو في مارس من عام 2006، وبدأت الشركة بموقع لتعليم التصميم ببرنامج فلاش، ثم تعددت المواقع لتعليم برامج التصميم الأخرى، ثم بدأ يصمم مواقع بيع منتجات المصممين الآخرين. في عام 2011 كانت مواقع الشركة تدر عوائد قدرها 150 ألف دولار شهريا. الجدير بالذكر أن كوليس في البداية تعلم فوتوشوب وتصميم المواقع بنفسه.

قبل أن نترك الحديث عن شركة انفاتو، لا بد وأن أذكر أن مصمم القوالب النمساوي كريسي قد ربح أكثر من 2 مليون دولار من بيع قوالبه على موقع سوق ثيم فورست، وهنا يجب أن أذكر كذلك فؤاد المعاصر في مصر الذي باع أكثر من 5 آلاف نسخة من أعماله على موقع ثيم فورست، ولو افترضنا أن ربح كل عملية بيع هو 20 دولار فهذه أكثر من مائة ألف دولار خلال 3 سنوات أو قرابة 3 آلاف دولار شهريا. على حد علمي فؤاد لم يعمل في وظيفة (بعد تخرجه) ولم يتخرج بعد كما قال لي، إنما دخل مجال تصميم المواقع والقوالب وبيعها، ولم يؤسس شركته بعد. أما شركة مميزات في مصر والتي صممت لي قالب مدونتي الحالي والماضي، فلها قالب على ذات الموقع باع أكثر من 3 آلاف نسخة أو عائد قدره أكثر من 60 ألف دولار خلال عامين أو ثلاثة. الطريف أن فؤاد المعاصر كذلك صمم قالب سابق لمدونتي!

الآن، يمكنك أن تفعل مثل هؤلاء، أو أن تشكك في احتمالات نجاحك في ذلك. الأمر إليك، فماذا ستفعل الآن؟


الوظائف الأولى للأغنياء والمشاهير

$
0
0

قد يقول قائل: ما بالي أنا وهؤلاء الناجحين الذين تحكي لنا قصصهم، فتجعلنا نحلق معك في سماء الأمل، ثم نسقط مع انتهاء قصتهم على أرض الواقع الذي نعيشه، كيف لنا النجاح مثلهم ونحن نعمل كذا وكذا. بحثت عن أفضل رد لقول كهذا، فقلت لعلي إذا سردت أوائل الوظائف التي عمل فيها مشاهير الناجحين في عالمنا اليوم، فلعل ذلك يهون الأمر على هذا القائل، ويعطيه جرعة إضافية من الأمل، حتى يأتي عليه يوم ينضم فيه لهذه القائمة.

نبدأ مع بيل جيتس الشهير والتي كانت أول وظيفة له هي ساعي في الكونجرس الأمريكي، وأما مايكل دل مؤسس شركة دل فكانت أول وظيفة له هي غسل الأطباق في مطعم صيني، براتب 2.3 دولار في الساعة، وأما ثري الاستثمار وارين بافيت فكانت أول وظيفة له في سن 13 ربيعا عبارة عن صبي تسليم الجرائد على دراجته الهوائية، وأما دونالد ترامب فكانت أول وظيفة له هي الذهاب مع والده صغيرا إلى مواقع العمل وإلى البنايات لتحصيل الايجارات، ليقوم بمساعدة أخيه بجمع الزجاجات والكانات الفارغة من القمامة لبيعها.

سام والتون، مؤسس سلسلة محلات ولمارت الشهيرة في أمريكا، كانت أول وظيفة له صغيرا هي حلب أبقار العائلة، ثم ملء الزجاجات بهذا الحليب، ثم توصيله للعملاء وبيعه لهم وتحصيل الثمن. بعد تسليم الحليب، كان سام يقفز على دراجته لتسليم الجرائد صباح كل يوم. على الجانب، كان يبيع اشتراكات المجلات، وحين أصبح شابا كان يعمل كخادم في المطاعم مقابل وجبة يقتات بها.

هل تذكر قصة راي كروك – مؤسس سلسلة مطاعم ماكدونالدز؟ كانت أول وظيفة قبل بدئه المدرسة الثانوية، يدير ماكينة بيع الصودا التابعة لعمه، وكذب بخصوص سنه الفعلي ليلتحق بالصليب الأحمر كسائق سيارة إسعاف في الحرب العالمية الأولى، لكن الحرب وضعت أوزارها قبل أن يبدأ هذه الوظيفة، فعاد ليعمل في وظائف عدة مثل عازف بيانو وعامل في بقالة يضع مشتريات الزبائن في أكياس، ثم بائع أكواب ورقية، قبل أن يقابل الأخوين ماكدونالد.

ويليام واتكنز، الرئيس السابق لشركة سيجيت لصنع الأقراص الصلبة، بدأ حياته المهنية كعامل في مستشفى نفسي دوره السيطرة على المرضى الهائجين ليلا. مصمم الملابس الشهير تومي هيلفيجر لم يجد من يقبل عرض الملابس التي صممها، ولذا وقف بسيارته يعرض ملابسه في الصندوق الخلفي. الكوميديان جيري ساينفيلد بدأ ببيع المصابيح الكهربية عبر الهاتف، بينما الممثلة ديبي مور عملت في وكالة تحصيل ديون المتعثرين، وأما مادونا فعملت بائعة في محل الحلوى دانكن دونتس، بينما براد بيت كان ينقل الثلاجات. المؤلف الشهير ستيفن كينج كان يعمل بوابا، وبينما كان ينظف دولاب ملابس فتاة، خطرت له قصته الخيالية المرعبة الشهيرة كاري.

ستجد الملايين من الأمثلة المماثلة، وكلها تصرخ بالحقيقة الواضحة: لا يهم ما أنت عليه الآن، ما يهم فعليا هو إلى أين أنت ذاهب، وإلى أين تريد الذهاب. قد ترى في قصص الناجحين ضربا من خيال، طموحات لا يمكن إدراكها، صرحا من هوى، قل ما شئت، لكن الكثيرين غيرك بدؤوا بدايات أصعب منك، ولم يضيعوا وقتهم في عبارات اليأس، بل في التعلم من الواقع والعمل على الخروج منه. الأمر إليك.

المصدر.

اردم البحر واسكن على شاطئه

$
0
0

Hendro_Santoso_Gondokusumoبطل قصتنا اليوم اسمه هندرو Hendro Santoso Gondokusumo وهو رجل أعمال صيني هاجر والده في نهاية أربعينات القرن الماضي إلى اندونيسيا، هربا من التجنيد في بلده الصين، ونزل في مالانج، شرق جافا، وهناك حيث قابل الوالدُ الوالدة، وأما ميلاد هندرو فكان في 6 سبتمبر 1950 . كانت البداية غاية في الصعوبة على العائلة الجديدة، ففراش النوم كان عبارة إما عن جوالات الذرة أو الأرز المكومة معا، وكان الطعام شحيحا وأفراد العائلة إلى تزايد. استمر الحال صعبا، ولم يكن العيش ليكون ممكنا لولا محل صغير اشترته العائلة لتبيع فيه بعض حبوب الذرة والأرز والقهوة والمكسرات.

كان إجمالي عدد أفراد العائلة المعتمدين على هذا المحل الصغير كمصدر دخلهم عشرين فردا، لكن الأبوين عملا بجهد وكد لإطعام جميع الأفواه ولإرسال من عليه الدور إلى مقاعد الدراسة. شيئا فشيئا بدأ المحل الصغير يكبر بمساعدة شريك ليكون مركز توزيع كبير. رغم تيسر الأحوال المالية للأسرة، لكن الوضع الخارجي ازداد سوءا، ففي عام 1967 ازدادت درجة عدائية أهل المدينة للصينيين بشكل عام، الأمر الذي نتج عنه غلق جميع المدارس الصينية في المدينة، ومن ضمنها التي كان يرتادها الابن هندرو.

في هذه الأثناء، كان عم هندرو قد رحل عن الصين إلى مدينة جافا الاندونيسية ليبدأ هناك نشاطه التجاري القائم على التصدير، ولذا بعد غلق المدارس أرسل الأب ابنه هندرو ليعمل مع عمه في تجارته. بعدها بعام انتقل العم وهندرو إلى العاصمة جاكارتا، بسبب صعوبة إجراء المكالمات الهاتفية الدولية اللازمة في تجارة التصدير، وكذلك بسبب كثرة الفرص التجارية في العاصمة مقارنة بأي مكان آخر.

ثم جاء عام 1970 والذي شهد مقدم صديق إلى العم، في جلسة نصحه فيها بأن يدخل في مجال الاستثمار العقاري فهو الأكثر ربحا، وكانت بداية تنفيذ النصيحة مع بناء عقارات سكنية في جنوب العاصمة، والتي جاء ربحها كبيرا بعد بيع جميع الوحدات السكنية إلى شركة بترول وطنية. بعدها استمر هندرو في بناء العقارات وبيعها، إلا أنه كان يبحث عن وسيلة تميزه عن غيره في سوق العقارات وتضمن له الربح والشهرة والسمعة الحسنة.

قاده تفكيره لردم البحر! فعليا، أراد هندرو استرداد منطقة في شمال جاكرتا من المستنقعات المتداخلة مع شاطئ البحر، وكان التصور الأولي بناء ضاحية فاخرة جديدة اسمها بانتاي موتيارا Pantai Mutiara مكونة من أربعة أبراج ذات 24 طابقا وبيوت متناثرة ونادي رياضي واجتماعي ومركز تجاري، على مساحة مقسمة ما بين 100 هكتار من الأرض، و 50 هكتار من ماء البحر. كنت لتركب قاربك البخاري وتسير به عبر الماء لتصل إلى قصرك الصغير، وبعدما ترسو به تنتقل إلى القصر ثم تركب سيارتك لتذهب لقضاء عملك.

كانت هذه أول مرة تقوم فيها شركة خاصة بردم البحر على ميزانيتها، فقبلها فعلت حكومة سنغافورة ذلك لبناء مطارها الدولي، وفعلت اليابان ذلك، لكن كل هذه المشاريع كانت بتمويل حكومي. كان التحدي كبيرا على عدة مستويات. بدأ العمل في 1984 على ردم المستنقعات وشاطئ البحر، ثم بدأ الحفر والبناء في عام 1989 واستمر على مر عشر سنوات طوال. كان هندرو قد بنى لنفسه سمعة لا بأس بها، ولذا تمكن من بيع العديد من العقارات والأرض لازالت ماء لم يقترب منها عامل، هذه الثقة قفزت بسعر العقار عشرة أضعاف من بداية المشروع إلى نهايته والتسليم.

كان التوقع المبدئي لزمن المشروع أقل من الفعلي، إذ كانت الأرض مليئة بالوحل أكثر من المتوقع، ما استلزم المزيد من العمل والوقت والمال. كذلك كان هندرو متعنتا فيما يتعلق بالجودة، إذ أخبر العاملين معه ومهندسيه أنه مستعد لهدم أي عقار إذا وجد جودته أقل من المتوقع له، وهو لم يكن مبالغا في زعمه هذا. في عام 1990 طرح هندرو أسهم شركته العقارية في البورصة الاندونيسية، وكان اسم شركته العقارية انيشيلاند أو Intiland. كان للشركة عدة مشاريع عقارية وأبراج وملاعب جولف كثيرة، جلبت أرباحا أبقت الشركة على قيد الحياة، بينما يجري العمل في هذا المشروع الكبير.

ثم جاء عام 1997 والذي شهد الأزمة المالية الآسيوية وانهيار بورصات النمور الآسيوية كما أسموها، والتي أنزلت خسائر فادحة بالجميع، بدأت في تايلاند وضربت بأطنابها كل من اندونيسيا وكوريا الجنوبية، ووصل أثرها إلى ماليزيا وهونج كونج والفلبين وحتى الصين وتايوان وسنغافورة. هوى سعر العملات المحلية ما جعل الاستيراد مكلفا، كما أن البنوك توقفت عن الإقراض وبدأ المال يشح. بدأ حاجزو العقارات يطالبون بما دفعوا ثمنه أو استرداد ما دفعوه، واستعانوا بالشرطة والمحامين والقضايا لضمان حقوقهم، وبدأت الشركة تعاني بشدة مثل غيرها، لكن هندرو أعلنها صريحة منذ بداية الأزمة، لن يفقد عامل واحد عمله.

كان هذا التصريح صعبا للغاية، إذ بلغ عدد العاملين في شركته ألفي عامل، وعلى الشركة قروض واجبة السداد، وكان كل شيء إلى تراجع، وكان المزاج العام للسوق سلبيا جدا، والكل خائفا من العواقب. اجتمع هندرو بكبار العاملين معه، وطلب منهم خفض رواتبهم، ومساعدته في الحصول على مدخول بأي طريقة شرعية ممكنة، الأمر الذي نتج عنه زراعة أراضي الشركة التي لم يبدأ البناء عليها بمحاصيل الذرة، وأما المباني التي لم ينتهي بناؤها تحولت إلى مدارس ودور رعاية أطفال نهارية، وكذلك مزارع لتربية الضفادع!

على الجهة الأخرى، تمكن هندرو من كسب ثقة العملاء، وأقنعهم بالانتظار والصبر، فما جدوى عقار غير مكتمل البناء أو شركة عقارية مفلسة. بمرور الوقت، آتت هذه القرارات ثمارها، إذ لم يخسر أي موظف في الشركة وظيفته، وبدأ في ديسمبر 1998 تسليم أوائل الوحدات في ضاحية بانتاي موتيارا وبدأت الأمور المالية للشركة تتحسن، وعادت ثقة العملاء بالشركة إلى سابق عهدها.

استمرت الشركة في عملها بشكل لا بأس به حتى جاء عام 2007 حين سددت الشركة كل قروضها للبنوك، ثم حولت قرضا كبيرا من شركتين إلى استثمار في رأسمال الشركة، نسبته 70% مع تغيير اسم الشركة بعدها. إعادة الهيكلة المالية هذه أعطت دفعة قوية جدا للشركة، مكنتها من الشروع في تنفيذ مشاريع عقارية جديدة وكبيرة. من ضمن هذه المشاريع كان بدء سلسلة فنادق جديدة تحت اسم Whiz في منطقتي جافا و بالي.

يهدف هندرو من هذه الفنادق إلى التركيز على السياح الصينيين الآخذة أعدادهم في الازدياد، إذ تحول المزاج الاندونيسي من كره الصينيين إلى الترحيب بهم، وبدأت أعداد السياح الصينيين تزيد حتى بلغت 600 ألف سائح قدموا إلى اندونيسيا في عام 2012 وحده، مع توقع استمرار زيادة هذا العدد. يخصص هندرو جزءا من وقته وربحه للمجتمع، وهو أسس على نفقته جامعة خاصةMa Chung وبمساعدة أصدقاء الدراسة افتتحها في عام 2007.

كنت أود ذكر المزيد من التفاصيل عن هذا العصامي الناجح لولا ندرة المعلومات المتوفرة عنه، ولو يساعدني قراء المدونة المقيمين في الصين و اندونيسيا بذكر المزيد عن سيرة هذا الرجل الناجح، فسأكون شاكرا لهم جدا.

إذا كنت لتخرج بشيء من هذه القصة، فهو كالتالي،
أولا: الاستثمار في العقارات مربح جدا، لكنه خطير كذلك، لكن عليك الدخول فيه لا محالة.
ثانيا، من يسبق غيره ويركز على السياح الصينيين، قد يخرج رابحا. نعم، هذه النوعية من السياح مشهورة بأنها بخيلة أكثر من اليهود، لا تنفق وتطلب الكثير مقابل السعر القليل، لكن في ظل عزوف السائح الأوروبي، وتحول السائح الأمريكي، لعل السائح الصيني يعينك على تحمل الفترة الحالية حتى يعود السائح الأوروبي والأمريكي.

المصدر: جريدة تشاينا ديلي وموقع الشركة.

قصة تأسيس شركة فيليبس

$
0
0

gerard_philipsالشركة الهولندية شهيرة يعرفها الجميع، بفضل تصنيعها للاختراع الذي بدد ظلمات الليل بسعر زهيد، وأقصد به المصباح الكهربي. تعود أحداث القصة لعام 1891 حين قام شاب عصامي هولندي بتأسيس شركته الخاصة، اعتمادا على دعم مالي من والده التاجر الغني، وتنفيذا لفكرة سيطرت على باله، تصنيع اختراع قرأ عنه وجاء به الأمريكي توماس إديسون، وحمل اسم المصباح الكهربي. كانت أول خطوة لجيرارد فيليبس هي شراء مصنع قديم في مدينة إيندهوفن وإعادة تأسيسه بشكل يسمح بإنتاج المصابيح الكهربية وغيرها من المنتجات الكهربائية وإطلاق اسم عائلته عليه، فيليبس. كانت المنافسة شديدة وقتها في مجال تصنيع المصابيح، لكن جيرارد أراد المنافسة عبر الانتاج على نطاق كبير مما يخفض السعر النهائي للمنتج، وهو ما أفلح معه، لكن بعد وقت طويل إلى حد ما.

كانت البداية صعبة بلا أرباح، وقاربت الشركة الناشئة على الإفلاس، حتى انضم انطون، الأخ الأصغر لجيرارد، إلى الشركة في عام 1894 كمندوب مبيعات لتنشيط البيع، وبعد مرور فترة قصيرة، بدأ يشارك بأفكار تجارية مفيدة خاصة في مجال التصدير، الأمر الذي زاد كثيرا من مبيعات الشركة حتى بدأت تتأخر عن تلبية طلبات العملاء فاضطرت للتوسع، وكانت البداية بتأسيس شركة تابعة لصناعة المعادن المستخدمة في المصابيح الكهربية، ثم بعدها بفترة وجيزة شركة تابعة أخرى مخصصة لصناعة الزجاج، ثم بعدها بسنوات تأسيس شركة ثالثة لصناعة الإلكترونيات. أهم خطوة ساعدت الشركة كثيرا على النجاح، بشهادة الكثيرين من رواة تاريخ الشركة، كانت تأسيس معمل للأبحاث العلمية والتقنية، على يد جيرارد في عام 1914. هذا المعمل شهد ميلاد الكثير من اختراعات فيليبس الشهيرة.

إذن ساعد الأخ الثاني انطون الشركة في بدايتها لتجاوز عثراتها، لكن الحرب العالمية الأولى ساعدت فيلبس على التوسع أكثر، ذلك أن هذه الحرب جلبت معها كراهية المنتجات الألمانية والمقاطعة الأوروبية لها، فتدخلت فيليبس بسرعة لتستغل هذه الفرصة وتوفر البدائل المناسبة، الأمر الذي أدى لزيادة مبيعاتها. لعبت الظروف لصالح فيليبس، إذ بعدما وضعت الحرب أوزارها جاء اختراع الصمامات الكهربية المفرغة بمثابة مناسبة أخرى أمكن لفيليبس استغلالها، فسارعت لإنتاج هذه الاختراعات الجديدة، واستغلتها في صورة تصنيع أجهزة بث واستقبال إشارات الراديو، وهي مرة أخرى، كانت في وقتها الاختراع العجيب الذي يكتسب شهرة عالمية يوما بعد يوم، ويكتسب كذلك الكثير من طلبات الشراء.

بعدها وجدت الشركة أن عليها التوسع إلى منتجات جديدة، فقدمت ماكينة الحلاقة الكهربية فيليشيف في عام 1939، وما هي إلا أيام حتى اشتعلت الحرب العالمية الثانية وبدأ الألمان يقفون على حدود هولندا مستعدين لغزوها، وقبل الغزو مباشرة فر غالبية أفراد عائلة فيليبس إلى الولايات المتحدة الأمريكية للنجاة بحياتهم، في حين بقي آخرون ليديروا المصانع هناك بعد الاحتلال. لحسن حظ العائلة، تمكنوا قبل الفرار من إغلاق وإخفاء أكثر من مركز أبحاث علمية للشركة عن أعين المحتل الألماني، حتى إذا انتهت الحرب وعادت العائلة من أمريكا، افتتحت هذه المراكز وعادت للعمل، الأمر الذي ساعد على التعافي من هذه الخسارة.

مرة أخرى جاءت الحرب بفوائد علمية، ذلك أن اختراع أجهزة أشعة اكس وأجهزة الرادار كان يعتمد على مكونات تصنعها فيليبس في مصانعها، الأمر الذي ساعد على استمرار عجلة الانتاج دائرة بسرعة عالية. لا يعمل الرادار أو جهاز أشعة اكس بدون شاشة تعرض ما يكتشفه هذا الماسح العجيب، الأمر الذي ساعد على تمهيد الطريق لتصنيع أجهزة التليفزيون بشكل تجاري بداية من العام 1949.

مع زيادة انتشار المواد السمعية والمرئية كثيرا على المستوى العالمي، الأمر الذي أدى لفتح المجال أمام اختراعات جديدة من فيليبس، أهمها شريط الكاسيت الشهير كما نعرفه اليوم والذي لا يزال عدد كبير منا يتذكره، وهو من اختراع شركة فيليبس وجاء في عام 1963، ولأن فيليبس على ما يبدو لم تكن طماعة أو جشعة ساعتها، فإنها وفرت هذا الاختراع بدون الحاجة لدفع مقابل استخدام، الأمر الذي ساعد على انتشاره هذا الانتشار الطاغي.

الطريف أن أشرطة الكاسيت في بدايتها كان الغرض منها تسجيل الاجتماعات الإدارية والمحادثات الصوتية، لكن مع التقدم التقني وتحسن جودة التسجيل والتشغيل، بدأ استخدام هذا الاختراع الرخيص في الموسيقى والأغاني وغيرها. هذا الانتشار شجع فيليبس على دمج جهاز الراديو مع جهاز مسجل الكاسيت في جهاز واحد محمول وكانت هي أول من فعل ذلك. الطريف أن فيليبس أنتجت نسخة مايكرو من الكاسيت، اسمتها ميكرو كاسيت، لكنها لم تنجح مثل الكاسيت التقليدي، وانتهى بها الأمر لاستخدامها في أجهزة الرد الآلي على مكالمات الهواتف.

بعدما أرسلت واستقبلت الصوت وخزنته، تكون الخطوة التالية تسجيل الصورة وعرضها، وهو ما حدث في عام 1972 في انجلترا بإصدار أول مشغل ومسجل فيديو، قبل منافسة سوني بنظامها بيتامكس، ثم منافسة مجموعة في اتش اس والتي اكتسحت السوق. في هذا الوقت، كانت أشرطة الفيديو قصيرة الزمن، وحتى حين تغلبت فيليبس على ذلك بالتسجيل المضاعف على ذات الشريط بما يسمح بتسجيل ضعف المدة الزمنية على ذات الشريط، سارع اليابانيون لتقليدهم وإنتاج شرائط منافسة بسعر أرخص وجودة مماثلة، الأمر الذي جعل فيليبس تستسلم وتنضم لتجمع منتجي نظام في اتش اس وتترك نظامها الذي كانت أول من جاء به.

بسبب أرباحها الوفيرة من بيع منتجات الفيديو، أخرت فيليبس اطلاق اختراعها الجديد، قرص الليزر المدمج الذي يسجل الصوت والصورة بجودة عالية جدا عند مقارنتها بشرائط الفيديو وقتها. احتاج العالم للانتظار حتى مجيء عام 1982 لتعلن فيليبس عن إنتاج مشغل القرص المدمج سي دي بالتعاون مع شركة سوني، هذا القرص المدمج تطور بعدها ليكون دي في دي ثم بلو راي المنتشر اليوم. استمرت توسعات فيليبس فأصبح لها مصانع في العديد من دول العالم، حتى تحولت لتكون الفيل العملاق الذي لا يتحرك إلا من أجل وليمة كبيرة، ولا يستطيع أن ينتج شيئا رخيص الثمن عالي الجودة، الأمر الذي جعل الشركة تركز على المنتجات الغالية المربحة، للمستشفيات والحكومات والمصانع وغيرها.

الطريف أن جيرارد فيليبس أسس في عام 1913 الفريق الكروي الشهير نادي ايندهوفن، ولليوم لا تزال شركة فيليبس من كبار الداعمين الماليين للنادي. المصنع الأساسي الذي شهد بداية الشركة، وبعدما تعرض لأكثر من حريق وتوسعة وإعادة بناء، تحول في هذا العام 2013 ليكون متحف فيليبس، حيث يعرض أهم ما قدمته فيليبس على مر تاريخها. اليوم، يبلغ عدد الاختراعات المسجلة باسم شركة فيليبس أكثر من مائة ألف اختراع، ويعمل في مصانعها ومكاتبها أكثر من 122 ألف موظف في قرابة 60 دولة، ويستعمل منتجاتها الملايين والملايين. قيمة إجمالي أصول فيليبس اليوم تبلغ 50 مليار دولار، بعوائد سنوية إجمالية قدرها 20 مليار دولار.

ربما الغريب في القصة هو أن عائلة فيليبس هاجرت من بولندا واستقرت في هولندا، وأن كارل ماركس يمت بصلة قرابة إلى عائلة فيليبس، وكلاهما من اليهود. جيرارد فيليبس درس في الجامعة على يد العالم كلفن في لندن. أول موظف في فيليبس كان ألمانيًا، وهو رحل بعد عامين مع العمل مع جيرارد. في بدايته، لم تكن هولندا قد وقعت على اتفاقيات براءات الاختراع العالمية، الأمر الذي ساعد فيليبس على التقليد دون قلق. بعد شهر ة كارل ماركس الشيوعية وسفره إلى روسيا، أرسل لقريبه جيرارد فيليبس أمر شراء بمئة وخمسين ألف لمبة لبيعها في روسيا، الأمر الذي ساعد الشركة على الاستمرار والنجاح. في البداية، كانت ساعات العمل اليومية في مصانع فيليبس 10 ساعات يوميا لمدة ستة أيام أسبوعيا، واستمر الحال كذلك حتى عام 1911، وبداية من عام 1912 بدأت فيليبس تخصص 10% من الأرباح لصالح العاملين فيها. أثناء الكساد العالمي من 1929 إلى 1932، اضطرت فيليبس لصرف نصف القوة العاملة لديها.

الشاهد من القصة:
اختراع جديد، يمكنك انتاجه بشكل أفضل وأرخص، يمكن له أن يضعك على طريق نهايته تأسيس شركة عالمية ناجحة تفيد البشرية والإنسانية والعالم.
حين تتاجر في سلعة ما وتكون رابحة باستمرار، ربما كان عليك التفكير في تصنيعها بنفسك.
التصدير أمر حيوي ومهم لضمان استمرار توسع شركتك.
في كل مصيبة فائدة، عليك أن تبحث عنها وتستفيد منها.
الابتكار مهم للغاية، لكن ما لم تنتج هذا الشيء المبتكر بتكلفة مقبولة وجودة عالية وتوفره في الأسواق بسرعة قبل المقلدين المنافسين، فلن تستفيد كثيرا من ابتكاراتك.
لم يتسع الوقت للحديث عن المنتجات الفاشلة لشركة فيليبس، وهي كانت اختراعات لم يقبل عليها الناس بالشراء فتم وقف انتاجها. الفشل شيء ضروري في الحياة، حين تفشل تماما، تقبل الأمر واستفد منه في نجاحات أخرى.

[مصدر صورة الإعلان]

من الطرقات والشوارع إلى الشهرة والثروة

$
0
0

أي كاتب يريد ضرب المثل بأهمية الكفاح حتى نيل المطالب، يجب عليه ضرب الأمثلة على ما يقول. إذا رجعت بالزمن لأكثر من مائة عام لتأتي بمثال على ما تقول، قالوا لك هذا في القديم كان يجدي أما في الحديث فلا. إذا استخدمت أمثلة لعرب وجدت من يقول هذا نصاب وهذا مخادع وهذا لا جديد في قصته، الأمر الذي لا يدع لي مجالا سوى ضرب أمثلة من شخصيات معاصرة غير عربية. أنا لا أريد الجدال السفسطي الذي لا ينتهي لنتيجة، أنا أريد التأكيد على حقيقة، وهي أن الحياة طريق كله مشقة وتعب، لكن نهايته يمكن أن تكون غير ذلك، والأمر إليك. اليوم أسوق لك بعض الأمثلة لشخصيات مشهورة من عالمنا المعاصر، غير عربية عن قصد، لأذكرك بأن الحياة ليست وردية، وأن هذا الغني ربما كان يوما أفقر منك، لكنه اجتهد وعمل حتى سبقك، لكن لا تنس، يمكنك أنت أيضا أن تلحق به، فعلها غيرك، قبلك وبعدك، وأنت أيضا يمكنك فعلها. مرة أخرى، أنا لا أشجع على امتهان التمثيل أو الغناء، أرجو أن تغطس لأعماق مقاصد الكلمات وتحصل على اللؤلؤ الثمين والجوهر الغالي.

في بدايته، كان الممثل الشهير بأدائه لأدوار جيمس بوند مؤخرا، دانيال جريج، كان معدما بلا مأوى، ينام على مقاعد الجلوس في حدائق لندن لفقره الشديد.

بعد وفاة والده وهو صغير، ودخول أمه مصحة نفسية بعدها، وجد شارلي شابلن نفسه لم يتم العاشرة من عمره ومسئولا عن إعالة نفسه وأخيه الصغير، فاتجه للتمثيل المسرحي والعروض الغنائية ليعول نفسه وأخاه.

يعزو الممثل جيم كاري حسه الفكاهي إلى الوقت الصعب الذي قضاه في شبابه حين كان بلا أي مورد مالي، مما اضطره للعيش وأسرته في باص فولكس فاجن صغير، ثم النوم داخل خيمة صغيرة أقاموها على عشبة مدخل بيت.

قبل افتتاحه للمقهى الشهير سكند كوب مع شريكه في 1975، كان فرانك اوديا Frank O’Dea بلا مأوى يهيم على وجهه في الشوارع ويبات على طرقات المدينة. اليوم سكند كوب هي أكبر سلسلة مقاهي في كندا ومتواجدة في أكثر من 360 موقعا.

مخرج أفلام الحركة الشهير جون وو (مخرج المهمة مستحيلة 2 وغيره) عاش حياة التشرد في طفولته مع أسرته في حواري هونج كونج، إذ أتي حريق كبير في عام 1953 على الحي الذي كان يسكن فيه صغيرا وترك أكثر من 50 ألف نسمة مشردين بلا مأوى.

الممثلة السمراء الأمريكية هالي بيري كانت بلا مأوى، تعيش في ملجأ عام للمشردين وهي في العشرينات من عمرها. كانت هالي قد انتقلت إلى شيكاغو للعمل كممثلة، ولم تفلح، وكانت تعيش على المال الذي ترسله لها أمها، حتى نفد هذا المال واضطرت للنوم في الملاجئ حتى عثرت على أدوار تمثيلية.

سوز اورمان، الخبيرة المالية والأمريكية الشهيرة، بعد تخرجها من الجامعة انتقلت إلى مدينة بيركيلي في ولاية كاليفورنيا للعمل هناك، واضطرت لأن تعيش في سيارتها القديمة المستعملة لمدة 4 شهور في عام 1973 لضيق ذات اليد حتى عثرت على وظيفة. اليوم تقدر ثروتها بحوالي 25 مليون دولار (رقم تقديري).

مرة أخرى، ليس الغرض من هذه الأمثلة التشجيع على العمل في مهنة التمثيل أو الغناء أو غيرها، ما أريده هو أن تصبر حتى تصل إلى قمة جبل النجاح، نجاحك في تحقيق ما تريد فعله في هذه الدنيا، وأنت وما تريد.

قصة تشارلز جوديير، الذي طوع المطاط الطبيعي

$
0
0

وأما قصتنا اليوم فعن الرجل الذي طوع المطاط لاستخدام البشرية بشكل عملي وسهل، الأمريكي تشارلز جوديير، المولود قبل يومين من نهاية عام 1800، في مدينة نيوهيفن في ولاية كونيتيكت، وتوزع صباه بين مساعدة أبيه في مزرعته وفي مصنعه، الأمر الذي جعله يتغيب كثيرا عن مقاعد الدراسة، لكنه امتلك عقلا يبحث عن المعرفة شغوفا بالاختراعات، وحين كان يلعب أقرانه كان هو يفضل قضاء الوقت في قراءة الكتب. ذات يوم وبعدما بلغ 10 سنوات، عثر على مادة لزجة غريبة، المطاط الطبيعي، والتي استهوته كثيرا ولفترة طويلة بعدها. تميز هذا المطاط بسهولة إذابته، ثم بعدما يجف، كانت يلتصق بالأشياء بشكل مرن. بعد عدة تجارب، تبين لتشارلز إنه في حال تمكن من حذف خاصية الالتصاق من هذه المادة، فبإمكانه ساعتها تطويعها لتكون مادة مرنة رفيعة ذات استخدامات تجارية عدة.

charles-goodyear-quote

بعدما أتم أخيرا تعليمه المدرسي وعمره 16 سنة، أرسله والده إلى ولاية مجاورة ليتعلم تجارة الخردوات، حتى إذا بلغ 21 عاما عاد مرة أخرى ليشارك والده في تجارته. على مر خمس سنوات، انتعشت تجارة الأب والابن، وامتدت لتصنيع الأزرار والمعدات المعدنية وآلات الزراعة وغيرها. بعض هذه المنتجات كانت من اختراع تشارلز، الذي وجد سعادة في مساعدة الناس باختراعاته. وعمره 24 سنة، تزوج تشارلز، ثم انتقل بعدها بعامين إلى ولاية فيلادلفيا ليفتتح أول متجر عام لبيع الخردوات العامة، حيث باع منتجات والده واستورد بعض البضاعة من انجلترا. كانت التجارة رابحة، ساعدته على فتح عدة فروع في مدن وولايات أخرى، حتى انضم إلى نادي الأثرياء، وكان له من الأبناء خمسة.

على أن قصص النجاح لا تحفل بمن عاش حياة سهلة، وكذلك كان تشارلز، الذي ما أن بلغ 29 سنة من العمر حتى بدأ حظه يتغير، بداية بإصابته بمرض عسر الهضم المزمن الذي كان يضطره للرقود طويلا في الفراش، الأمر الذي منعه من الاهتمام بأعماله، تلاها تأخر سداد المدينين لديونهم، فلم يأت العام التالي إلا بإفلاس تشارلز ووالده بسبب تراكم الديون، وليته وقف عند هذا الحد، إذ أضطر تشارلز للتنازل عن ملكية الاختراعات التي اخترعها وصنعها سدادا لديونه، ولما لم يكف كل ذلك، اضطر تشارلز لقضاء فترات متتالية في سجون الولاية. هذه الفترة العصيبة ساعدته زوجته الوفية على تخطيها. حتى في السجن، كان تشارلز مشغولا بالانتهاء من اختراعاته الجديدة في مجال الزراعة لسداد الديون المتأخرة والمتراكمة.

بعدما خرج من السجن أخيرا، وجد تشارلز صعوبة كبيرة في العودة لعمله السابق، ذلك أن الدائنون رفضوا العمل معه، الأمر الذي جعله يتجه إلى ابتكار أشياء جديدة واختراعات مفيدة، لكن في مجالات بعيدة عن عمله السابق، حتى يتسنى له البدء من جديد. استمر تشارلز يبحث عن هذا الجديد، حتى بدأ يلاحظ في عام 1831 نشاطا ملموسا في تجارة المطاط المحلية، وبدأت المنتجات المصنوعة منه تزدهر (خاصة في مجال الأحذية)، فبدأ يهتم بالمطاط ويتابع تجارته عن كثب. في عام 1934 شاهد تشارلز منتجا مصنوعا من المطاط، ووجد فيه عيبا صغيرا، فعكف على تجاربه حتى تمكن من معالجة هذا العيب، وذهب بفكرته الجديدة إلى الشركة المصنعة لهذا المنتج، والتي سعدت لهذا التطوير، لكنها كانت في موقف صعب جدا وتحتاج لمن ينقذها.

كان للمطاط عيبان، الأول في فصل الصيف حيث كانت مرونته تزيد وتنهار كتلته ويلتصق بمن يستخدمه، وأما في الشتاء البارد فكان يقسو للغاية ويفقد مرونته وتكثر فيه الشقوق، بل إن بعض المنتجات كانت تلين بشدة وتلتصق جراء حرارة جسم الانسان العادي الذي يستخدمها. هذه العيوب أدت إلى تراجع تجارة المطاط بشكل عام، خاصة وأن التخلص من المنتجات المطاطية المعيبة تطلب دفنها تحت الأرض لأنها ذات رائحة كريهة وكل هذه تكاليف إضافية. خلاصة الموقف، إذا أراد تشارلز بيع أي شيء لشركات المطاط، كان عليه قبلها حل مشاكلها. لكن قبل أن يتفرغ تشارلز لهذا الهدف، كان عليه العودة إلى السجن مرة أخرى سدادا لمتأخرات دين سابق، ولذا لم يجد بدا من أن يذهب للسجن ومعه كميات من مادة المطاط الطبيعي ليقضي فترة حبسه في التفكير في حلول لمعضلات المطاط كلها.

لا، لم تمض القصة على ما يرام، ذلك أن كثرة ديون تشارلز لم تترك له صديقا، كما أن المرض المزمن كان يجبره على مطارحة الفراش لفترات، والفقر لم يسمح له بشراء ما يلزمه للبحث العلمي، وفوق كل هذا، لم يكن تشارلز خبيرا بعلوم الكيمياء ليفهم تركيبة المطاط، كما أن غيره من علماء الكيمياء الذين درسوا تركيب المطاط لم يجدوا أي مؤشرات تهدي من يريد علاج عيوب المطاط الطبيعي. أي بكلمات أخرى، كان فقيرا، مدينا، مسجونا، مريضا، جاهلا، لكنه كان كذلك عازما على حل هذه المشكلة من أجل الصالح البشري العام.

على مر خمس سنوات تالية، قضاها في السجن، انكب تشارلز على تجاربه مع المطاط الطبيعي، وكان من توفيق الله له أن عثر على صديق ثري سمح له بالمكوث مجانا في بيت تابع له، ليجمع فيه شمل عائلته وينام تحت سقفه. إذن جاء اليسر في السكن والمأوى، لكن النفقة كانت بلا حل بعد. لم يضيع تشارلز وقتا وبدأ يكمل تجاربه في مطبخ هذا البيت، وبدأ يضيف هذه المادة إلى تلك ويراقب النتائج، وبدأ أصدقاء العائلة يتبرعون له ببعض المكونات الكيمائية، ليستخدمها في تجاربه، حتى بدأت الدنيا تبتسم له شيئا قليلا.

توصل تشارلز إلى أن سائل ترنبتين يجعل من المطاط نصف سائل، ثم إذا عالجه بمركبات كيماوية أخرى بعدها، أكسبه اللون والقوام والكتلة الثابتة بدون اللزوجة المعتادة، وبدأ يستعمل اكتشافه هذا في صنع الأحذية وبيعها، الأمر الذي مكنه أخيرا من اكتساب لقمة العيش وإعالة أسرته، ومع استمراره تمكن من توظيف بعض السيدات للعمل في مطبخه لصنع المزيد من الأحذية المطاطية، بجانب مساعدة أفراد عائلته له في عمليات التصنيع. للأسف، ابتسامات الأيام قصيرة الآجال، فما أن جاء الصيف وحره، حتى بدأت الأحذية المطاطية التي صنعها تشارلز تذوب وتفقد قوامها وتلتصق بأرجل المشترين، ولا تقف عند هذا الحد، بل تصدر منها رائحة كريهة جعلت الكل يشكو منها.

تشجع يا قارئي العزيز، للقصة نهاية جميلة، إقرأها على هذا الرابط.

قصة كفاح تشارلز جوديير، الذي طوع المطاط الطبيعي – ج2

$
0
0

لهذه التدوينة جزء سابق يجب أن تقرأه قبلها على هذا الرابط.

هذه العثرة والكبوة كانت موجعة ومؤلمة، فحتى الأصدقاء الذين نسوا تاريخ تشارلز المالي وكانوا يفكرون في استثمار مالهم مع تشارلز ليتوسع، عادوا أدراجهم وتوقفوا عن مساعدته وعن إمداده بالمكونات الكيميائية التي احتاجها ليعالج هذا العيب في التصنيع. استمرت الحلقات تضيق عليه حتى بدأ تشارلز يبيع أثاث المنزل ليشتري لقمة الخبز التي تقيم أوده وعائلته، وكأن كل هذا لا يكفي، فجأة مات ابنه الوحيد دون سابق إنذار.

لولا أن تشارلز رجل قوي إيمانه، لكان فقد اهتمامه وأعلن انهزامه أمام لطمات الأيام الموجعة. تقبل تشارلز أقداره بقلب مؤمن، وتقبل كذلك أن على عاتقه تقع مسؤولية علاج مشاكل المطاط لتستفيد منه البشرية. تعبيرا عن التزامه الشديد بهذا الهدف، نقل تشارلز عائلته لتقيم في مكان آخر، وارتحل هو إلى نيويورك، ليقيم مع صديق استقبله في بيته وسمح له باستخدام معمله، بينما سمح له صديق آخر باستخدام المكونات الكيمائية التي تلزمه في تجاربه. كانت الخطوة الأولى على سلم النجاح هي التخلص من لزوجة المطاط، لكن كان هناك أشياء أخرى يجب التخلص منها بدورها.

هذه الخطوة التي تنم عن الشغف العميق بالهدف، أدت بتشارلز لأن يبتكر طريقة تصنيع ألواح رفيعة من المطاط، لا تتأثر كثيرا أو سريعا بحرارة الجو أو برودته، ويمكن تطويعها في استخدامات عديدة. الغريب أن جهود تشارلز هذه نالت استحسان العالم الخارجي وبدأ الكثيرون يتحدثون عن انجازاته، خاصة المجلات العلمية، حتى أنه حصل على خطاب تقدير من الرئيس الأمريكي. رغم ذلك، لم يكن المنتج بلا عيوب، إذ اكتشف تشارلز بالصدفة أن سقوط مجرد نقطة حمض على منتجه كانت كفيلة بأن تعود به لسابق عهده من الذوبان والالتصاق والرائحة الكريهة. كان هذا الاكتشاف دليلا على أن مرحلة البحث العلمي لم تنتهي بعد، بل يجب الاستمرار فيها. عندها اتفق تشارلز مع مرجل / فرن يبعد 3 أميال عن مسكنه في نيويورك ليختبر مزيجه من المطاط، ولذا كان يعد المزيج الكيميائي ويسير إلى الفرن ليختبر كل مزيج وهكذا المرة تلو المرة.

كان التعامل اليومي عن قرب مع المركبات الكيميائية والأحماض ذا ثمن باهظ دفعه تشارلز من صحته، حتى أنه ذات مرة كاد أن يموت مختنقا نتيجة انبعاث الغازات من أحد التفاعلات الكيمائية التي بدأها، إلا أن المقابل كان مزيجا كيمائيا ذا طبقة صلبة تقي المطاط من العوامل الخارجية وتساعده على الحفاظ على قوامه وتحمل بعض الحر والبرد. هذا المزيج كان كافيا لبدء عملية تصنيع الملابس والأحذية والمنتجات المعتمدة على المطاط. استمر النجاح لفترة أطول بقليل هذه المرة، الأمر الذي شجع تشارلز على بناء مصنع كبير في نيويورك، ونقل عائلته لتقيم معه، وبدا وكأن الحياة تبتسم.

ما هي إلا شهور قليلة حتى حلت أزمة اقتصادية بأمريكا، يسمونها هلع عام 1837، والذي يعود إلى انفجار فقاعة عقارية وانهيار أسعار تصدير القطن وتشديد شروط الاقتراض في انجلترا، الأمر ألذي أدى إلى انكماش مالي ساعد عليه شعور الناس بالهلع وبدأ الاقتصاد الأمريكي يدخل في مرحلة انكماش شديد استمرت قرابة 3 سنوات. هذا الهلع نتج عنه توقف الناس عن الشراء فخسرت المحلات والشركات فسرحت العاملين وهوت أسعار كل الأصول وكانت أزمة مالية اقتصادية مماثلة لما شهدناه منذ سنوات. خسر تشارلز كل شيء في هذه الأزمة، حرفيا كل شيء يملكه، المصنع والبيت والمال، حتى عاد معدما فقيرا لا يملك شيئا.

ما العمل؟ لم ييأس تشارلز، ولم يجد أمامه سوى العودة إلى تلك الشركة التي سبق وعرض عليها نسخة أفضل من منتجها المطاطي فطلبت منه حل مشاكل المطاط، حيث وجد في مالك الشركة نعم الصديق والرفيق، والذي أقرضه المال وأعطاه الاحترام الذي يستحقه مخترع مجاهد مثل تشارلز. في عام 1838، التقى تشارلز بصاحب مصنع كان يستخدم طريقة جديدة لتجفيف المطاط. أخذ تشارلز يفكر في تفاصيل هذه الطريقة، والتي كانت بدائية بعض الشيء، لذا استمر في تطويرها حتى توصل إلى الطريقة الصحيحة لجعل المطاط يقاوم الحرارة والبرودة والأحماض. لقد فعلها أخيرا!

نعم، كانت هذه الخطوة هي الحل الأمثل، لكن حين أعلن تشارلز للعالم عن اكتشافه هذا، لم يكن هناك أحد مقتنعا بما يكفي لتمويل تصنيع اختراعه هذا، فكلامه هذا سبق وسمعوه من قبل لكن دون جدوى! مرة أخرى، استمر تشارلز في العمل لتصنيع منتجات من المطاط تقاوم الحر والبرد والحمض، بمفرده وبمساعدة عائلته، حتى نال منهم الفقر وشرب عليهم وأكل. لم يتوقف الحظ السيئ عن مطاردة تشارلز، فبعد سنوات من العمل المضني تمكن من العثور على شركة وافقت على تصنيع المطاط وفق المزيج الأخير، لكن ما أن فعلت حتى خسرت الشركة كل شيء وأفلست وتوقفت عن العمل. بعدها، وافق إخوة وأقارب تشارلز على أن يقوموا هم بتصنيع منتجات المطاط وفق مزيج تشارلز في مصنع لهم ينتج الصوف.

هذه المرة توقفت الأيام عن معاركة تشارلز، إذ كانت المنتجات الأولية من الجودة حتى أنها شجعت تشارلز على تسجيل براءة اختراع لطريقته هذه في معالجة المطاط الطبيعي في عام 1844، وكانت هذه هي نهاية عناد الأيام لتشارلز. حسنا، ليس تماما، إذ فجأة انتشر اسم مخترع بريطاني اسمه هانكوك، توصل لذات الطريقة في معالجة المطاط التي توصل إليها تشارلز، الأمر الذي منعه من تسجيل براءة اختراعه في انجلترا. بسبب بعض التعقيدات التقنية، فاز هانوك بأحقيته في تسجيل براءة اختراع معالجة المطاط في بريطانيا.

تحسنت الأمور كثيرا وبشكل عام مع تشارلز، فبدأ يستخدم قانون إشهار الإفلاس التجاري مما منع عنه السجن وفاء للديون إلا أنه لم يحتاج إليه، وبدأت الأرباح الوفيرة تعرف طريقه ما جعله يسدد جميع ديونه السابقة، ويجزل العطاء لكل من سبق وسانده ووقف معه، كما أنه بلغ درجة متقدمة من الخبرة العلمية، الأمر الذي مكنه من تحسين مزيجه وتطويعه لمختلف الاستخدامات التجارية والصناعية، ما زاد من عوائده، الأمر الذي سمح له بتأليف كتاب وضع فيه خلاصة خبراته مع المطاط.

في صيف 1860 توفى تشارلز، وبعد وفاته بأربعة عقود تأسست الشركة التي حملت اسم جوديير، ولا تزال تعمل حتى اليوم. من يتحمل ضربات الأيام، ويستمر واقفا في معاركه معها، هذا الشخص تكون له الضحكة الأخيرة، والغلبة والنصر، مثل تشارلز جوديير. هذه القصة في رأي الخاص هي من أصعب قصص النجاح التي كتبت عنها، فالرجل تلقى الضربة تلو الضربة، ودخل السجن وخرج، وقاسى صنوف الفقر هو وعائلته، وربح أشياء وخسر كل شيء، أكثر من مرة، ودفع الثمن من صحته ومن شبابه، لكنه نال مراده وحقق ما خرج من أجله.

تعبت كثيرا في تخليص أحداث هذه القصة، وتجاوزت عن تفاصيل أخرى حتى لا أطيل عليك، لذا أرجو أن تنتفع بما في هذه القصة من أفكار وتحفيز، فقد يمر العمر قبل أن تعثر على أخرى مثلها.

المزيد من التفاصيل عن حياة هذا الرجل هنا.

عشر أفكار مهدت الطريق لشركات صغيرة ناجحة –جزء1

$
0
0

كيف أبدأ شركتي؟ لكن قبلها، ما المجال الذي أصلح للعمل فيه؟ كيف اختار الناجحون قبلي فكرة شركاتهم التي وصلوا بها للنجاح؟ هذه بعض من الأسئلة التي تدور في عقل من يريد بدء نشاطه التجاري، ولا أفضل من بعض الأمثلة الواقعية. اليوم أسوق لكم 10 من هذه الأفكار، منقولة من هذا الموقع، مقسمة على جزئين . لنبدأ.

مطعم شطائر الفول السوداني

peanutbutterco
جاءت فكرة تأسيس شركة بينت بطر وشركاه لمؤسسها ليي زالبن، من أيام الدراسة الجامعية، حيث كان هو وأصدقائه يقومون بحيلة بسيطة لتخفيف وطأة المذاكرة، ذلك بأن يذاكروا طويلا، ثم يأخذوا فترة راحة يقضوها في التنافس فيما بينهم على من يقوم بإعداد أفضل سندويتش بينت بطر أو زبدة الفول السوداني، وكان للفتى ليي صولات وجولات في ذلك. دارت الأيام وتخرج الشباب، ثم حدث ذات يوم من عام 1998، أن وجد ليي أثناء سيره في شوارع نيويورك محلا صغيرا متاحا للإيجار يصلح لأن يكون محلا لبيع سندويتشات زبدة الفول السوداني، ولذا سارع بتأسيس شركته للمطاعم، وافتتح المطعم الذي نال النجاح، حتى بدأ يصنع أنواع مختلفة من زبدة الفول السوداني والحلويات ومشروبات اللبن وغيرها، واليوم يوزع منتجاته على أكثر من 15 ألف متجرا. (رابط موقع الشركة)

قلم الدهان
ديبي ويينر مثال للأم التقليدية التي تعاني من ويلات تنشئة أطفال هائجين صعبي المراس، يرمون حقائبهم وألعابهم بقوة في حوائط المنزل فتترك آثارا قبيحة المنظر. ذات يوم كانت ديبي تنظف بقعة غطت جزءا من حائط منزلها، وبينما كانت تعمل بجهد شديد، نظر لها ابنها الصغير الكسول وقال لها يا أمي حتما هناك طريقة أسهل لعمل ذلك، ثم عاد لمشاهدة التلفاز. هذه الجملة تركت أثرا كبيرا في الأم، التي فكرت كيف تجعل التنظيف أمرا سهلا، وتوصلت لفكرة بسيطة، ألا وهي قلم الدهان، قلم عادي تقليدي، بدون أي حبر، يمكن ملئه بأي لون دهان لعلاج أي بقع أو خدوش أو آثار على أي حائط منزلي. (رابط موقع الشركة)

تدريب القطط
ذات يوم احتاجت الأمريكية ريبيكا ريسكيت لأن تنتقل إلى شقة صغيرة، مما اضطرها للتخلص لكل ما يشغل حجما كبيرا، وجاء الدور على صندوق الرمل الخاص بقطتها لأن يذهب، حيث كانت القطة تقضي حاجتها فيه. لحل هذه المشكلة، قررت ريبيكا تدريب قطتها على قضاء حاجتها في الحمام مثل البشر، ولذا أخذت تقرأ الكثير من النصائح من أناس نجحوا في فعل ذلك، حتى أصبحت خبيرة في الأمر. فكرت ريبيكا في مشكلتها ورأت أنه حتما هناك غيرها الكثيرون يعانون مثلها، ولذا فكرت في تصنيع معدات لتدريب القطط على ذلك، وهكذا بدأت شركتها سيتي كيتي لبيع هذه المعدات منذ ثماني سنوات مضت. (رابط موقع الشركة)

بنطال ضد الانزلاق
بارب ممرضة أمريكية ذات خبرة عميقة، كانت في الخامسة والثلاثين من عمرها حين بدأ تلاحظ أن المرضى في مكان عملها يعانون من مشكلة واضحة، ذلك أنهم حين كانوا يجلسون على الكرسي المدولب / ذي العجلات، كانوا ينزلقون إلى الجانب، حتى جاء يوم رأت فيه مريضة أخذت تنزلق من الكرسي حتى وقعت. ساعتها فكرت بارب في طريقة عملية لمنع هذا الانزلاق، ووجدت في صنع بنطال من مادة خشنة مقاومة للانزلاق الحل. نفذت بارب ابتكارها وطورته حتى بات يصلح للجلوس في أي مكان بدون انزلاق، وأسست شركتها لبيع المزيد من المنتجات المماثلة ولمساعدة المحتاجين لمنتجها. (رابط موقع الشركة)

شطائر عملاقة
بدأت قصة دان آبيت ذات يوم وقف فيه لشواء بعض اللحوم لعائلته، وكان من ضمن الشواء قطع سجق / هوت دوج المعتادة، والتي كانت تنزلق وتدور حتى تقع على الفحم أو الأرض ولا يمكن أكلها. كان ذلك يصيب دان بالغضب، ولذا فكر في أن يعالج هذا الأمر، ورأى في البداية أن يصنع هوت دوج على شكل مستطيل يقاوم الانزلاق من على الشواية، لكن تكلفة التصنيع كانت باهظة ومكلفة، ولذا بحث فوجد أن صنع هوت دوج كبير جدا سيقضي على المشكلة إذ أن كبر الحجم سيمنعها من الدوران والانزلاق والوقوع على الأرض، والأهم يصبح بالإمكان أيضا استخدام قطع الخبز المخصصة لشطائر البرجر مع الهوت الدوج العملاق. هذا النجاح دشن تأسيس شركة بيج هوت دوج. (رابط موقع الشركة)

وهنا حيث يأتي دور الجملة الشهيرة، فاصل ونواصل.


عشر أفكار مهدت الطريق لشركات صغيرة ناجحة – جزء2

$
0
0

هذه التدوينة لها جزء سابق هنا وهي ترجمة لمقالة انجليزية.

قدم مكسورة
حين رفعت كريسيتنا ديفيز قدميها لتنتقل من القارب إلى الرصيف في الميناء الصغير، كانت الخطوة التالية الهبوط على مفصلة معدنية كسرت قدمها، وحين جاء الطبيب، أمر بأن تضع قدمها في جبيرة كبيرة لمدة شهرين، لتضمن عودة ما انكسر إلى سابقه. بحكم كونها امرأة، لم تكن كريسينا راضية عن ارتداء جبيرة قبيحة الشكل في قدمها، خاصة وأنها كانت مسافرة إلى نيويورك في اليوم التالي، وهي مدينة الموضة كما أسمتها. بهذه الروح الثائرة، استمرت كريسيتنا في البحث عبر انترنت عن حل جميل الشكل لمشكلتها، وبعدما وجدت أن قرابة أربعة مليون مثلها يعانون سنويا من ارتداء جبيرة تجبر كسور العظام، قررت تصميم جبيرتها الشخصية جميلة الشكل، ولذا أسست شركتها لتصميم وتصنيع جبيرات على الموضة، ومنها انتقلت لتصنيع الأربطة والجوارب الطبية، والتي ذاعت شهرتها بعد أن ارتداها المشاهير المصابون بكسور! (رابط موقع الشركة) (هذا يذكرني بتدوينة سابقة بعنوان جبيرات فاخرة)

حمالة طعام ذكية
جاءت الفكرة للأمريكي بيل ويبر وهو جالس في ملعب اليانكيز يشاهد المباراة الرياضية، وهي ببساطة عبارة عن حمالة طعام محمولة مرنة، يمكن طيها وفردها وحملها بكل سهولة، وتكفي لحمل مشروبين غازيين وبعض الشطائر (= سندويتشات)، مع حملها بسهولة والسير عبر زحام البشر التي تقف في الطوابير لتطلب طعامها هي الأخرى، مع ضمان عدم وقوع أو سقوط أي شيء تحمله داخلها. كان هذا الحل يعالج عيوب كل الحلول الأخرى المتوفرة، فهي لا تسمح بسقوط الطعام ولا الشراب، قوية ليست كرتونية تفقد قوامها بالبلل، سهلة الحمل والطي. عرض بيل فكرته على صديق له يعمل مهندس تعبئة وتغليف، ومعا عملا على زيادة المزايا وتقليل العيوب، ويبحث حاليا عن مستثمر في فكرته، وانتهى من عمل فيلم فيديو لعرض فكرته على قروش شارك تانك، يمكن مشاهدته هنا.

هدية للوالد
كانت تينا نيلسون ربة منزل تقليدية، برعت في عمل هدايا ذكية من مكونات توفرت في منزلها، مثل بصمة قدم أولادها الرضع على قميص، أو لعبة البحث عن الصور المتشابهة من صور التقطتها لأودها، وهكذا. ذات يوم فكرت تينا في تصميم لعبة تشرح لأولدها الثلاثة طبيعة عمل والدهم، والذي كان يعمل في المحاماة، ولذا فكرت في تصميم لعبة اسمتها قضية، وهي لعبة عبارة عن لوحة ورقية وبطاقات، مشابهة إلى حد ما للعبة مونوبولي الشهيرة. نالت الفكرة الاهتمام وحصلت اللعبة على لقب لعبة العام من مجلة الطفل المبدع. (رابط موقع اللعبة)

الركن اللذيذ
تميز ماثيو جريفين بحبه لجزء محدد من كعك المافن، ألا وهو الأركان المقرمشة – فقط! كان ماثيو يظن أنه وحيد في حبه هذا، لكن تبين له أن آخرين يشاركونه هذا الحب لأركان الكعك، وليس الكعك كله، الأمر الذي جعله يطلق شركته (حافة الخباز) والتي تصنع أواني معدنية تنتج كعكات ذات العديد من الحواف والاستدارات. بساطة الفكرة، وإبهار نتائجها، جعلها تحصد الاهتمام والجوائز، واليوم تباع هذه الأواني عبر امازون، وعبر بعض قنوات التوزيع. (رابط موقع الشركة)

هواة الحساب سيقولون: هذه تسع فأين العاشرة؟ حسنا، الفكرة العاشرة كانت لموقع تعارف بمنظور جديد، يضمن بعض السرية، ولأن هذا الموضوع حساس، بعيد عن هدف هذه المدونة، لذا آثرت السلامة والهروب من الجدل الذي حتما سيثيره.

والآن، يأتي وقت الحساب. لعلي بقارئ سيقول: هل تريد مني إنشاء شركة لصنع منتجات القطط، وله أقول أنت مخطأ. الهدف والغاية والعبرة هنا هي معرفة كيف عثرت الشركات على أسباب تأسيسها، وكيف أسسها أناس عاديون جدا، كانوا يقضون أوقاتا عادية، لاحظوا ملاحظات ذكية، ترجموها لشركات ناجحة. ستلاحظ في كل قصة سابقة أن الشركة صغيرة، تنمو، فكرتها التي قامت عليها بسيطة، بل لعلها خطرت على بالك من قبل.

لعل القارئ التالي سيقول: هذه أمريكا حيث النجاح يباع في كل مكان، ويمكن لبائع التراب أن يكون مليونير. رغم كل ما قيل وسيقال عن مصاعب النجاح في أمريكا، لكن البعض يختصر كل شيء في قناعة خاطئة مثل هذه. لو كنت أنا لأقول، لقلت أن سبب النجاح في أمريكا هو تشجيع الأمريكان لبعضهم بعضا. هذا يأتي بفكرة مبدعة حقا، فتجد الآخر يشجعه بماله لا بلسانه فقط، ويشتري منه، ويخبره بنتيجة استخدامه لمنتجه ويقترح عليه الطرق والأفكار لتحسين منتجه وزيادة مبيعاته. طبعا ليس الكل يفعل ذلك، لكن دعنا نتفق أنها نسبة أعلى مما نراه في العالم العربي كله وبشكل عام. (يعني لا تأتي لي بحادثة فردية وتقول لي أنت مخطئ، أنا أتكلم على العموم لا الخصوص).

لعل القارئ التالي سيسأل: ماذا تريد مني يا شبايك؟ حسنا، ما رأيك في سيارة فيراري وفيلا في هاواي وحفنة ملايين… آه، عفوا، زلة كيبورد. ما أريده منك هو أن تؤسس شركتك بناء على مشكلة تواجه مجتمعك ويكون هذا المجتمع راغب ومستعد لشراء الحل العبقري الفريد الذي ستقدمه، والذي سيعالج عيوبا كثيرا تشوب الحلول الحالية. ماذا؟ ترى طلبي الأول أسهل في التحقيق؟ بكل سعادة وسرور.

والآن، سؤالي التقليدي الممل المتكرر، ما هي فكرتك التي تراها وجيهة وتكفي لتأسيس شركتك الخاصة لتنفيذها وبيعها؟ ماذا عني أنا ستسأل؟ حسنا، بالإضافة إلى طلبي السابق، أريد تأسيس حاضنة أعمال تساعد الشركات الناشئة العربية على العثور على ممولين وعلى مشترين، وأن أكون سببا في إنشاء شركة عملاقة مثلا مايكروسوفت، في العالم العربي. هذه المدونة كلها محاولة لتحقيق ذلك، فماذا عنك يا بطل؟

من جمع النفايات إلى حصد المليارات، قصة حقيقية

$
0
0

من أشهر المضروب بهم المثل في العصامية وفي التحول من الفقر المدقع إلى الثراء الواسع هو هاري وين (Harry Wayne Huizenga)، الأمريكي من أصول هولندية المولود في نهاية عام 1937 في شيكاجو، والذي اشتهر شابا بأنه كثير المشاكل في قاعات الدراسة، ولعل هذا الشغب سببه أن والده كان عنيفا مع أفراد عائلته، حتى حصلت أمه على الطلاق وعاش هاري معها وعمره لم يتخط 15 عاما. ليعين والدته على النفقات، عمل هاري صغيرا كسائق سيارات وكعامل في محطات الوقود. لم يكمل هاري تعليمه لأنه لم يعرف ما الذي يريد دراسته من داخله، فلما التحق بالجيش الأمريكي لمدة شهور ستة تركه بعدها لأنه لم يجد بغيته في الجيش، فتركه وتزوج، ليبدأ رحلة البحث عن وظيفة أو عمل.

harry-wayne-quote-blockbuster-Arabic
من ضمن الوظائف العديدة التي شغلها، عمل هاري مسؤولا عن جلب عملاء جدد لشركة جمع قمامة، وكانت وظيفته تطلب منه قيادة سيارات الشركة لجمع القمامة إذا احتاج الأمر ذلك. الجدير بالذكر أن جد هاري لوالده كان يعمل في مجال جمع القمامة، في حين أن والده عمل نجارا. بعد مرور عامين عليه في هذه الوظيفة، وجد هاري نفسه مؤهلا لأن يبدأ شركته الخاصة في مجال جمع القمامة، ولذا في عام 1962 تمكن من إقناع صديق للعائلة يملك سيارة جمع قمامة بأن يبيعه سيارته المستعملة، وكذلك بعض العملاء الذين ينقل لهم قمامتهم، مقابل 5 آلاف دولار اقترضها من والد زوجته.

الشركة الأولى:

اشتهر هاري في مدينة فلوريدا بأنه يعمل بجدية وجهد كبير جدا، فهو كان يستيقظ في الثانية والنصف صباحا ليقود سيارة القمامة حتى الظهيرة، بعدها يغير ملابسه ويذهب ليدق على أبواب سكان الحي ليجعلهم يتعاملون معه. اشتهر هاري برؤيته للفرص واستغلالها، ولذا كان يعيد استثمار الأرباح في شراء شركات جمع القمامة المنافسة. هذا الاجتهاد كان له نتيجة طبيعة في زيادة الأعمال والعملاء، ثم تصادف أن قريب هاري والذي يدير شركة جمع القمامة التي أسسها الجد، كان يحقق نتائج جيدة في إدارته للشركة والتي أخذت تتوسع في مدينة شيكاجو، وكان الخيار الطبيعي في هذا الوقت هو توحيد الجهود والاندماج.

في عام 1968 قرر الاثنان دمج الشركتين في شركة أسموها إدارة النفايات أو Waste Management وكانت رؤيا الشريكين هي الانتشار على مستوى الولايات المتحدة كلها، عن طريق تمويل التوسع عبر طرح أسهم الشركة الجديدة في البورصة. استمر هاري في سياسته القائمة على شراء المنافسين، حتى أنه بعد عام واحد من طرح أسهم الشركة الجديدة في البورصة في 1971، كان قد استولى على 133 شركة جمع قمامة صغيرة، وكانت العوائد الإجمالية للشركة 82 مليون دولار ويعمل لديها 60 الف عامل وتخدم 600 ألف عميل. كل هذا تحقق خلال 10 سنوات من بدء عمله على أول سيارة القمامة.

الشركة الثانية:

في عام 1984، وبعدما أصبح هاري نائب رئيس الشركة، استقال منها ليجرب أشياء أخرى. في عام 1987، عرض صديق لهاري عليه أن يشاركه في إدارة سلسلة محلات يديرها هذا الصديق، اسمها بلوكباستر فيديو أو Blockbuster Video وتعمل في مجال تأجير أشرطة الفيديو والتي كانت رائجة جدا في هذا الوقت. كان هدف الصديق أن يساعده هاري على تحقيق ذات الانتشار والنجاح الذي حققه هاري مع شركة جمع النفايات.

Blockbuster-video-flickr[مصدر الصورة]

هاري كان لديه رؤيا أخرى، إذ وجد أن هذه المحلات أمامها فرصة ذهبية لتحقيق نجاح عظيم، ولذا جمع 18 مليون دولار من مستثمرين ومساهمين، واشترى نصيب صديقه، ليكون المالك الأوحد لسلسلة محلات بلوكباستر، والتي كانت تتكون من 8 محلات فقط موزعة في جنبات مدينة شيكاجو. بعد مرور عامين على هذا الاستحواذ، طرح هاري أسهم السلسلة في البورصة، واستثمر عوائد هذا الطرح في شراء المنافسين، محلات تأجير شرائط الفيديو الأخرى.

وقت طرح الأسهم، كانت السلسلة تملك 19 محلا وتبلغ قيمتها السوقية 7 مليون دولار. بعد أعوام قليلة من طرح الأسهم، أصبح للسلسلة أكثر من 3700 فرعا في 11 دولة مختلفة، وبلغت قيمتها السوقية 4 مليار دولار، وكانت أوسع سلاسل محلات الفيديو انتشار في الولايات المتحدة. في عام 1994 تم بيع سلسلة بلوكباستر لشركة فياكوم مقابل 8.4 مليار دولار. (اليوم خرجت بلوكباستر من السباق وأغلقت كل فروعها تقريبا بسبب جودة ومنافسة التوزيع الرقمي لأفلام الفيديو. إنها التقنية، ترفع أقوام وتحط شركات).

الشركة الثالثة:

بعد بيع الشركة، وفي عام 1996 عاد هاري لتكرار ما يجيد فعله، أسس سلسلة وكالة بيع سيارات أسماها اوتو نيشن أو AutoNation والتي تطورت بسرعة لتضم أكثر من 370 فرعا في الولايات المتحدة، ثم توسع خارجها أيضا. بعدها بقليل كرر الأمر ذاته مع سلسلة فنادق بدأها من الصفر، ثم باعها في عام 2004 وهى تضم 500 فندق! بعدها عاد هاري لنشاطه الأول، جمع النفايات، وبدأ شركة جديدة تطورت ونمت لتكون ثالث أكبر شركة جمع نفايات في الولايات المتحدة، لتندمج مع الشركة الأم التي أنشأها وباعها! أثناء هذا السجل الحافل، اشترى هاري بعض الأندية الرياضية، وحقق نتائج جيدة معها.

اشتهر عن هاري مقولة لأحد العاملين معه، فهو أول من يحضر للعمل، وآخر من يعود لبيته، وهو المستعد لعمل أي و كل شيء. عنده استعداد لجعل ما يريده يتحقق بكل ما أوتي من قوة، ولو استلزم الأمر الكثير من المال والوقت. على الجهة الأخرى، اشتهر عن هاري استخدامه للضمير (نحن) في كلامه، أكثر بكثير من استخدامه كلمة أنا.

أما عن حزب أعداء النجاح، فأطلق على هاري شائعات مغرضة، مثل أنه كان متعاقدا مع عصابات المافيا، وأن سياراته إنما كانت تنقل نفايات مسمومة وهذا ما جعله يربح ما ربحه! أما عن حزب النجاح فأعطى هاري جوائز تقديرية كثيرة، تقديرا لنجاحه في فعل أشياء كثيرة صعبة، رآها البعض مستحيلة.

طريقته لمعرفة سير الأمور في الفروع:

من المعلومات الطريفة عن مسيرة هذا الرجل، أنه كان يمر بنفسه على محلات بلوكباستر ليراقب أدائها، وكان لديه طريقة طريفة، إذ كان يدخل دورة المياه (الحمام / التواليت) في كل فرع، وإذا وجده نظيفا براقا، كان هذا دليلا على حسن سير الأمور في هذا الفرع، والعكس بالعكس. العجيب أن هذه الطريقة لم تخيبه قط! وقت كتابة هذه السطور، الثروة المقدرة لهذا العصامي 2.4 مليار دولار.

#نهاية القصة.

أختم كلامي بأن الفت انتباه القارئ الكريم إلى أهمية التوسع وشراء المنافسين. كثيرا ما تحدثت مع أصحاب محلات سعداء بفرعهم الأول والثاني، وأكدوا لي أن هذا الحد يكفي وأن الطمع وحش. هذه زاوية واحدة للنظر للأمور، لكن كذلك يمكن القول بأن فتح المزيد من الفروع يؤدي لتوظيف المزيد من الشباب، والربح الكبير يساعد على تأسيس شركات أكبر وافتتاح مشاريع عملاقة، وإلى التصدير والتوسع العالمي، وتقوية اقتصاد البلد. هناك شركة قزمة وهناك شركة عملاقة، والفرق في التفكير! هل توافقني في هذا الرأي؟

قصة هوارد شولتز، صانع مقاهي ستاربكس

$
0
0

ستاربكس هي سلسلة مقاهي، يعود الفضل في انتشارها إلى هوارد شولتز، الذي كان لديه رؤية بعيدة المدى، أثبتت الأيام صحتها. بدأت القصة في بداية 1981 حين كان الأمريكي هوارد شابا يبلغ من العمر 27 عاما ويعمل في وظيفة مسؤول مبيعات في شركة تبيع منتجات بلاستيكية من ضمنها فلتر بلاستيكي يركب في أعلى ترمس القهوة لفصل الحبوب عن مشروب القهوة. لاحظ هوارد أن شركة صغيرة في مدينة سياتل تشتري كمية كبيرة جدا من الفلاتر / الأقماع البلاستيكية لماكينات القهوة التي تبيعها الشركة التي كان يعمل لديها.

ستاربكس في القديم

هذه الشركة كانت تبيع حبوب القهوة والشاي والبهار ولوازمها، ومن ضمنها آلات إعداد وتحميص وتجهيز القهوة، وكان اسمها ستاربكس كوفي، تي، اند سبايسيس، وكانت تولي عناية شديدة واهتماما بأصول وفنون إعداد القهوة من البداية للنهاية. دفع الفضول هاورد لمعرفة السبب، ذلك أن وقتها كان الحصول على مشروب القهوة أمرا سهلا للغاية، وبتكلفة متدنية، أقل من دولار. ولذا سافر هوارد إلى مدينة سياتل وذهب إلى مقر الشركة، محل صغير في سوق قديم، حيث كان المحل يبيع حبوب القهوة المحمصة مع آلات إعداد وتجهيز مشروب القهوة من هذه الحبوب. نعم، في ذاك الوقت، لم تكن ستاربكس تبيع مشروب القهوة (أو أي مشروب آخر) كما نعرفها اليوم.

ستاربكس هي وجهتي القادمة

أخذ هوارد جولة في طرقات المصنع وشاهد خطوات تحميص حبوب القهوة، وقابل مؤسسيي شركة ستاربكس: جيري بالدوين و جوردن بوكر، وتسنى له شرب قهوة ستاربكس، قهوة سوداء قوية للغاية. عندها أدرك هوارد أنه يريد أن يعمل لصالح هذه الشركة، لكن إقناع المؤسسين بذلك لم يكن بالأمر السهل. تطلب الأمر مرور عام كامل، عندما شرع المؤسسون في افتتاح الفرع السادس لهما والأول خارج مدينة سياتل، وعندها وافقا على قبول هاورد للعمل لديهما في وظيفة مدير التسويق وكان عمره وقتها 29 عاما واضطر لترك نيويورك والسفر إلى مدينة سياتل للعمل هناك. وقتها، كانت رؤية هاورد، والمؤسسين، هي جعل ستاربكس سلسلة محلات منتشرة في كل ولاية ومدينة، لكن محلات غرضها الأول بيع حبوب القهوة ليشتريها المشترون ويطحنوها في بيوتهم ويشربوها بعدها.

في السفر فوائد كثيرة – خاصة إلى إيطاليا

ثم حدث في ربيع عام 1983 أن سافر هاورد إلى مدينة ميلان في إيطاليا لحضور معرض منتجات منزلية وشراء لوازم لفروع ستاربكس، وهناك حيث شاهد شوارع إيطاليا مزدحمة بالمقاهي الإيطالية المليئة بروادها من محبي شرب القهوة، الذين طلبوا شرب القهوة التقليدية ومزيج اسبريسو والقهوة باللبن والموكا وغيرها من مشروبات القهوة الغريبة! لقد كانت المرة الأولى له التي تذوق فيها طعم الاسبريسو، وأول قهوة باللبن لاتيه، وعندها هبط عليه الإلهام: يجب على محلات ستاربكس أن تقدم حبوب قهوة جيدة ممتازة لكن يصعب على المشتري العادي فهم الفروقات الكثيرة بين حبوب قهوة سومترا وارابيكا جافا وموكا، والفرق بين التحميص الإيطالي والفرنسي للحبوب.

تطور شعار ستاربكس على مر السنين

تطور شعار ستاربكس على مر السنين

مولد فكرة ستاربكس التي نعرفها اليوم

أدرك هوارد أن مقاهي بيع مشروب القهوة بأنواعه الكثيرة والجاهزة للشرب فورا هي الوسيلة التي ستساعد ستاربكس على الانتشار في كل ربوع الدنيا، وليس الولايات المتحدة فقط، والتي ستمكن ستاربكس من الوصول إلى شريحة كبيرة جدا من محبي القهوة، وليس فقط أولئك العشاق المخلصين المستعدين لشراء الحبوب والعودة لطحنها ثم إعدادها وشربها. عوضا عن كون ستاربكس محلا لشراء حبوب القهوة، يمكنها أن تصبح المكان الذي تلجأ إليه لشرب مشروب ساخن ذي طعم ومذاق فريد. مكان خارج المنزل وخارج مكان العمل أو الدراسة، حيث يمكن للناس البقاء فيه وقضاء وقت ممتع مبهج، تماما مثلما جعلت المقاهي الايطالية هاورد يشعر حين دخل إليها.

الأفكار العبقرية لا بد وأن تواجه مقاومة عنيفة. حين طلب هوارد أن يعمل لدى ستاربكس قابله المؤسسون بمقاومة عنيفة، فما بالك حين يطلب منهم تغيير طبيعة عمل الشركة ولذا لا عجب حين نعلم أن الأمر تطلب مرور عام آخر من محاولات الإقناع حتى وافق الشركاء على وضع ماكينة اسبريسو وحيدة في الفرع السادس لستاربكس، حين حان وقت افتتاحه في أبريل 1984. حين جاء شهر يونيو (بعد مرور شهرين على الافتتاح) كان متوسط عدد رواد الفرع 800 عميل في اليوم، في حين كانت بقية الفروع تستقطب 250 في اليومكما وكانت أول تعريف للأمريكيين بالقهوة باللبن أو كافيه لا تيه في هذا الفرع وفي هذا الوقت. رغم ذلك، أصر الشركاء على أنهم يعملون في مجال تحميص حبوب القهوة لا مجال المقاهي والمطاعم، وأنهم غير راغبين في دخول هذا المعترك – كما أنهم لا يريدون تكبير الشركة أكثر مما كانت عليه!

الجيورنالي

بنهاية عام 1985، استقال هوارد من عمله وأسس شركة جديدة أسماها ال جيورنالي (على اسم جريدة / جورنال) تخصصت في تقديم قهوة اسبريسو، أيضا في مدينة سياتل في أعلى ناطحة سحاب هناك. لم يملك هوارد وقتها المال الكافي لافتتاح شركته هذه، وهو كان بحاجة إلى 400 ألف دولار لفتح شركته الجديدة، إلا أن مالكو ستاربكس قررا المساهمة معه بالمال، وكذلك حصل على مائة ألف دولار من طبيب معجب بطريقة تفكير هوارد واستعداده للمغامرة. في هذا الوقت، كانت زوجته حاملا في طفلهما الأول وكان هوارد بحاجة لكل فلس.

بعد مرور عامين (في 1987)، قرر مؤسسو ستاربكس أنهم يريدون بيع شركتهم للتركيز على نشاط تجاري آخر، وبحلول هذا الوقت كان هوارد قد افتتح 3 فروع لشركته وكانت تجارته رائجة، لكنه بعد جهد جهيد وبمساعدة مستثمرين، استطاع جمع 3.8 مليون دولار لشراء الفروع الستة لستاربكس زائد مصنع التحميص.

ستاربكس أم جورنال ؟

كان السؤال الصعب هو: هل يُبـقي على اسم ال جيورنالي أم يستخدم ستاربكس؟ بحكم الواقع الفعلي، كان رواد مقاهي هوارد يجدون صعوبة في نطق اسم ال جيورنالي، وبعضهم اشتكى من صعوبة كتابة الاسم بشكل صحيح، ولذا كان القرار الأخير استخدام اسم ستاربكس سهل النطق والكتابة.

نجاح مستمر

بعدها توالت افتتاحات الفروع، حتى أنه بحلول عام 1990 (بعد مرور 3 سنوات على الشراء) كان عدد الفروع 55 فرعا، وفي عام 1992 طرح هوارد أسهم ستاربكس في البورصة مما منحه مالا وفيرا أحسن توظيفه في التوسع، ليصل عدد الفروع 7569 فرعا في 31 دولة في سبتمبر 2004 بينما بلغت أرباح عام 2003 قرابة 268 مليون دولار. في عام 2012 بلغ عدد الفروع 20366 فرعا. اليوم وفي عام 2014 تنتشر محلات ستاربكس في 64 دولة، منها 10 دول عربية، وليس لها فروع حاليا في إسرائيل. رغم هذا النجاح، حينما كان أي فرع لا يحقق أرباحا، كان مصيره الإغلاق وصرف العاملين فيه.

صورة محل ستاربكس في مول بن بطوطة في دبي

صورة محل ستاربكس في مول بن بطوطة في دبي

كيف فعلها؟

النقطة التي يجب إلقاء الضوء عليها هي أن هوارد كان ماهرا حاذقا في مجال العقارات، وكان يعرف كيف يشتري ويؤجر المكان المناسب الذي يقدم تجربة ساحرة مريحة للزوار، كذلك كان هوارد خبيرا في مجال الفرانشيز وعرف كيف يضمن حماية الاسم التجاري ونوعية الخدمة ورضا العملاء وتقديم خدمة موحدة في كل فرع من فروع ستاربكس في كل الدنيا. كذلك كان هوارد حريصا بشدة على التوسع وفتح فروع جديدة والانتشار في كل مكان ممكن، ولولا كل هذا ما كنت لترى هذا النجاح الطاغي لسلسلة محلات ستاربكس اليوم.

إقرأ أيضا: قصة راي كروك صانع نجاح سلسلة محلات ماكدونالدز

إقرأ أيضا: ملخص كتاب لقطات من تجربة ستاربكس

على الجانب:

  • في عام 1981 كان كوب القهوة يكلف أقل من دولار في الولايات المتحدة. اليوم يبلغ كوب مماثل في ستاربكس قرابة 5 دولار.
  • السفر والتفاعل مع البيئات الجديدة المختلفة أمر غاية في الأهمية والحيوية ويفتح عينيك على الجديد والغريب والمفيد.
  • رفض فكرتك / أفكارك لا يعني أنها فاشلة، بل يعني أن عليك بذل المزيد من الجهد لكي تجعلها تنجح.
  • بداية الحياة العملية لهوارد كانت في شركة زيروكس حيث عمل في مجال المبيعات والتسويق، وهو مجال غاية في الأهمية لمن يريد تأسيس شركته ذات يوم. الملاحظ أن هوارد كان سريع الترقي لمناصب أعلى ويبدو لي أن ذلك سببه مهارته ونظرته الثاقبة.
  • نعم، هوارد ينحدر من عائلة يهودية، لكن هذا لم يمنعه من الاهتمام الزائد بالعاملين معه، ورعايتهم أكثر مما تفعل باقي الشركات، وكذلك لم يمنعه من تقديم معاملة عادلة لزارعي حبوب القهوة، لحمايتهم من الاستغلال والظلم، الأمر الذي جلب له النجاح وحب العملاء. على الجهة الأخرى، في 2003 وبسبب المنافسة الشديدة هناك، أغلقت ستاربكس كل فروعها الستة في إسرائيل.

هذه التدوينة قصة هوارد شولتز، صانع مقاهي ستاربكس منشورة في مدونة شبايك على هذا الرابط مدونة شبايك.

جو آدز – مليونير التقشير

$
0
0

اعتاد سكان نيويورك على السير في شوارعها ورؤية مليونير عجوز أنيق ذي بذلة غالية الثمن، وهو جالس على بساطه في يونيو سكوير يبيع آلة سويسرية تقشير البطاطاس والجزر، وهو يتحدث دون انقطاع، بلكنة بريطانية يمدح صادقا بشكل مرح في آلة يدوية صغيرة تستخدم في تقشير الخضروات، يبيعها بسعر 5 دولار فقط. البائع اسمه جو آدز Joe Ades، عجوز شهير بارتدائه بذلة ثمنها ألف دولار، مليونير عصامي، يسكن في شقة فاخرة ذات غرف ثلاثة في حي بارك افنيو – حي الثراء والتجارة، شقة عاش فيها مع زوجته الرابعة، وكانت تحوي مخزونه من آلات التقشير التي كان يبيعها بنفسه كل يوم.

البداية

تعود أصول جو (جوزيف) إلى مانشستر في انجلترا حيث جاء ميلاده في عام 1933، ابن لأرملة فقيرة، سبقه 6 من الإخوة، وبدأ يعمل وعمره 15 عاما، تاركا مقاعد الدراسة، وذات يوم أرسلته الشركة التي يعمل لها ليرسل رسالة بالبريد، فمر على جماعة من الرجال، تبيع مختلف البضائع في الطرقات، مفترشين الأرض، وعندها حيث راقب بانبهار الصغير جو، العرض المبهر الذي يقدمه كل بائع جائل ليقنع المارة بشراء بضاعته، التي تنوعت من أدوية الكحة إلى أربطة الأحذية.

بدء تجارته

بعد الانبهار، انتقل جو إلى مرحلة المزاحمة، إذ قرر تجربة بيع مجلات هزلية مستعملة هو الآخر في المكان ذاته، وبعد الكتب انتقل جو إلى بيع لعب الأطفال والملابس والأقمشة وإكسسوارات النساء. استمر جو في هذا البيع لسنة أو اثنتين، تعلم فيها قواعد راسخة في علم المبيعات، مثل أن يبيع جالسا لا واقفا، لكي يجلب دائرة من المهتمين ليتزاحموا حوله، فيجلب المزيد والمزيد من المتشوقين لمعرفة ما الذي لفت انتباه هذه الجموع ولا يستطيعون رؤيته. هذا الزحام يعطي انطباعا مبدئيا للناس بأن ما سيرونه قد يستحق فعليا الشراء.

نصيحة من مليونير : لا تقلل من قيمة أي مال

الدرس الثاني الذي تعلمه جو هو ألا يقلل من قيمة أو من أهمية أي مبلغ صغير من المال، ولذا آثر التركيز على بيع ما سعره زهيد، وقبل أن تسأل كيف تربح من بيع شيء بسعر زهيد، يجيبك جو قائلا بأن تبيع الكثير منه. قبل أن تستقل بهذا الدرس، يحكي جو عن رجل اعتاد الوقوف في ميدان الطرف الأغر (ترافلجر) في لندن، وكان يبيع أكياسا صغيرة من الحبوب لإطعام الطيور في هذا الميدان الشهير، وكان يبيعها بأقل القليل، لكن كان يبيع الكثير منها، هذا الرجل كان يملك قطيعا من الشقق في العاصمة لندن، جراء هذا الدرس الثاني.

أحوال العمالة في لندنة

على أن أكثر ما أثر في حياة جو – باعترافه – كان اللحظة التي أهدته فيها زوجته الثالثة كتابا بعنوان الطبقة العاملة في لندن – فقراء لندن، وهي مجموعة مقالات صحفية كتبها صحفي انجليزي دقيق الملاحظة في فترة أربعينات القرن الثامن عشر، وصف فيها جميع أحوال الطبقة العاملة في لندن، واستطرد في وصف ما الوظائف التي ستعمل فيها الطبقة العاملة، وما الذي تعجز عن العمل فيه، وما الذي لن تقبل العمل فيه. هذا الكتاب وصف كل شيء، بداية بصيادي الفئران والقوارض للشحاذين واللصوص والغانيات.

بائع أنيق – فنان مبهر

أكثر ما لفت انتباه جو كان وصف بائعي الشوارع، الجائلين، خاصة العباقرة الذين اشتهروا مقل الفنانين وكان لهم برنامجهم الترفيهي البيعي، وكيف كانوا يرتدون الغالي والأنيق من خيرة الملابس، حتى أن منهم من وضع شاربا ولحية مزيفة، ليبدو عليه أصول الوقار والعز والثراء. أهم هدف لهم كان التميز عن غيرهم من الباعة الجائلين ذوي الثياب الرثة والمظهر الغث الباعث على الشفقة أو الامتعاض.

آلة التقشير السويسرية التي لا تصدأ

آلة تقشير الخضروات

آلة تقشير الخضروات

كان جو رجلا عاديا للغاية، قلما اكترث بالقواعد، يمشي وفق هواه أغلب الوقت، لكنه كذلك تعلم بعض الدروس القليلة في عالم المبيعات والتي التزم بها بشدة، فجلبت له الثراء. ذات يوم مر جو على رجل يبيع أدوات تقشير الخضراوات فأعجبه بساطة المنتج والقدرات الكثيرة التي نتجت عنه. كذلك لطالما أحب جو البيع في الطرقات والشوارع لا المحلات والمكاتب، وسط الناس والمارة والعامة. كذلك اعتاد جو قيادة شاحنة صغيرة يبيع من على ظهرها منتجات عدة مثل لعب الأطفال ومشغلات الكاسيت والأجهزة الكهربية والساعات.

تزوج جو لأول مرة وعمره 23 سنة، ثم بعد 13 سنة من الزواج سافر وأولاده الثلاثة إلى أستراليا حيث مكثوا فيها 25 سنة، وهناك حيث طلقته زوجته وتزوج مرتين، ثم استقر لفترة قصيرة في ايرلندا، ثم سافر ليعيش مع ابنته في نيويورك وهناك حيث تزوج الرابعة، ليبدأ منذ عام 1993 في التركيز على بيع أداة التقشير السويسرية بسعر 5 دولار في حي مانهاتن في نيويورك.

الوصول إلى نيويورك

لم يحصل جو على ترخيص ليبيع في سوق الخضار في نيويورك، لكن هذا لم يمنعه من أن يحاول في كل يوم العثور على موضع ممتاز يجلس فيه ويبدأ الغناء. عدم حصوله على ترخيص جلب له مشاكل عدة مع السلطات، وكذلك بعض الشهرة، خاصة مع الشيب الضارب في رأسه وبذلته الفاخرة ولكنته الأرستقراطية. يجدر الإشارة هنا إلى أن جو تقدم بطلب رسمي مكتوب للحصول على ترخيص له بالعمل، لكنه ربما أراد ألا يوافقوا عليه.

الغناء للمبيعات

عادة ما يختار جو الأماكن المنخفضة ويجلس فيها ليعرض بضاعته، وهو يبدأ برنامجه الترفيهي بالغناء، قائلا حين تقشر حبة بطاطاس، لا يهم إن كنت تستخدم اليد اليسرى أو اليمنى أو – كلاهما مثلما يفعل الساسة، ما تقشره من هذه الحبة قليل جدا لا أهمية له، وستقشرها في زمن قياسي وحين تواجه حفرة في حبة البطاطاس فستحفرها بسهولة، انظر مثلي الآن. هيا اقترب واشتري، لا تقلق فأنا لا أطلب مالا مقابل الفرجة علي. لست مضطرا للشراء لتشاهدني وأنا أقشر البطاطاس بطريقتي السحرية، فلعلك بالفعل تملك واحدة من هذه الأدوات، فلقد بعت منها الآلاف، ولذا سأعطيك دورة تدريبية تنعش بها ذاكرتك.

جو آدز – مليونير التقشير-صورة-من-فليكر

جو آدز – مليونير التقشير في بسطته في نيويورك

لم يعمل جو بمفرده إذ كان يستعين بخدمات توني، شاب قوي، يحذره حين يقترب رجال الشرطة، يدفع عنه حين يضايقه بعض المارة، ينظف بعدما ينتهي جو من عروضه الفنية اليومية. في المقابل، واجه جو مقاومة شرسة من بقية البائعين في السوق، ذلك أنه احترف لم الجموع حوله والشراء منه، الأمر الذي سمح له فقط بالبيع في أطراف السوق مبتعدا عن المشاكل، على أن هذه المشاكل هي التي كانت تدفع جو للإبداع والابتكار في جذب المزيد من المشترين، رغم بعد المسافة، وهو ما أتقنه. على الجهة الأخرى، مع ذيوع شهرة جو، بدأ المارة يبحثون معه ويشترون منه ويسلمون عليه ويلتقطون الصور معه. لقد بدأ يحصد ثمار ما زرعه منذ سنوات طوال.

في عام أول فبراير من عام 2009 توفى جو عن 75 عاما، في اليوم التالي لحصوله على الجنسية الأمريكية!

كان من الصعب علي معرفة مقدار ثروة جو بدقة (ربما 9 مليون دولار) لكنه حتما عاش حياة المليونيرات، حيث اعتاد تناول الطعام يوميا في المطاعم الفاخرة، وبعد وفاة زوجته الرابعة ورث شقتها الفاخرة. بعد وفاته، حاولت ابنته السير على خطاه والبيع في ذات مكان أبيها المفضل، لكن هذه المرة حرصت شرطة نيويورك على منعها من ذلك.

لماذا اخترت لك هذه القصة؟

لأن جو رجل عادي، قليل الحظ من التعليم الأكاديمي، وافر الحظ من علوم الحياة. لاحظ جو بعض الأمور واستغلها لصالحه، وهو احترف البيع، دون شهادات عليا ودون رأس مال أو توظيف موظفين أو مساعدة شركاء. جو رجل عادي، كان يبدأ في الحديث مع نفسه بصوت عالي على بساطه حتى ينتبه له أحد المارة فيدخل معه في حوار شيق فينضم له آخرون فتكون جمهرة من الناس والتي تستمع بالمادة الترفيهية في حديث جو، وتنفض الجمهرة عادة بالشراء. حين أرادت ابنه جو دخول الجامعة، جعلها تبيع معه، ومن عوائدهما دفع أقساط الجامعة.

يحاول كثيرون تقليد جو، منهم من نجح ومنهم من ينتظر ومنهم من سيحاول حتى ينجح، وكلي رجاء أن تكون أنت أيضا منهم. أختم بنصيحة جو التي طالما كررها وهي ربما كانت ذات أهمية كبيرة أو مثيرة للجدل لكنها تقول: النجاح في الحياة ليس في فعل ما تحب، بل أن تحب ما تفعله!

هذه التدوينة جو آدز – مليونير التقشير منشورة في مدونة شبايك على هذا الرابط مدونة شبايك.

قصص نشأة شركات شهيرة

$
0
0

هذه التدوينة ستكون مخصصة لنشر فقرات قصيرة تروي قصص نشأة شركات شهيرة، وسأجتهد لإضافة المزيد لها في نهايتها، والغرض منها تعريف القارئ ببدايات كبار الشركات اليوم، لأخذ الحكمة والعبرة، ومن أجل بعض التشجيع لمن حبسه التردد عن بدء شركته الخاصة. لنبدأ:

1 – فيروتشيو لامبورجيني Ferruccio Lamborghini

في بدايته كان الايطالي فيروتشيو مجرد مزارع تقليدي يقوم بتصنيع الجرارات (Tractors) الزراعية، الأمر الذي جعله من أغنياء البلدة، وجعله ينفق ماله في شراء السيارات الرياضية غالية الثمن، ومن ضمنها كانت عدة طرازات من سيارات فيراري. رغم سمعة فيراري الآن، لكنها في بدايتها عانت من مشاكل ميكانيكية كثيرة في ذاك الوقت، الأمر الذي جعل فيروتشيو يحاول إصلاح أعضال سيارته الفيراري بنفسه، لأنه في الأصل والقلب ميكانيكي. لاحظ فيروتشيو أن العيب ينبع من اسطوانة الدبرياج / القابض / كلاتش Clutch ولذا كثيرا ما طلب فيروتشيو من عمال الصيانة في شركة فيراري تصميم اسطوانة جديدة أفضل لحل هذه المشكلة، إلا أن هؤلاء لم يسمحوا له برؤية كيف يحلون له المشكلة في سياراته، وكان عليه ترك كل سيارة لفترة طويلة من الوقت حتى ينتهوا من تصليحها، وفوق كل هذا، كانت المشكلة تعود للظهور من جديد رغم كل هذه الخطوات.

قصص نشأة شركات شهيرة - لامبورجيني

قصص نشأة شركات شهيرة – لامبورجيني

لحل هذه المشكلة، طلب فيروتشيو مقابلة انزو فيراري مؤسس شركة فيراري ليشرح له المشكلة وحلها، وبعد فترة من الانتظار، التقى الاثنان ودار بينهما حوار ساخن، تبادلا فيه الهجوم بأن هذا لا يعرف كيف يبني سيارات متينة، وأن لامبورجيني رجل لا يفهم سوى في صنع وقيادة الجرارات الزراعية ولن يتمكن يوما من قيادة سيارة رياضية مثل فيراري. طبعا البقية معروفة، إذ ساعد هذا الحوار على نشأة المنافس القوي في عالم السيارات الرياضية: لامبورجيني.

2 – فريد سميث، مؤسس شركة فيدرال اكسبريس

أثناء دراسته الجامعية في جامعة ييل Yale الأمريكية في عام 1965، قدم فريد سميث بحثا دراسيا موضوعه مدى جدوى إقامة شبكة نقل خاصة فقط للطرود الكبيرة، عن طريق الشاحنات والطائرات، داخل حدود الولايات المتحدة الأمريكية. في ثنايا استعراضه لأوضاع الشركات التي كانت تشحن فقط الطرود الكبيرة، تطرق فريد إلى جانب الطرود الصغيرة وكيف أن نقل هذه الشحنات الصغيرة عبر شبكة نقل جوي ستكون فكرة جيدة لأساس عمل شركة ناجحة. رغم طرحه للفكرة بشكل عام، إلا أنه لم يتطرق لكيفية عمل شركة مثل هذه من الداخل وكيف يمكن لها تحقيق الربح وخفض التكلفة، الأمر الذي انتهى به حاصلا على درجة متوسطة في هذا البحث الذي قدمه. لم يفت هذا التقدير المتدني في عضد فريد سميث الذي تخرج والتحق بالبحرية الأمريكية كطيار وبعدما ترك الجيش أسس في عام 1971 شركته الخاصة لنقل الشحنات الصغيرة: فيدرال اكسبريس (تحول اسمها اليوم إلى فيديكس).

قصص نشأة شركات شهيرة - فيدكس

قصص نشأة شركات شهيرة – فيدكس

لا تترك الدنيا أحدا دون اختبار عسير، إذ تصادف بعد مرور سنوات قليلة على بداية شركته أن ارتفعت أسعار الوقود عالميا (حرب أكتوبر ومنع العرب تصدير النفط)، الأمر الذي كبد الشركة خسائر شديدة في كل شهر، حتى لم يتبق في حساب الشركة المصرفي سوى 5 آلاف دولار. عندها فعل فريد سميث شيئا جنونيا لا أنصح به قرائي، ألا وهو لعب القمار بما تبقى للشركة من مال، وشاء الله أن تنجح هذه الخطوة المتهورة، وربح 27 ألف دولار من هذه الخمسة، والتي أودعها بالكامل في حساب الشركة التي كانت بحاجة ماسة لهذه الدفعات النقدية لتستمر في العمل لبضعة أيام إضافية. هذه الأيام كانت كافية لتفلح جهود الشركة في الحصول على استثمار مالي ساعدها لأن تستمر وتنجح وتعمل اليوم في أكثر من 220 دولة حول العالم وتحقق دخلا سنويا بأكثر من 45 مليار دولار في 2013.

هذه التدوينة قصص نشأة شركات شهيرة منشورة في مدونة شبايك على هذا الرابط مدونة شبايك.

بعدما نجحت في تجارتك ، كيف ترى أيامك الأولى وبما تنصحنا؟

$
0
0

من المقالات الجميلة التي قرأتها مؤخرا واحدة ذهبت إلى أصحاب شركات ناجحة وسألت كل واحد منهم: الآن أنت ناجح في تجارتك ولكن ماذا عن الأيام الأولى لتأسيس شركتك، كيف كانت البدايات، وما النصائح التي تعلمتها في تجارتك خلال شقك لطريقك وعملك على نجاح شركتك. فيما يلي أعرض لك قصص ثلاثة من أصحاب شركات أمريكية، لنبدأ:

1 – جيف و رايان و نيت، ملابس سيرينجتي Serengetee

أثناء دراستهم الجامعية في 2011، سافر الشباب الثلاثة في رحلة بحرية حول العالم شملت دول افريقيا وآسيا و أمريكا الوسطي، وعادوا من رحلتهم بعينات قماش من كل البلاد التي مروا عليها، وعلى الرغم من اختيارهم لهذه الأقمشة فقط لأنها – من وجهة نظرهم – تحفة فنية ولونية، لكنهم اشتروها ولم يكن في نيتهم ما حدث بعدها. من فرط إعجابهم بما اشتروه، قرر الثلاثي تأسيس شركة لهدفين، الأول ربح بعض المال للاستمرار في الترحال حول العالم، والثاني خلق وسيلة تمكنهم من مساعدة كل بلد اشتروا منها ملابس.

Serengetee-3-founders

كان رأس المال المعد لهذه الشركة 3 آلاف دولار والتي انطلقت في بداية 2012، وكانت شريحة العملاء المستهدفة هي كل زملاء الجامعة المشهورين بحبهم للبس كل ما هو جديد وفريد، وكان عليهم كذلك النجاح في دراستهم الجامعية، مع تسييرهم لأمور شركتهم دون خسائر أو مشاكل. قامت الشركة من أول يوم على هدف واضح: كل عملية بيع ناجحة، تذهب نسبة من ريعها لواحدة من 50 مؤسسة خيرية حول العالم، ولكل مؤسسة نوعية محددة من القماش مخصصة لها، وكانت كل فانلة / قميص تتزين بجيب قماشي أمامي يرمز لهذه المؤسسة، وكان العملاء يختارون الجيب القماشي الذي يريدون، كناية عن دعمهم للمؤسسة الخيرية المرتبطة به. على سبيل الدعاية للشركة الجديدة، طلب المؤسسون من أصدقائهم وزملائهم أن يجعلوا شعارهم على حساباتهم في الشبكات الاجتماعية هو شعار الشركة الناشئة لفترة من الوقت لنشر الفكرة وتحقيق بعض الشهرة.

كان سعر البيع المبدئي 24 دولار لكل فانلة، وكان مصنع الملابس هو غرفة نوم الشريك المؤسس جيف في الجامعة، لكن الإقبال الذي شهدته الفكرة والمبيعات المتزايدة كانت تعني ضرورة الانتقال لمصنع أكبر وأسرع. على الجهة الأخرى، في أول إجازة صيفية لهم، فاجئهم زميل جامعي له شهرة عريضة على موقع يوتيوب بأن مدح منتجاتهم من الملابس، الأمر الذي ترتب عليه شهرة مفاجئة ومبيعات متزايدة في وقت قصير، وحققوا مبيعات كثيرة ساعدتهم على النجاح والاستمرار. رغم ذلك، كانت التحديات لا تنتهي، فحجم المبيعات الكبير بحاجة لجهود أكبر لضمان جودة التصنيع والتسليم في الموعد وخدمة العملاء بشكل سلس. هذا الأمر نتج عنه وقوعهم في أخطاء إدارية بسبب قلة خبرتهم النسبية. في العام الأول، بلغ إجمالي المبيعات 140 ألف دولار.

كان منفذ البيع في بداية الشركة عبر موقعها على انترنت، وبفضل التجارة الإلكترونية والتي كانت تعني تلقي المال أولا ثم كسب بعض الوقت لصنع المنتج المباع بسرعة وتسليمه، وهو نموذج عمل ناسبهم كثيرا في البداية. بالطبع كانت هناك مرات تأخر فيها التسليم للعملاء، لكنهم كانوا من الشجاعة بحيث كانوا يتصلون بالعميل المتأخرة بضاعته ويشرحون له الموقف وكيف أنهم ليسوا شركة كبيرة ولذا بعض التأخر لا مهرب منه، ورغم أن بعض العملاء لم يرضوا عن التأخير ورحلوا بطلباتهم، لكن قطاعا كبيرا تفهم الأمر وأصبحوا من أفضل العملاء المتكررين.

اليوم يعمل لدى الشركة أكثر من 25 موظفا، مع أكثر من 2500 نقطة تسويق لها في ربوع أمريكا، والخطة المستقبلية لهم هي دخول عالم تصنيع الحقائب الجلدية وملابس الأطفال والإكسسوارات، وفور التخرج من الجامعة، سينتقلون جميعا إلى مقر كبير مخصص للشركة وللتوسع. وأما النصيحة التي يبذلها فريق العمل لك في تجارتك فهي بسيطة قصيرة: هناك الكثير الذي يمكنك عمله بميزانية صغيرة أو حتى بدون ميزانية!

2 – مات بولدوين، أزياء دينيم

بعدما نال شهادة جامعية في تصنيع الملابس، وبعدما عمل لدى أكثر من شركة أزياء شهيرة، قرر مات بولدوين Matt Baldwin في 2003 أن يفتتح محله الخاص لبيع الملابس في كانساس سيتي بمشاركة زوجته وباستثمار مالي من صديق للعائلة. السنوات الأولى من عمر المحل قضاها مات في بناء علاقات وطيدة مع الزبائن، مستمعا لهم محققا لما يطلبوه، حتى اشتهر بأنه أفضل من يوفرون ملابس ليست واسعة ولا ضيقة جدا، ولكن تناسب الجسم بشكل مريح. في عام 2009 وجد مات أن سوق الملابس الأمريكي خال من أزياء رجالية معتمدة على قماش الدنيم أو الجينز، بشكل راق وفاخر وفريد، أزياء يود هو نفسه أن يرتديها طوال الوقت. لهذا الغرض أسس مات شركته الجديدة تحت اسم بولدوين دينيم Baldwin Denim والتي كانت تبيع أزياء رجالية من تصميم مات نفسه، واشتهرت بأنها مصنوعة بالكامل داخل الولايات المتحدة، وهي نغمة وطنية تجدي في بعض الأحيان.

مات بولدوين، أزياء دينيم

مات بولدوين، أزياء دينيم

الجدير بالذكر أن هذه الشركة الجديدة جاء ميلادها في أوج الأزمة الاقتصادية العالمية، الأمر الذي اضطر مات لخفض عدد موظفيه من 56 إلى 21 مع عمله الجاد لبث روح الأمل في المستقبل لدى من تبقى لديه من موظفيه. في بداية الشركة الجديدة، صمم مات 3 تصميمات رجالية، صنع من كل تصميم 70 قطعة للبيع، بإجمالي 210 قطعة فقط وبسعر بيع 200 دولار للقطعة في المتوسط، لخفض التكاليف والمخاطر أيضا. لكي يضمن تفرده، يتعامل مات مع مصنع قماش جينز دينيم في اليابان، يصنع له قماشا فاخرا يندر أن تجد مثله في العالم. هذا التفرد في المكونات جلب له الجوائز واحترام العاملين في هذه الصناعة، والمشترين كذلك. هذا الاحترام يساعد منتجات مات على احتلال رفوف كبار سلاسل محلات البيع الشهيرة، على أن إعجاب مشاهير الفن بأزياء مات وارتداؤهم لها يقدم دعما لا ينقطع للمبيعات بدون شك. هذا التفرد يفسر لك سعر البيع المرتفع، لكن حين تعرف أن ملابس مات تقاوم الزمن والتقادم والاستهلاك، وتستمر رغم الاستخدام ورغم مرور الوقت في حالة جيدة وأنيقة، ساعتها تدرك أن سعرها مناسب، خاصة وأن قلة متميزة ترتديها.

أما النصيحة التي يبذلها مات لك في تجارتك فهي أن يحيط كل صاحب عمل نفسه بالمبدعين المجددين، وأن يعمل على مجالسة الخبراء الناصحين المعلمين، وأن تكون لك علامة تجارية خاصة بك (براند) بدون تقليد أو نسخ، وأن تكون لك فلسفتك الخاصة في العمل والتي لا تغفل عنها. اليوم لا تقتصر أزياء مات على الرجال، إذ بدأ يصمم للنساء أيضا، الأمر الذي يلاقي نجاحا وإقبالا.

3 – مات سيلر، تجارة المياه الغازية والمشروبات

بعد تخرجه من الجامعة، جاءت أول وظيفة رسمية له في ترميم قارب بحري، وأثناء عمله على الشاطئ في الترميم، وجد مات زميلا جامعيا له يفتتح مطعم معجنات بيتزا على ذات الشاطئ حيث يعمل، وحدث أن طلب زميله منه أن يبني له موقدا (فرن) لخبز البيتزا، واستغل مات الفرصة ليعمل في المطعم كنادل في المساء، وسرعان ما لاحظ مات أن ما ينقص المطعم هو المشروبات، ذلك أن المطعم كان يتميز باستخدام المكونات العضوية الطبيعية فقط. فكر مات في أن يقوم هو بعمل مشروب كولا عضوي طبيعي غير ضار وبيعه في المطعم وهو ما كان له.

بعدما لاحظ إقبال رواد المطعم على مشروبه، قرر مات التركيز على صنع هذا المشروب وبيعه بشكل احترافي في عام 2001 في صورة شركة من تأسيسه، ولما كانت الماديات شحيحة كان عليه أن يفعل كل شيء بنفسه، ولذا كان يشتري المكونات ويمزجها في مطبخه لصنع المشروب، ثم يجرب ويمزج حتى يصل لأفضل مذاق ممكن، ثم يشتري الزجاجات ثم يعبئها بالسوائل ثم يغلقها ثم يلصق عليها الملصقات ثم يضعها في صناديق ثم يأخذها في سيارته لبيعها. بسبب فقره لم يتمكن مات من شراء وقود البنزين لسيارته القديمة ولذا استعاض عنه بزيت الطهي، وكان عليه وضع زجاجات الزيت في السيارة لتكون وقودا احتياطيا، وبجانبها صناديق المشروبات لبيعها، وكانت السيارة تئن تحت هذا الحمل الثقيل، وكانت تنخفض حتى تقارب الأرض، حتى أن مات كان يضطر للتفكير في مساره حتى لا توقفه مطبات أو طرق لا تتحمل سيارته المسكينة السير عليها. استمر حال مات كذلك لمدة عام أو يزيد، حتى استعان بأخيه ليشاركه تجارته الناشئة.

خلال هذه السنة أيضا، كان مات يعمل في وظيفتين ليوفر كل فلس وقرش ومليم يقع تحت يديه، وكان يبني علاقات تجارية جيدة مع الموردين ومع المشترين, فكان المشتري يدفع له بعد 10 أيام، في حين وافق الموردون على أن يدفع مات لهم بعد مرور 30 يوما على شرائه منهم، الأمر الذي كفل له دورة نقدية موجبة، دون أن يجد نفسه يوما بلا مال يكفي لشراء المكونات، كما لم يتأخر يوما على سداد دين مستحق على شركته. الجدير بالذكر أيضا أن مات يتعامل فقط مع المكونات العضوية التي لم يستعمل أي مبيد أو سماد غير عضوي في زراعتها وصنعها.

النصيحة التي يبذلها مات لك في تجارتك فهي أن شركته في البداية كانت تعمل وفق مبدأ اصنع كل شيء بنفسك. طبعا هذا ليس بالرأي الرشيد، لكن عند شح المال يكون هذا الخيار استراتيجيا بما يكفل للشركة الاستمرار حتى تتمكن من شراء الخبز من خبازه. كذلك لم يقترض مات لتمويل توسع الشركة واستغل كل دخل يتحقق في التوسع وتكبير أعمال الشركة، الأمر الذي ساعده على رفض أي صفقة مجحفة غير رابحة، وهو ما ساعده كثيرا على تحقيق النجاح. اليوم يعمل لدى شركة مات أكثر من 34 موظفا.

أما أول وظيفة عمل فيها مات فكانت بيع المشروبات الباردة على الشاطئ مقابل نصف دولار لكل زجاجة مشروب!

هذه التدوينة بعدما نجحت في تجارتك ، كيف ترى أيامك الأولى وبما تنصحنا؟ منشورة في مدونة شبايك على هذا الرابط مدونة شبايك.

قصة نجاح شركة يو بي اس من دراجتين و100 دولار

$
0
0

لطالما قال له والده، حين تكبر يا بني، كن رجل أعمال، ولا تعمل بيديك أبدا، إلا أن هذا الأب مات أثناء سعيه للتنقيب عن الذهب في ألاسكا، في خضم حمى الذهب التي حصدت عقول وأرواح الكثيرين من الباحثين عن الربح السريع. بوفاة معيل الأسرة، ترك الابن جيمس كيسي James E. Casey (أو جيم) مقاعد الدراسة وعمره 11 ربيعا ليعول الأسرة عن طريق عمله مرسالا في شوارع مدينة سياتل الأمريكية التي كانت تشهد زيادة مضاعفة في عدد قاطنيها، بسبب وقوع المدينة على الطريق المؤدي لأماكن التنقيب عن الذهب.

بداية شركة يو بي اس

منذ نعومة أظافره ومن خلال عمله ومشيه، تعرف جيم على صخب شوارع المدينة، وعلى حاجات سكانها المتزايدة والتي كانت تبحث عمن يلبيها. وعمره 19 ربيعا، وبمساعدة صديقه كلود ريان الذي كان يصغره بعام واحد، قرر جيم تأسيس شركته الخاصة لتوصيل الرسائل والطلبات في 28 أغسطس 1907، بمشاركة صديقه كلود، وبعد الحصول على قرض مالي قيمته 100 دولار (يعادل قرابة 2500 دولار في عام 2014) من خال شريكه كلود، الذي كان يملك فندقا ووافق على يؤجر لهم مكتبا به هاتف في بدروم (الطابق السفلي) الفندق مقابل 20 دولار شهريا، وكان المكان ضيقا للغاية، يكاد يكفي لوضع مكتب وحيد، وكان الاسم الذي اختاروه للشركة هو American Messenger Company أو شركة المراسيل الأمريكية.

خبرة مبكرة

كان جيم – رغم صغر سنه النسبي – رجل أعمال، سبق له هو وشريكه العمل في العديد من شركات توصيل رسائل التلغراف في المدينة، ولذا استعان بأخيه الأصغر جورج ورفاقه من الصبية صغار السن، للعمل معهما كصبية توصيل رسائل، وكانت وسيلة التوصيل هي على الأقدام و على دراجتين هوائيتين؛ واحدة كان يملكها جيم والأخرى لشريكه كلود. كانت خطة العمل التي يعتمد عليها جيم بسيطة: تقديم خدمات ممتازة بأقل تكلفة ممكنة، 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع، وكان مستوى الالتزام بهذه الرؤيا وهذه العقيدة الإدارية مرتفعا للغاية. كان العاملون ينامون في هذا المكتب الصغير، بجانب الهاتف، حتى إذا رن رد عليه شخص يعرف كيف يجيب على أسئلة الزبائن، لينطلق بعدها صبي ليأخذ الرسالة ثم يوصلها إلى الجهة المطلوبة.

رسم تخيلي لشكل أول إعلان لشركة يو بي اس

رسم تخيلي لشكل أول إعلان لـ شركة يو بي اس

وأما وسيلة التسويق، فكانت عبر تثبيت لوحات ورقية مكتوب عليها شعار الشركة: أفضل خدمة بأقل الأسعار أو “Best Service at Lowest Prices” وهو ما كان واقعا لا أكاذيب تسويق أو خرافات إعلانات. حرص جيم على أن يكون الرد على اتصالات العملاء بمنتهى الود، وكذلك الصدق. لم يكن العامل ليرد سنوصل رسالتك بسرعة، بل مثلا خلال 12 دقيقة وكان القول يطابق الفعل، وهو الأمر الذي عجل ببناء سمعة جيدة للشركة التي تفي بوعودها وتلتزم بجودة خدماتها. كذلك كان كل العاملين يرتدون زيا موحدا، ما أعطى الإيحاء بأنها شركة ملتزمة يمكن الوثوق بها.

كيف كان الحال وقتها

هنا يجب شرح نقطة ذات أهمية قصوى. في عام 1907، كانت مدينة سياتل قليلة عدد خطوط الهاتف، وكان يخدم المدينة شركتا هواتف، عابهما شيء وحيد، لم يكن الاتصال بين هذه الشركة وتلك ممكنا، ما يعني أنك إذا كنت مشتركا مع الشركة الأولى، وأردت الاتصال برقم لدى الشركة الثانية، فعليك أن تبحث عن هاتف آخر متصل بهذه الشركة، أو تلجأ للحل التقليدي: كتابة الرسالة في ورقة، ثم إرسالها لهذا الشخص الذي تريده مراسلته عبر صبي مرسال. ناهيك عن كون بيوت كثيرة بلا هواتف، ولذا كان الوضع الطبيعي هو التراسل عبر الرسائل الورقية، والتي يذهب بها ويأتي صبيان يجرون، أو يركبون دراجاتهم – الهوائية، أو البخارية.

فوق كل ذلك، لم تكن شركة البريد الأمريكي قد نشرت بعد خدماتها في المدينة، واستمر الحال كذلك لمدة 6 سنوات منذ تأسيس الشركة، بل وكان البريد الأمريكي يتعامل مع شركات التوصيل لتغطية مدينة سياتل، وكان يتعامل مع شركة جيم أيضا. كذلك، في هذا الوقت، لم تكن السيارات البخارية منتشرة كما اليوم، وكان المشترون الأمريكيون حين يذهبون لشراء حاجاتهم من المتاجر الكبيرة، يصعب عليهم حمل كل مشترياتهم بأيديهم، ولذا كانوا يتركونها لتلك المتاجر كي توصلها لهم في بيوتهم. هذه المتاجر كانت إما أن توصل هذه المشتريات عبر عربات تجرها أحصنة وهذه بطيئة، أو تعتمد على خدمات شركات التوصيل وهذه كانت أسرع نسبيا.

التوسع والاندماج وزيادة الانتشار

في البداية كانت الشركة تغطي حدود مدينة سياتل فقط، وبعد الرسائل بدأت الشركة توصل البضائع والطرود والحقائب والقبعات وحتى صينيات الطعام من الفنادق. في عام 1911 استطاعت الشركة شراء أول دراجة بخارية للتوصيل، ثم بحلول أعياد الميلاد في 1912 كانت الشركة توظف 100 موظف، وافتتحت مكتبا ثانيا بالقرب من تجمع كبرى المحلات في المدينة، وبدأ البريد الأمريكي يعتمد بالكامل على الشركة فقط في توصيل كل رسائل البريد للمدينة ما جعله أكبر عميل لها. شيئا فشيئا بدأ الشريكان يدركان أن المستقبل في توصيل البضائع والطرود للمحلات لا الرسائل وحسب، في استشفاف للمستقبل أتى ثماره فيما بعد.

في عام 1913 اندمجت الشركة الناشئة مع شركة أخرى في المدينة، وأصبح الاسم الجديد للشركة Merchants’ Parcel Delivery أو خدمات التوصيل للتجار وكان جيم رئيس الشركة الجديدة. الاسم الجديد عكس توجه الشركة، ألا وهو التركيز على التجار وخدمتهم. كان الاندماج ناجحا وبلغت العوائد الشهرية بعده أكثر من ألفي دولار، ما مكن الشركة من شراء أول سيارة بخارية لها، فورد سوداء موديل تي ملحق بها مقطورة صغيرة لتحميل البضائع عليها. كذلك كان من نتيجة الاندماج زيادة طلبات الشحن اليومية بعد دمج عملاء الشركتين معا.

الآلات تزيد الربحية

كان للاستعانة بالآلات البخارية – بجانب العدائين وراكبي الدراجات الهوائية – الأثر الواضح في تقديم خدمات بمستوى ممتاز مما عاد بالمزيد من الأعمال، حتى أنه بحلول عام 1915 كان لدى الشركة أسطول مكون من أربع سيارات بخارية وخمس دراجات بخارية و 20 عداءً. كذلك، بدأت الشركة في تجميع الشحنات معا لإرسالها معا مرة واحدة، مما ساهم في خفض التكاليف وزيادة الأرباح.

في عام 1916 وافقت الشركة على أن ينضم شريك مؤسس لها، شارلي Charlie Soderstrom الذي كان خبيرا في السيارات البخارية، إلا أن شارلي اختار كذلك أن يكون للشركة لونا رسميا، ألا وهو اللون البني الخفيف، وهو اللون المستمر مع الشركة حتى اليوم. بعد انضمام هذا الخبير الشريك، بدأ الرئيس جيم في إقناع كبار محلات البيع بالتجزئة أن تستغني عن أقسام وأساطيل الشحن لديها، والاعتماد على خدمات شركته، وكان جيم يشتري من هؤلاء سياراتهم وعرباتهم المستخدمة في الشحن ويضمها لأسطول شركته لمساعدتهم على الاقتناع بفكرته، وهو ما تم له.

بداية استخدام الاسم: شركة يو بي اس

بعد ترتيب البيت من الداخل بشكل ممتاز، يمكن بعدها التوسع خارجا، ولذا بحلول عام 1919 افتتحت الشركة أول فرع لها خارج المدينة الأم سياتل، إلى أوكلاند في كاليفورنيا، وعندها تغير اسم الشركة مرة أخرى إلى United Parcel Service أو خدمات الشحن المتحدة، ليعكس تحول الشركة لتكون ذات نطاق أكبر وأوسع، وكان المقصد من كلمة المتحدة في الاسم أن الشركة تخدم جميع المدن لا مدينة واحدة، ويعني كذلك أن الشركة لم تعد تشحن شحنة وحيدة في كل مرة، بل كانت تجمع شحنات عدة وترسلها معا في المرة الواحدة.

كلمة خدمات هنا ليست من باب التفاخر أو جاء استخدامها لعدم وجود كلمة أفضل، بل تأتي هذه الكلمة لتعكس حقيقة الشركة ألا وهي أنها تقدم خدمات الشحن، وهذه الخدمات هي التي صنعت شركة يو بي اس وهي مفتاح استمرارها في النجاح. هذا الاسم الجديد جاء أيضا ليؤكد على أن يو بي اس تتعامل مع الجمهور ومع الشركات، مثلها مثل خدمات البريد الأمريكي تماما والذي كان منافسا لها الآن، وبدأت الشركة تقبل توصيل الشحنات مع دفع ثمنها وتكلفة شحنها عند التسليم، والمحاسبة بالأسبوع لا بالشحنة الواحدة للشركات، وهكذا. استمرارا في سباق التطور، في عام 1924 بدأت الشركة تستخدم خطوط التجميع (فكرة مستوحاة من مصانع فورد للسيارات) لتنظيم نقل الطرود والشحنات من الاستلام إلى سيارات الشحن.

كبوة مؤقتة لا تفسد للتطور قضية

في عام 1929 بدأت شركة يو بي اس في التوصيل عبر خطوط الطيران، بأن اتفقت مع شركات طيران محلية لتوصيل طرودها وشحناتها، إلا أنه بعدها بعامين اثنين، وبسبب تبعات انهيار البورصة الأمريكية في 1929 والكساد الاقتصادي الكبير الذي تلاها، اضطرت الشركة لوقف هذه الخدمة الجديدة. هذا لم يوقف كل مشاريع التوسع لدى الشركة، والتي بدأت تتوسع جهة الشرق حيث نقلت مركزها الرئيس إلى نيويورك وبدأت عملياتها فيها. بعدها استمرت الشركة في شراء شركات تسليم وشحن أخرى وضمها إليها، وبدأت تتولى مسؤوليات شحن البضاعة وتسليمها للمشترين في سلاسل محلات التجزئة، هذا على الرغم من أن الحرب العالمية الثانية أجبرت جمهور المشترين على تقليل مشترياتهم والعودة بها إلى منازلهم بأنفسهم، خفضا للتكاليف.

بعدما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، بدأ الكثير من الأمريكيين في شراء سياراتهم الخاصة ما جعلهم غير محتاجين لخدمات شحن مشترياتهم من المتاجر لبيوتهم، وهو ما ظهر جليا في انخفاض طلبات الشحن من الجمهور، الأمر الذي جعل شركة يو بي اس مضطرة للتفكير في قنوات جديدة تدر عليها الدخل لتعوض تراجع هذا المصدر القديم. لتحقيق ذلك، بدأت الشركة – مرة أخرى – تستعين بالشحن الجوي عبر الطائرات، وبدأت تقدم وعدها بتوصيل أي طرد / شحنة خلال يومين فقط لأي مكان في الولايات المتحدة تعمل فيه الشركة، وبعد حروب قانونية استمرت على مدى 30 سنة، حصلت الشركة على موافقات من جميع الجهات الحكومية المحلية، لتكون قادرة على توصيل أي طرد لأي مكان على الأراضي الأمريكية – بغض النظر عن موقعه، خلال يومين فقط.

في عام 1975 بدأت شركة يو بي اس تتوسع دوليا، بأن افتتحت أول فرع لها في مدينة تورنتو في كندا، والسنة التالية في ألمانيا، وبعدها في بقية دول أوروبا وأمريكا الجنوبية، وفي عام 1989 وعبر شرائها لشركة بريطانية، وصلت خدماتها إلى دول الشرق الأوسط وإفريقيا وغرب آسيا. حقبة الثمانينات شهدت زيادة كبيرة في الطلب على خدمات الشحن والتوصيل السريع، ولذا بذلت الشركة وعدها بالتسليم خلال يومين اثنين في أمريكا وكذلك في 6 دول أوروبية أخرى، بفضل أسطول الشركة للشحن الجوي، خاصة بعدما حصلت في عام 1988 على ترخيص أمريكي لإنشائه وإدارته بهدف الشحن الجوي وحسب.

اليوم، هذا الأسطول يُعد الثامن عالميا من حيث الحجم والعدد (237 طائرة نفاثة في نهاية 2013)، ويساعد على توصيل الطرود لأكثر من 220 بلدا، وتخطى عدد الشحنات اليومية أكثر من 15 مليون شحنة يوميا.

كل هذا بدأ من دراجتين هوائيتين وقرض قيمته 100 دولار…

هذه القصة وردت (مع إضافات) ضمن محتويات باقة النجاح التي يمكن شراؤها من هذا الرابط.

هذه التدوينة قصة نجاح شركة يو بي اس من دراجتين و100 دولار منشورة في مدونة شبايك على هذا الرابط مدونة شبايك.


قصة نجاح هاينز ملك المخللات

$
0
0

جاء ميلاده في أكتوبر 1844، ليبدأ هنري جون هاينز (Henry John Heinz) حياته بطحن التوابل لوالدته في بدروم منزل الأسرة، وبعد ميلاده لحق به 7 من الأخوة والأخوات، جاؤوا جميعا من والدين ألمانيين هاجرا إلى أمريكا، أرض الأحلام، ونزلا في مدينة بيترسبرج، بولاية بنسلفانيا. قضى هاينز نهار طفولته في اللعب في حديقة والدته والتي زرعتها بالكرنب / الملفوف والفول، بينما كل مساء كان يصحب والدته إلى بدروم المنزل ليراقبها وهي تعمل في تقطيع وتخليل وصنع وتعليب المخللات من الخضروات التي كانت تزرعها في حديقة بيتها.

تعلم مهارات البيع يبدأ في الصغر

رويدا رويدا، زاد الدور الذي يلعبه هاينز من مراقبة والدته إلى مساعدتها، ومن طحن التوابل إلى زراعة الفجل، ومن انتقاء الخضروات إلى غسيلها وتقطيعها وتخليلها وتعليبها، وحتى وضع خلطة الأعشاب الخاصة به – بجانب خلطة والدته، والتي كانت تضفي المذاق الخاص لهذه المخللات، وانتهاء بوضع هذه العلب على ظهر العربة الخشبية التي تسحبها الأحصنة والمرور على البيوت لبيع هذه المخللات الشهية. حين بلغ عمره 10 أعوام، كان هاينز مسؤولا عن رعاية حقل خضروات مساحته 3/4 فدان، وحين بلغ 12 ربيعا زادت حصته إلى 3.5 فدادين وخصصوا له حصانا وعربة ليحمل منتجاته ويمر بها على الزبائن ليشتروا منه. حين بلغ 17 ربيعا، كان ربح هاينز من بيع منتجاته هو فقط 2400 دولار سنويا، وهو كان مبلغا ضخما بمقاييس زمانه.

كانت رغبة والدى هاينز أن يكون واعظا في الكنيسة، لكنه حمل خططا أخرى لمستقبله، ولذا التحق بكلية أعمال نهارا، بينما عمل لدى شركة والده لصنع أحجار الطوب ككاتب حسابات، وبدأ يخطط لشراء حصة من شركة والده بما توفر لديه من مدخرات من بيع المخللات، إلا أنه بدأ يلاحظ رواج صناعة الأغذية المعدة سابقا وقرر أن يستثمر فيها.

ما بين أمان الوظيفة ومغامرة الفكرة الجديدة

وعمره 25 ربيعا، استقال هاينز من شركة والده، وبمشاركة صديق له، كلارنس نوبل، أسسا شركة هاينز و نوبل في 1869 والتي تخصصت في تعليب الفجل وبعض الأغذية الأخرى في زجاجات. في السنة الأولى لتأسيس الشركة، لاقى هاينز النجاح الواعد، خاصة وأنه كان رجل مبيعات من الطراز الأول، ولا عجب في ذلك فهو بدأ البيع منذ نعومة أظافره. كذلك كان عام 1869 تاريخ زواج هاينز بزوجته والتي رزق منها بأربعة.

الفشل الأول

لم تمض القصة بلا متاعب، فبعد السنوات الأولى، انهارت أسعار الفجل في عام 1869 وأصبح سعره زهيدا جدا، ما جعل الطلب على الفجل المعلب ينهار، وتوقفت المبيعات وجفت مصادر دخل الشركة حتى اضطر هاينز لإعلان إفلاسها في 1875. هذه الفترة كانت صعبة للغاية، إذ حاول فيها هاينز أن يحصل على مساعدات من محلات البقالة ومن كبار عملائه ليستمر في العمل لكنهم خذلوه، حتى أن هاينز لم يجد ساعتها مالا يشتري به الطعام لعائلته! هذا الخذلان علم هاينز ألا يعتمد على أحد لكي يستمر، وأن عليه الاعتماد على نفسه وعلى مجهوده واجتهاده.

في البداية كانت الكاتشاب …

رغم هذه النهاية الحزينة، لم يفت الأمر في عضد هاينز والذي كان مقتنعا بأن المستقبل للأطعمة الجاهزة، ولذا عاد هذه المرة بمساعدة أخيه وقريب لهما لتأسيس شركة أغذية جديدة، تحت اسم اف و جيه هاينز والتي تخصصت في تصنيع منتج جديد: صوص الطماطم أو كاتشاب. مرة أخرى، نجح هذا المنتج في اكتساح السوق المتعطش لمثل هذه المنتجات، وشهدت الشركة رواجا حتى أن هاينز اشترى نصيب شريكيه بعد أعوام قليلة وأعاد تسمية الشركة إلى اتش جيه هاينز (أول حرفين من اسمه) في 1888. بعد الكاتشاب جاء الصوص الحار والخل وشوربة الطماطم والبصل المخلل وغيرها الكثير.

هاينز يعني الجودة العالية والثقة الراسخة

هنا يجب أن أوضح نقطة مهمة، ألا وهي أنه في هذا الوقت كانت الأطعمة الجاهزة أو المعدة مسبقا صرعة جديدة لم يعتدها الناس، ولذا قابلوا هذه المنتجات بقلق ونظروا إليها بعين الشك في نظافتها وجودتها. أدرك هاينز هذه المشكلة ولمس آثارها، ولم يجد سوى حرصه الشديد على الجودة ليكسب ثقة الزبائن والمشترين. قد تبدو لك نقطة عادية أو بسيطة لكن من يشرع في تأسيس شركة قد تسول له نفسه أو يغريه شيطانه بأن يوفر هنا وهناك بشراء مكونات ذات جودة متدنية أو لا ينفق على نظافة المكان أو غيره، فمن سيراه، وكيف سيعرف الزبون! هذا الحب الجودة طالما جعل هاينز من أوائل المرحبين بأي تفتيش حكومي على مصانعه وعلى طرق التصنيع لديه لثقته في جودة منتجاته وصرامة إجراءاته في مصانعه. هذه الثقة هي التي دفعته لأن يعبئ منتجاته في زجاجات شفافة، حتى يرى الناس مقدار الحجم المعبأ بداخلها، في حين كان الآخرون يستخدمون زجاج غير شفاف يخفي ما بداخله حتى يتلاعب من يريد كما يشاء!

هاينز – نجاح صنعته الطماطم!

كان نجاح الشركة مبنيا بالكامل على الطماطم، حتى أصبح هاينز صاحب أكبر شركة تصنيع للطماطم، إلا أن تجربته الأولى علمته عدم الاعتماد على منتج وحيد، ولذا بدأ في تصنيع مخللات أخرى، وبدأ يصنع سائل الخل ذاته، وغيرها من المنتجات ذات الصلة، ومنها إلى المربى والجيلي وغيرها. أثناء كل ذلك، كان هاينز يصر على استخدام منتجات طبيعية طازجة فقط (من خضروات وأعشاب ومكسبات مذاق)، الأمر الذي نتج عنه بناء سمعة طيبة وشهرة رائجة للشركة، مما انعكس إيجابا على المبيعات.

في السفر فوائد عظيمة

حدث في عام 1886 أن سافر هاينز لموطنه الأصلي ألمانيا، وهناك حيث زار المصانع وتعرف على طريقة جديدة في الإدارة، تقوم على تقرب المالك والمدير من الموظف والعامل، ولذا فور أن عاد لأمريكا بدأ يعد لسياسة جديدة في التعامل مع العاملين معه، سياسة تقوم على تقريب المسافة بين أعلى مدير وأقل عامل، مسافة تسمح بالتواصل بشكل يجعل الجميع مثل الأسرة الكبيرة، سياسة وفرت للعاملين تأمينا صحيا مجانيا، أماكن لممارسة الرياضة وحمامات سباحة، وحدائق ومكتبات وتدريب ومحاضرات. يكفي أن تعرف أنه طوال حياة هاينز، لم يحدث في أي مصنع من مصانعه أنا قام العاملون فيه بإضراب أو توقف عن العمل، بفضل هذه السياسة الذكية.

الشيء الآخر الذي يجب ذكره، أن هذه الرحلة جعلت هاينز يدرك أن منتجاته لن تناسب المشتري الأمريكي وحسب، بل إن المشتري العالمي بحاجة لها، ولذا بدأ التفكير في تصدير منتجاته للعالم كله. بعد مرور 10 أيام على هذه الزيارة، افتتح هاينز أول مصنع له في انجلترا.

التركيز على التسويق

بعدما استتب له الأمر، بدأ هاينز يوجه تركيزه للتسويق وبناء شهرة العلامة التجارية وصنع سمعة طيبة من واقع جودة المنتجات لا كذب الإعلانات، وبدأ يوضح أن منتجاته يصعب تقليد مذاقها في البيوت، وحين لاحظ انتشار المدنية وانشغال الموظفين في وظائفهم، بدأ يروج لمنتجاته على أنها الموفرة للوقت والجالبة للمذاق الشهي، وكذلك صحية ومن الطبيعة. كان كل هذا جميلا وطيبا لكن ليس ناجحا بشدة، ثم تصادف في ذات الوقت أن افتتن هاينز بالرقم 57 حتى أنه استخدمه كشعار تسويقي لشركته بأنها شركة تنتج 57 منتجا، رغم أنها كانت في هذا الوقت تصنع أكثر من 60 منتجا، وبدأ هذا الشعار ينتشر على منتجات وإعلانات ومنشورات هاينز (وحتى اليوم – على الرغم من أن منتجات هاينز الحالية تربو على ألفي منتج تباع في أكثر من مئتي دولة.)

سر الرقم 57

سر الرقم 57 على كل منتجات هاينز

سر الرقم 57 على كل منتجات هاينز

 

لكن كيف واتته فكرة رقم 57؟ يشاع أنه في 1896 حدث أن شاهد هاينز إعلانا لمحل أحذية يقول فيه: “21 طرازا من الأحذية” وأخذ هاينز يقلب الأمر في رأسه، ففي مصانعه، لم يكن له طرازات بل أصناف متغيرة، ولذا أخذ يعد أصناف المنتجات التي يبيعها، حتى تخطى رقم 57 في رأسه، لكن الرقم لم يتركه بل استولى على تفكيره وراق له طريقة كتابته حتى كان ما كان. (يشاع بأن رقم 5 كان رقمه المفضل، بينما 7 رقم زوجته المفضل!)

أشهر حملة إعلانية حتى اليوم

ذاع عن هاينز استعداده للترويج والإعلان لمنتجاته بكل ما هو جديد ومجنون، ولذا حين أطلقوا عليه لقب ملك المخلل، وتصادف أن شاركت شركته في معرض تجاري في مدينة شيكاجو، قرر هاينز توزيع دبوس معدني عليه شكل خيارة مخللة مكتوب عليها اسم الشركة يمكن ارتداؤه على الملابس، ولأنه وقتها كان أول – أو من أوائل – الذين يقدمون دبوسا هدية، أقبل عليه الناس وارتدوه لمدة زادت عن مائة عام أو قرن من الزمان، ما جعله أنجح وسيلة إعلانية استمرت لحقبة طويلة، وأما الآن، فإن هذه الدبابيس الأصلية أصبحت ذات قيمة كبيرة يتهافت عليها هواة التحف والأنتيكيات.

دبوس مخلل هاينز - أنجح وسيلة إعلانية لليوم

دبوس مخلل هاينز – أنجح وسيلة إعلانية لليوم

 

حب هاينز للإعلان بشكل جديد

مرة أخرى أذكرك بأننا نتكلم عن حقبة زمنية مر عليها قرابة مائة أو يزيد، حتى تتفهم كيف أن هاينز كان في عام 1900 من أوائل الذين وافقوا على صنع إعلان غير مسبوق: إعلان مصور مضاء بالاختراع الجديد – المصباح الكهربي، ونصبه في الشارع (أو بالأدق: الجادة) الخامس أو فيفث افنيو وهو من الأحياء الراقية وأشهرها (اليوم) في مدينة نيويورك. كان ارتفاع الإعلان يفوق 6 أدوار، وعرض اسم وشعار هاينز مع رقم 57 وتحته صورة العاملين في المصنع وهم يضعون الخيار المخلل في زجاجات، وكان الإعلان مضاءً بأكثر من 1200 مصباح كهربي، وكانت تكلفة إنارة الإعلان كل ليلة تكلف الشركة 90 دولار، لكن كل هذا لا يهم أمام إعلان تراه المدينة من بعيد، كل ليلة! بعد هذا النجاح، نصب هاينز إعلانات عملاقة مضاءة مشابهة وسط طرقات السكك الحديدية.

هاينز أول من بدأ رحلات زيارة المصانع

كذلك كان هاينز أول صاحب مصنع يرتب رحلات لعموم الناس لزيارة مصانعه ليرى الناس بأعينهم الطريقة الصحية لصنع منتجاته وأغذيته، وكيف أن المصنع يشتري أجود الخضروات وينظفها ويقطعها ويحفظها بأفضل صورة ممكنة. نعم، بقية الشركات التي ترتب اليوم رحلات مماثلة تقلد هاينز لا أكثر!

استمر نجاح هاينز مستمرا بدون منغصات حقيقية، حتى أصبح ثريا للغاية، وشهيرا كذلك، وبدأ يغزو العالم بمنتجاته. بقي هاينز في منصب مدير الشركة حتى مات عن عمر 74 سنة في عام 1919، وحين مات كان لدى الشركة التي أسسها أكثر من 25 مصنعا لإعداد الأغذية المعلبة، وتملك 40 ألف فدان مزروعة بالخضروات، ويعمل لديه أكثر من 6500 موظفا. خلف هاينز ابنه هاورد، والذي شارك والده في صفات المهارة في الإدارة وفهم توجهات السوق، واستمر في التوسع وتقديم المنتجات الجديدة مثل أطعمة المواليد وغيرها.

في يوم ما، وجدت إحصائية أن 97% من البيوت الأمريكية لديها منتج ما يحمل اسم هاينز .

هذه القصة وردت (مع إضافات) ضمن محتويات باقة النجاح التي يمكن شراؤها من هذا الرابط.

هذه التدوينة قصة نجاح هاينز ملك المخللات منشورة في مدونة شبايك على هذا الرابط مدونة شبايك.

حذاء الثلج: طريق النجاح كله مشاكل

$
0
0

حين تطلب النجاح، اعلم أنك فعليا تطلب مشاكل يمكنك حلها، كما في هذه القصة، التي بدأت في عام 1991 حين كان بيري كليبهان Perry Klebhan طالبا جامعيا يدرس الهندسة الميكانيكية، وحدث أن كسر كاحله ما ألزمه بيته وحرمه من رياضته المفضلة: التزحلق على الجليد. جالسا في بيته، قرر بيري عدم الاستسلام للمرض ومحاولة التحرك والتمتع بالجليد المتاح أمام منزله. بحث بيري في منزله فوجد حذاء خشبيا قديما مخصصا للسير على الجليد، فلبسه وخرج يجربه، لعله يجد فيه بعض السلوى عن عدم ممارسة رياضة التزلج.

مشاكل أم فرص ؟

لم تمض المحاولة على خير، إذ لاحظ بيري عدة مشاكل في الحذاء، لكنه عوضا عن التذمر وانتظار كاحله حتى يشفى ويعود لممارسة التزلج، قرر تطبيق مبادئ الهندسة التي يدرسها لحل مشاكل هذا الحذاء، وبدأ في تصميم حذاء جديد تماما يعالج كل المشاكل التي لمسها هو بنفسه في الحذاء القديم.

المنتج الممتاز لا يأتي من أول محاولة أو ثانية أو سابعة!

على مر 10 أسابيع تالية، صمم بيري 8 نماذج مختلفة من هذا الحذاء، وكان يذهب في عطلة نهاية الأسبوع إلى جامعته ليستغل الآلات المتوفرة هناك لصنع نموذجه التجريبي، ثم يعود إلى الجبال ليجرب كل نموذج في الجبال ويقف على كل ميزة تحققت وكل عيب ظهر أو تكرر، وهكذا حتى وصل إلى نموذج يعالج كل المشاكل.

بعد صنع المنتج يأتي البيع

بعدها جاء وقت تصنيع وحدات من حذائه لبيعها تجاريا، وهو ما فعله بيري بشكل يدوي، وأسس شركته الناشئة وأسماها اطلس سنو شو أو Atlas snow shoe ليشرع بعدها في الدق على أبواب المحلات وعرض أحذيته عليهم. كانت ردود الفعل الأولية صادمة، إذ تساءل البائعون ما هذه الأشياء؟ وما فائدتها؟ وبعد الإجابة يشيحون بوجوههم ويرفضون الشراء أو حتى عرضها في الواجهات.

حذاء الثلج - منتج ممتاز جاء بسبب مشاكل متتالية

حذاء الثلج – منتج ممتاز جاء بسبب مشاكل متتالية

هل منتجك مجهول؟ سيكون عليك أنت تغيير ذلك

كانت المشكلة أن هذه المنتجات جديدة تماما على السوق، لم ير أحد مثلها من قبل، وكان الشك مخيما على احتمالية إقبال المشترين على هذه المنتجات. كان لدى بيري قناعة أنه هناك حتما أناس مثله، يحبون الجليد لكنهم لا يتقنون التزلج لسبب أو لآخر، وهؤلاء حتما سيقبلون على منتجاته. أدرك بيري أن عليه خلق صرعة جديدة، Trend في الأسواق، وكان عليه إقناع الناس بالإقبال عليها.

إذا لم يعرفوه، ساعدهم لمعرفته دون أي التزام

بدأ بيري في تنظيم رحلات أسبوعية مجانية للعاملين في مجال بيع منتجات المتزلجين، حيث كان يأخذهم للجبال لتجربة أحذيته بدون إلزام أو إجبار، ومن كان منهم يجد متعة في الأمر، كان يعود ليخبر معارفه وزملائه، وهكذا وبمرور الوقت والرحلات، بدأت المحلات تعرض أحذيته على رفوفها. رغم نجاح هذه المحاولة التسويقية، إلا أن حين طبع بيري منشورات ترويجية لأحذيته تشرح طرق استخدامها ومزاياها، لم تلق رواجا ولم تؤثر على المبيعات، إلا أن الاستعانة بمحرري المجلات الرياضية أتي ببعض النتائج الإيجابية المبشرة.

مشاكل لا تنتهي

قائمة المشاكل لم تنتهي، إذ بدأ قلة من المشترين يشترون، لكنهم عادوا واشتكوا من مشكلة بسيطة: أين يمكنهم استخدام هذه الأحذية للتزلج؟ هنا قرر بيري محاولة إقناع منتجعات التزلج على الجليد من أجل توفير مسارات مخصصة لأحذية التزلج وأن تبقيها مفتوحة وآمنة، وللإعلان عن توفر مثل هذه المسارات في نشاطاتها الإعلانية والدعائية.

جاهد لتستحق فرج السماء

إلا أن فرج السماء جاء في عام 1994 في صورة منتجع تزلج جديد، أراد القائمون عليه توفير كل رياضات التزلج الممكنة لديهم، حتى ولو كانت رياضات مجهولة، ومن ضمنها أحذية التزلج، والتي صمموا لها مسارا ممتازا، يعكس متعة ممارسة رياضة كهذه، في مسار آمن ومحمي ضد الانهيارات الثلجية ومخاطر السقوط. ولا يكون الفرج إلا كاملا، إذ قررت إدارة المنتج خفض أسعار تذاكر الدخول في بداية التشغيل، ومن يأتي حاملا حذاء تزلج جديدا كان يدخل مجانا!

وهكذا ومن نجاح إلى آخر، حتى باع بيري شركته الناشئة مقابل 50 مليون دولار، ليتفرغ هو لمشاريع أخرى، وللتدريس في جامعة ستانفورد (رابط صفحته على موقع الجامعة).

الآن، كيف بدأت هذه الرحلة؟ مرض عارض حبسه عما يحب، حذاء قديم كله مشاكل، منتج جديد مجهول، إدبار الناس عن المنتج، كل مشكلة يحلها تظهر بعدها مشكلة أخرى، وهكذا حتى بلوغ قمة جبل النجاح.

ملخص التدوينة TL;DR

إذا كنت لأطلب منك عزيز القارئ أن تخرج بشيء واحد من هذه القصة، فهو أن تعيد النظر في المشاكل التي تقابلك، وأن تفكر جديا في كل مشكلة على أنها فرصة متنكرة، وأن تستعد نفسيا لأن تحل مشكلة فتجد مشكلة جديدة بعدها، تحلها مثلما حللت سابقتها، حتى تظهر لك قمة جبل النجاح، ثم تعيد الكرة من جديد مع جبل جديد.

صمت الآخرين ليس مبررا لصمتك أنت

الآن، أعرف أن طبيعة القراء الصمت والإحجام عن التعليق، وأنني لو طلبت منكم ذكر مثالٍ عن مشاكل واجهتكم حولتموها لفرص سانحة فلن تفعلوا، ولذا أتطلع لقراءة تعليقات هؤلاء النشطين الذين يرفضون الكسل ويأبون ترك المشاكل دون حل والصعاب دون قهر، فدعونا أيها الصامتون نقرأ لهم:

هذه التدوينة حذاء الثلج: طريق النجاح كله مشاكل منشورة في مدونة شبايك على هذا الرابط مدونة شبايك.

قصة نجاح شركة نايكي Nike

$
0
0

لا خلاف على أن شركة نايكي (Nike) هي أحد أشهر شركات المنتجات الرياضية في العالم، ويعد مؤسسها المشارك ورئيسها أقوى شخصية في عالم الرياضة، على الرغم من أنه لم يحترف رياضة يوما ولم يشتر فريقا رياضيا ما. قدرت مجلة فوربز ثروته في 2014 بقرابة 22 مليار دولار، وهو رجل أعمال ومتبرع خيري سخي. بدأ هذه الامبراطورية من فكرة جاءته شابا ووضعها في ورقة بحث جامعية وتخرج ليطبقها بنفسه.

جاء ميلاد فيليب (فيل) نايت (Philip Knight) في 24 فبراير 1938 في مدينة بورتلاند الأمريكية، لأب عمل محاميا ثم مالكا لصحيفة، واكتشف حبه لرياضة الجري صغيرا وانضم لفريق العدو في مدرسته أولا ثم في جامعته بعدها. حين طلب فيل من والده أن يعطيه وظيفة في الجريدة التي يملكها أثناء العطلة الصيفية، رفض والده وقال له اعثر على وظيفة بمفردك، فذهب فيل للجريدة المنافسة وعمل هناك في الوردية الليلية في قسم صف نتائج المباريات الرياضية وكان يعود على قدميه إلى منزله. لعبت جامعة اوريجون Oregon دورا شديد الأهمية في حياة فيل، حيث تدرب فيها على رياضة العدو على يد مدرب خبير اسمه بيل بورمان Bill Bowerman وتحولت العلاقة بينهما إلى صداقة قوية.

هذه العلاقة قامت على رياضة العدو، ومناقشة السبل الممكنة للحصول على أفضل النتائج فيها، وفي هذا الزمن، كانت أغلب الأحذية الرياضية من صنع شركات أمريكية لتصنيع إطارات السيارات في الأغلب، وكان الرياضي الذي ينتعلها يعود من سباق الأميال الخمسة ولديه ألم فظيع في قدمه ولربما نزفت قدميه من سوء جودة الحذاء. استمر الحال كذلك حتى بدأت الأحذية الألمانية تدخل السوق الأمريكية وقدمت منتجات أفضل بكثير.

رغم ذلك، كان المدرب بيل مقتنعا أنه بالإمكان صنع حذاء عدو أفضل من المتوفر في الأسواق، وبدأ يصنع بيديه بعض النماذج الأولية، ولأن صاحبنا فيل لم يكن أفضل أعضاء فريق العدو، ولذا اختاره المدرب ليكون فأر تجاربه. استمر الحال كذلك حتى تخرج فيل من الجامعة في عام 1959. (الطريف أنه تخرج في مادة الصحافة). لم يكن لدى فيل رؤيا واضحة لما يريد أن يفعله في مستقبله، ولذا انخرط في الجيش الأمريكي لمدة عام، ثم أنهى خدمته ليحصل على شهادة ماجستير إدارة الأعمال من مدرسة الأعمال التابعة لجامعة ستانفورد.

ما شد انتباه واهتمام فيل كان مادة الأعمال الناشئة (Small Business) وحدث أن طلب منهم أستاذ العصامية، فرانك شالنبرجر، فرضا دراسيا طلب منهم فيه اختراع نشاط تجاري جديد تماما، وشرح الغرض منه وكتابة خطة تسويقية له. بعد تفكير، كتب فيل أطروحته العلمية وعنونها: ’هل تستطيع الأحذية الرياضية اليابانية أن تفعل للأحذية الرياضية الألمانية ما فعلته الكاميرات اليابانية للكاميرات الألمانية؟‘. [الطريف في الأمر، والذي ربما يسترعي الانتباه حاليا، أن هذه الأطروحة قامت على افتراض سهولة تصنيع أحذية رياضية أكثر جودة وأقل تكلفة في اليابان، والتي تعادل الصين في وقتنا الحاضر!]

المرة الوحيدة التي يجب ألا تفشل فيها هي آخر مرة تحاول فيها.
-فرانك شالنبرجر، أستاذ العصامية في ستانفورد، مدرس فيل نايت مؤسس مشارك في شركة نايكي

“The only time you must not fail, is the last time you try.”
-Frank Shallenberger

وجدتها، ايرويكا، ميلاد الفكرة ومعرفة الهدف

يقولون أن في حياة كل انسان لحظة تجلي تعادل لحظة اكتشاف أرخميدس لنظرية الطفو، وهذه كانت. بعدما انتهى فيل من كتابة أطروحته، وجد أنه قادر على تنفيذ كل ما جاء في ثنايا الإجابة بنفسه. رغم وصوله لهذا الهدف، إلا أنه اضطر بعد انهاء دراسته العليا لتنفيذ رغبة أبيه، ألا وهي العمل في وظيفة محاسب في شركة بريس ووترهاوس، واستمر كذلك لفترة قصيرة من الوقت.

طارد حلمك حول العالم

في عام 1962 قرر فيل أن الوقت قد حان لكي يجرب تنفيذ ما جاء في الواجب الدراسي الذي كتبه، القائمة على استيراد أحذية عدو جيدة ورخيصة من اليابان، ولذا سافر إلى اليابان (ضمن رحلة حول العالم لرؤية بلاد الله) ونزل في مدينة كوبي وأخذ يبحث عن مصنع أحذية حتى عثر على مصنع اسمه اونيتسوكا (Onitsuka Tiger Co.)، والذي كان يقلد أحذية اديداس الرياضية وكان يسميها تايجر أو Tiger. مقتنعا بجودة الأحذية المصنعة وسعرها المنخفض، أقنع فيل إدارة هذا المصنع بأن يكون وكيلها في الولايات المتحدة، وأن ترسل له بعض العينات التسويقية من هذه الأحذية ليبيعها في أمريكيا بعد رجوعه من رحلته حول العالم [كان الدولار الأمريكي يعادل 360 ين ياباني في هذا الوقت].

الصبر مفتاح النجاح

عند عودته من اليابان، اقترض فيل بعض المال من والده ليسدد ثمن العينات التسويقية التي استغرق وصولها 14 شهرا ولذا عاد فيل للعمل في مجال المحاسبة في شركة كووبر وليبرند وفي مجال التدريس في جامعة بورتلاند، حتى وصلت العينات في عام 1964 ليتصل عندها فيل بالمدرب بيل صديقه، ليناقش معه فكرته وخطوته في اليابان، وأرسل له زوجين من هذه الأحذية لتجربتها، وبعد تجربتها اقتنع المدرب بيل بالأحذية بدرجة كبيرة وقرر المساهمة بمبلغ 500 دولار مع فيل لشراء شحنة أحذية من اليابان تعادل 300 زوج أحذية، وتأسيس شركة اسمها رياضة الشريط الأزرق – Blue Ribbon Sports وبدآ معا التفكير في طرق بيع هذه الأحذية. في هذه الوقت كان سن فيل 26 سنة.

البداية من صندوق سيارته

بدأ فيل بوضع الأحذية في صندوق سيارته الخضراء، وكان يقف بها بالقرب من مسارات عدائين المدارس الثانوية، وكان ينتهي من وظيفته النهارية كمحاسب، ثم يبدأ في بيع الأحذية، واستمر كذلك حتى بدأت المبيعات تزيد وتكثر وتشغل المزيد من وقته، حتى أيقن أن الوقت حان ليستقيل من عمله ويركز على بيع الأحذية الرياضية. رغم معاناة الشركة الناشئة من الناحية المالية، كان فيل يفتتح فروع بيع أحذية تايجر في المدن الأمريكية، ويعمل نهارا في وظيفته وليلا في حلمه. في العام الأول للشركة الناشئة، باع فيل ما قيمته 8 آلاف دولار من الأحذية الرياضية المستوردة من اليابان وحقق ربحا صافيا قدره 250 دولار، ثم في عام 1969 باع ما قيمته مليون دولار من أحذية تايجر.

مبيعات كثيرة + صافي ربح قليل = معاناة مالية

على مر 4 سنوات منذ تأسيس الشركة، كانت المبيعات كبيرة لكن صافي الربح كان صغيرا جدا، 3% فقط. هذا الأمر استدعى الاقتراض كثيرا، وضغط النفقات بشدة. حينما كانت المبيعات السنوية 2 مليون دولار، كان الربح الصافي 60 ألف دولار، لكنه كان يذهب في شراء المخزون ودفع الرواتب وسداد النفقات، وكان الأمر ينتهي بفيل وهو يضع راتبه كله من المحاسبة في رأسمال الشركة ليضمن استمرارها، واضطر لرهن بيته، ولقضاء أوقات طويلة لدى البنوك ليقنعهم بأن يعطوه قروضا أكبر.

لا شيء يدوم ولو كان عقد وكالة

في خضم كل هذا، وظف المصنع الياباني موظفا جديدا ليعمل على زيادة صادرات المصنع، وكان المستورد الأمريكي الوحيد هو فيل، ولذا تقدم المصنع الياباني بعرض مفاده، يا فيل، بع لنا 51% من أسهم شركتك وإلا سنبدأ نبيع لمنافسين لك. أخذ فيل يبحث في الأرقام ويقارن بين الحلول الممكنة، ثم انتهى إلى نتيجة مفادها أن عليه تعلم كيف يقول اذهبوا إلى الجحيم باليابانية! (كناية عن رفضه لطلبهم المجحف هذا). في هذا الوقت كان لدى فيل 45 موظفا يعملون معه، قرض بنكي قيمته 750 ألف دولار، مخزون راكد يصعب بيعه يوما بعد يوم، وكان فريق عمله المسؤول عن تصميم 3 أحذية تايجر جديدة تحقق مبيعات متزايدة.

ميلاد اسم وعلامة نايكي

بعد انتهاء عقد وكالة شركة تايجر اليابانية، قرر فيل وشريكه بيل أن يبدآ في تصميم أحذية خاصة بهم، من تصميمهم وتصنيعهم، وكان أول حذاء من تصميم الشركة يحمل اسم كورتيز Cortez لكن الوقت كان يتطلب التخلص من الميراث القديم، ميراث الأحذية اليابانية المستوردة، ولذا وفي عام 1971 رأى فيل أن شركته بحاجة لاسم أكثر بريقا ولشعار أكثر رونقا، واقترح اسما رفضه العاملون معه في الشركة فطلب منهم أن يأتوا بشيء أفضل، حتى جاء أول موظف استأجره فيل، مسوؤل مبيعات، باقتراح أفضل: نايكي وهو اسم آلهة النصر المجنحة في الأساطير الإغريقية، والذي زعم أن هذه الآلهة أتت له في أحلامه! استقر رأي فيل ومن معه على هذا الاسم، ولذا دفع فيل 35 دولار لطالبة تدرس في جامعة بورتلاند، مقابل رسم شعار جديد – والذي جاء في الصورة التي نعرفها اليوم! بعدها وفي عام 1972 تم تدشين الاسم الجديد والشعار الجديد والحذاء الجديد في الاستعدادات للألعاب الأوليمبية.

تطور شكل العلامة التجارية لشركة نايكي

تطور شكل العلامة التجارية لشركة نايكي

استمرت مبيعات الشركة في التضاعف سنة بعد سنة، وفق الرؤيا التي أصر فيل عليها والتي أكدت أنه سيأتي يوم تتفوق فيه نايكي على شركة اديداس الألمانية في السوق الأمريكية، وهو ما حدث في عام 1980 وهو كذلك العام الذي طرحت فيه الشركة أسهمها في البورصة، إلا أن الشهرة الطاغية للشركة لم تتحقق إلا في 1984 حين تعاقد فيل مع لاعب كرة سلة أمريكي مغمور اسمه مايكل جوردان عمره 21 سنة بغرض الدعاية لحذاء نايكي، ومنذ هذه اللحظة الفارقة، ونايكي اسم لامع مشهور في عالم مستلزمات الرياضة، وذلك في تعبير عن عبقرية تسويقية لدى فيل.

مشكلة أمريكا ليست في أننا نرتكب أخطاء كثيرة، بل أننا نرتكب أخطاء قليلة العدد.
-فيل نايت، شريك مؤسس، نايكي

“The trouble in America is not that we are making too many mistakes, but that we are making too few.” – Phil Knight. Nike

عبقرية التسويق ونشر المنتجات أمام عيون المشترين المحتملين

هذه العبقرية في التسويق ظهرت كذلك في عمل فيل مع شركة تصميم الإعلانات ومعا صمما بعضا من أفضل الحملات الإعلانية والتي جعلت من شعار نايكي مشهورا معروفا ربما في أغلب بقاع الأرض، لعل أشهر هذه الحملات جاء في عام 1988 وحمل اسم فقط أفعلها أو Just Do It والذي تحول اليوم ليكون شعارا مشهورا في حد ذاته لما يحمله من معاني إيجابية كثيرة. هذا لا يعني أن كل أفكار فيل التسويقية كانت ناجحة، فهو أطلق شعارات رآها البعض قاسية تهدم ولا تبني، مثل شعار: أنت لم تربح الفضية بل خسرت الذهبية وغيرها. رغم كل شيء، هذه الرسائل الإعلانية القوية غير المعتادة أدت الغرض المطلوب منها على مر السنوات، وفوق ذلك، فاز فيل بجائزة ’معلن العام‘ في 2003.

الدجاجة التي تبيض الذهب ستتقاعد في يوم من الأيام

حين تقاعد مايكل جوردان وتوقف عن لعب كرة السلة، أخذ فيل يتردد على مباريات كرة السلة للمدارس الثانوية، وهناك حيث تعرف على موهبة أمريكية جديدة، اسمه لوبارون جيمس (LeBron James) ووقع معه عقدا لمؤازرة منتجات نايكي مقابل 90 مليون دولار، بعدما دخل مزايدة سعرية مع شركتي ريبوك و اديداس. هذا المبلغ كان نوعا من الرهان، ذلك أن لوبارون لم يكن يلعب في دوري المحترفين ساعتها، وكان صغير السن وكان يمكن لأي شيء أن يحدث، لكن المخاطرة أتت بنتائج ممتازة، حيث أثبت هذا اللاعب أنه مغناطيس مبيعات ممتاز.

كن حيث العملاء المحتملين

هذه العقود قد تدفعنا للظن أن فيل يركز على رياضة كرة السلة وحسب، لكنه وقع عقدا مماثل مع لاعب كرة قدم أمريكي مغمور اسمه فريدي آدو (Freddy Adu) عمره 14 سنة. بكرة القدم أقصد التي نعرفها (سوكر) لا الأمريكية. هذه الخطوة وحدها جعلت فيل يتصدر عناوين الأخبار، فهذه رياضة مجهولة، يراها البعض دخيلة بلا أمل، إلا أن فيل يبرر ذلك بقوله أنك حين تزور ملاعب ولاية أوريغون في يوم العطلة الأسبوعية، ستجد الملاعب الخضراء كلها مغطاة بمباريات كرة القدم، ما يعني أن هذه الرياضة تكتسب محبين ومشجعين في أمريكا، وحتما في يوم ما ستكون ذات شأن مرموق وربح كريم. إنها الرؤيا وبعد النظر. شركتك تحتاج منك لأن تفكر في يومها – وفي غدها أيضا.

الأخطاء دروس لتعلم الإتقان، شريطة ألا تتوقف عن التعلم

قد تظن كذلك أن فيل عبقري موهوب لا يخطئ، وهنا ستكون أنت المخطئ، ففي مطلع الثمانينات، انشغل فيل عن ملاحظة صرعة جديدة تظهر في الأسواق، وهي رياضة الايروبك – خاصة للنساء، فترك فراغا في السوق كانت الشركة المنافسة ريبوك أكثر من مستعدة لشغله، وهو ما فعلته بنجاح ساحق، حتى تخطت مبيعاتها تلك لنايك في عام 1987. رد فعل فيل كان منطقيا يستحق الإشادة، فهو أدرك انشغاله وقلة تركيزه فعمد إلى تنظيم الصفوف في شركته بما يسمح له بالتركيز على المستقبل، لم يسارع برد فعل متسرع، بل أكد على أن شركته غرضها تصنيع أفضل المنتجات الرياضية، ولذا بدأ يهتم أكثر بالمنتجات النسائية، وبدأ يبحث عن تصنيع أفضل حذاء رياضي لكل رياضة، وبعد مرور عامين اثنين، عادت مبيعات نايكي في 1989 لتتخطى غيرها، وبقيت المتصدرة لفترة طويلة جدا.

في شهر يونيو 2014، ألقى فيل خطبة التخرج على طلبة جامعة ستانفورد، الجامعة التي تخرج منها في 1962… موقع سبق لصاحبنا ستيف جوبز الوقوف فيه. في عام 2004 أيضا، مات ابن فيل جراء نوبة قلبية أصابته وهو يغطس تحت الماء بسبب عيب خلقي في القلب. بعدها بأشهر استقال فيل من منصب المدير التنفيذي واحتفظ بمنصب رئيس مجلس الإدارة لشركة نايك.

على الجانب – دروس من قصة تأسيس شركة نايكي

حياة فيل كانت مليئة بفترات عصيبة كثيرة، فالعينات الأولية احتاجت 14 شهرا لتصل، وبينما يقود سيارته ليبيع اصطدم بسيارة أمامه وجرح جبينه لأنه كان يقوم بعدة أشياء في وقت واحد، وبينما شركته تقاوم خطر الإفلاس ونفاد المال، كان عليه خوض عدة قضايا تجارية، في أمريكا وفي اليابان، كما أوقف البنك الذي تتعامل معه الشركة كل التعاملات والاعتمادات، وكانت المدينة التي فيها الشركة تضم بنكين / مصرفين اثنين فقط، والاثنان رفضا التعامل مع هذه الشركة المتعثرة دائما المتعطشة للأموال، بعدها أوقف المصنع الياباني التعامل معهم، ثم ذات صبيحة وجد فيل على عتبة منزله رسالة من الضرائب الأمريكية تطالبه بضرائب قيمتها 25 مليون دولار عن البضاعة التي كان يستوردها فرفع فيل قضية على الحكومة الأمريكية وربحها بعد ماراثون قضائي استمر لمدة 3 سنوات من المحاكم، انتهت بخفض قيمة الضرائب المفروضة، إلا أن السنوات الثلاثة هذه سمحت للشركة بعمل أرباح كبيرة ساعدتهم على دفع هذه الضريبة… (تبين فيما بعد أن شركات تصنيع الأحذية الرياضية الأمريكية هي التي شجعت الحكومة الأمريكية على معاقبة الذين يستوردن ولا يصنعون في أمريكا!!)

هكذا، من مشكلة إلى أخرى، ومن معضلة إلى مصيبة إلى كارثة إلى حل ثم حل أفضل ثم أساس أقوى يتحمل المزيد من البناء عليه، وهكذا هي أي قصة نجاح…

 مهمتنا هي إيقاظ العملاء، إذا أصبح بالإمكان توقع خطوتنا التالية فهذا ليس إيقاظا لهم. فيل نايت، مؤسس مشارك لشركة نايكي

“Our job is to wake up the consumers. If we become predictable, that’s not waking them up.” -Phil Knight, Nike co-founder

هذه التدوينة قصة نجاح شركة نايكي Nike منشورة في مدونة شبايك على هذا الرابط مدونة شبايك.

قصة نجاح من كوريا الجنوبية

$
0
0

بطل قصتنا اليوم من كوريا الجنوبية ، من مواليد 1928 في العاصمة سيئول لأب عمل في تجارة العطارة الصينية، وكان الابن الأصغر لأربعة سبقوه من الإخوة، واضطر لهجران مقاعد الدراسة وعمره 12 سنة لضيق ذات اليد، ليعمل بعدها في إصلاح مراكب الصيد ومزج الأعشاب الصينية وتنظيف المحلات، ورغم عمله وانشغاله إلا أنه حرص على التعلم بمفرده حتى تمكن من اجتياز اختبارات دخول الجامعة، وهناك حيث استمر تفوقه مما أهله لمنحة حكومية لاستكمال دراسته العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما تم له في عام 1959 في مجال إدارة المكتبات، ثم عاد بعدها لبلده واستلم محلا صغيرا لبيع الأدوية مملوكا لإخوته، ثم عمل في المكتبة الوطنية الكورية، ثم أستاذا في الجامعة.

البداية

في عام 1970 قرر شونج مون لي Chong Moon Lee الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأما سبب السفر فعجيب بعض الشيء، ذلك أن الحكومة العسكرية التي قفزت على الحكم وقتها أرادت توظيف كل من يتحدث ويفهم الانجليزية وهو ما برع فيه شونج، لكن العسكريين أرادوا توظيف شونج بدوام كامل في الحكومة، وهو ما رفضه شونج ولذا أخذ يؤجل تنفيذ طلبهم هذا حتى تسنى له الهجرة لأمريكا. لماذا رفض العمل مع العسكريين؟ لأنهم خالفوا دستور البلاد وقتلوا الأبرياء وخلعوا حكومة جاءت بانتخابات ديمقراطية، ولذا لم يرد شونج أن يكون جزءًا من هذا الظلم. حين هاجر شونج اضطر لترك أسرته خلفه، لكنهم لحقوا به بشهور.

الهجرة

حين هاجر شونج لأمريكا (تحديدا في شمال كاليفورنيا) لم يكن معه أي مال، لكنه كان يعرف رجلا أمريكيا عمل كمستشار تجاري لحكومة تايوان، والذي تولى رعاية ومساعدة شونج للعمل بعد أن ساعده خلال الهجرة. ثم حدث أن مر شونج على محل في لوس انجلوس يبيع كل ما فيه تمهيدا للإغلاق، وهناك حيث عثر على منتجات متفرقة بسعر زهيد (10/1 الثمن الأصلي)، خاصة كرات الجولف والتي عمل شونج على تصديرها لليابان.

لا حاجة لرأس مال – الثقة تكفي

وهنا يثار سؤال: كيف لفقير معدم أن يبدأ نشاطا تصديريا بدون رأس مال؟ سؤال وجيه وسيبقى معنا لبعض الوقت، على أنه في حالتنا هنا كل ما تعين على شونج فعله هو أن يطلب من البائع أن يمهله 3 أسابيع حتى يعثر له على بائع ويتلقى ثمن البضاعة ثم يدفع له، وهو ما تم.

كيف دخل قطاع الإلكترونيات

استمر شونج يعثر على بضاعة مزجاة يعيد تصديرها لأسواق تريدها ويربح من فرق السعر، ثم تصادف أن كان له عدة أصدقاء يعملون لدى شركة هتش بي HP والذين استمروا في التكرار على مسامع شونج أن عليه دخول معترك تجارة الإلكترونيات، ثم تصادف أن اشترى شونج لابنته الصغيرة كمبيوتر منزلي ابل في عام 1979، ثم اشترى كمبيوتر آي بي ام – بي سي لابنه الصغير في 1982 لكن شونج لاحظ أن ابنه الصغير يقضي جل وقته على كمبيوتر أخته، وبسؤاله علل الابن ذلك بأن كمبيوتر ابل له واجهة رسومية ولديه ألعاب تعليمية كثيرة، وهي أمور ندر أن يجد مثلها على حاسوب آي بي ام الجاد الجامد.

ليست كل فكرة جيدة…

هنا خطرت الفكرة لشونج: لماذا لا يطور نظام تشغيل يعمل على الحاسوب الشخصي ويوفر ما توفره أنظمة تشغيل ابل ويقبل تشغيل برامج ابل؟ (بهدوء، نحن نتحدث عن حقبة الثمانينات تقريبا لذا لا تحكم على الماضي من المنظور الحالي). حين عرض شونج الفكرة على مهندس يعمل معه، رد عليه الأخير بأن هذا الأمر ممكن ولن يحتاج لأكثر من ستة شهور من العمل!

التقدير المبدئي عادة ما لا يصدق…

شعار شركة دياموند لمؤسسها شونج موون لي من كوريا الجنوبية

شعار شركة دياموند لمؤسسها شونج موون لي من كوريا الجنوبية

في عام 1982 أسس شونج شركة أسماها دياموند للوسائط المتعددة أو Diamond Multimedia والتي عانت من التعثر والخسائر حتى بلغت الخسارة الكلية مليونين من الدولارات. ما حدث فعليا هو أن الأمر تطلب قضاء ستة أعوام ونصف من العمل حتى تحققت الفكرة التي راودت شونج، ذلك لأن ابل تحمي الكثير من منتجاتها وفق قوانين الملكية الفكرية، الأمر الذي يجعل من الصعب تقليدها. هذه الأعوام الستة قضت على الأخضر واليابس في حياة شونج…

خسائر من كل نوع وحدب وصوب

الخسائر لم تقف عند حد المال، إذ انفصلت زوجته عنه ورحلت آخذة معها الأبناء، وبعدها اضطر شونج لبيع منزله بما فيه، وفقد كل شيء حتى بات يأكل من القمامة ويشتهي ساندويتش اللحم، وبلغ به اليأس مداه حتى أنه وضع فوهة المسدس على رأسه ثلاث مرات في رغبة لم تكتمل للانتحار. حتى مصلحة الضرائب الأمريكية طاردت شونج وهددته بالسجن إن لم يسدد ما عليه من ضرائب مستحقة…

كيف تخرج من دوامة اليأس؟

شونج مسيحي ملتزم، رفض لقاء ربه منتحرا، كذلك لطالما أمسك بصورة حفيده الصغير من ابنه، وتذكر كيف أن التقاليد الكورية تشين من ينتحر، وأنه بانتحاره سيجلب العار لمن يحب. معتمدا على قناعته هذه، وعلى تقليصه لكل أوجه الانفاق، من طعام وشراب وملبس، وبعدما تعلم أنه حين يُظهر للناس أنه صادق في اجتهاده للخروج من مأزقه المالي، سيساعدونه، وهو ما حدث مع جباة الضرائب الأمريكيين الذين تركوه دون سجن ليبرح المال الكافي لسداد الضرائب، وكذلك فعل الدائنون.

زوجة رحلت، لتحل محلها أخرى

ثم حدث أن الشريك الياباني لشونج سافر من اليابان إليه ليرى بنفسه ماذا حل بشريكه المستمر في الخسارة والبعد عن المكسب، وبعدما جلس معه وتعرف على تفاصيل أكثر من قصته، وصل إلى نتيجة مفادها أن شونج بحاجة لمن يرعاه على المستوى الشخصي، قبل المالي والاستثماري. وجد الصديق الياباني أن شونج بحاجة لزوجة تحسن التصريف والتدبير، ولذا اقترح عليه الزواج من نسيبته ريكو Reiko وهو ما تم بعد مرور 6 أشهر من هذه المقابلة! رغم أن التوافق بين اليابانيين والكوريين أمر صعب للغاية، لكن ريكو أثبتت كفاءة عالية في إدارة دفة حياة شونج، وساعدته للعودة من جديد.

مقابل الزيجة كان موافقة الشريك الياباني على استثمار 200 ألف دولار مع شونج، وكان هذا المبلغ كافيا لصنع بطاقة محاكاة لتشغيل برامج ابل 2 على حاسوب آي بي ام والأجهزة المتوافقة معه، وبعد صنع أول بطاقة محاكاة Emulator Card حملت اسم TrackStar جاء أول طلب شراء من شركة تاندي Tandy والتي طلبت كمية كبيرة من هذه البطاقات.

مبيعات مضمونة، بنوك ممتنعة

رغم حصول شونج على أمر الشراء، ووجوب الشروع في تصنيع هذه البطاقات بسرعة وتسيلمها للعميل الأول، لكن البنك الذي يتعامل معه شونج رفض إقراضه المال اللازم لشراء المكونات اللازمة للتصنيع! لحل هذه المشكلة، عاد شونج للشركة المصنعة وطلب منها أن ترسل أمر الشراء إلى البنك ليوافق الأخير على إقراض المال وهو ما تم. بعد تسليم شونج البضاعة المطلوبة، سددت الشركة الثمن مباشرة للبنك. بعد تاندي طلبت آي بي ام IBM شراء هذه البطاقات بدورها!

الانطلاق مع الوسائط المتعددة

في عام 1988، وبناء على اقتراحات من الشركاء والعملاء، قرر شونج دخول شركته معترك تصنيع معدات الوسائط المتعددة Multimedia، وهذه المرة اعتمد مرة أخرى على موظف يعمل معه اقترح عليه تطوير بطاقة عرض فيجا مخصصة لتسريع عرض رسومات الجرافيكس، وبعد صدور أول بطاقة تسريع، اشترت شركة جيتواي Gateway كمية كبيرة من هذه البطاقات.

صورة وصوت

من بطاقات الجرافيكس إلى بطاقات الصوت، إلى أجهزة تشغيل الموسيقى المحمولة مثل أجهزة ريو Rio (نعم، سبق شونج عباقرة شركة ابل إلى ذلك!) إلى طرح الأسهم في البورصة، إلى بيع شونج جل نصيبه في الشركة في عام 1995 مقابل 92 مليون دولار ليؤسس شركة أخرى للاستثمار لا زال عضوا في مجلس إدارتها (وقت كتابة هذه السطور) بينما يوجه نصيبا لا بأس به من ثروته لأعمال الخير، وأوصى بألا يرث أبناؤه سوى القليل اليسير من ثروته بعد موته، فهو يرى أنه أعطاهم فرصة نيل تعليم ممتاز الأمر الذي يكفيهم.

بعد بيعه الشركة، استحوذت شركة S3 على دياموند، ومرة أخرى جاءت بداية الاستحواذ مليئة بالعثرات والفشل، حتى استحوذت شركة أخرى على الشركتين، لتعود دياموند بعدها بفترة كشركة منفصلة، لا زالت تصنع بطاقات ملحقات لأجهزة الحاسوب، لكن بدون الشهرة التي حققتها لأول مرة…

على الجانب:

  • شونج ينحدر من سلالة ملكية، جده الأكبر كان ملك كوريا وحكمت أسرته كوريا لمدة 500 عام حتى جاء المحتل الياباني الغاشم وعصف بالبلاد في عام 1905.
  • شونج راعي كبير للفن الآسيوي، يعمل على تعريف الغرب بالفن اللآسيوي القديم.
  • في وقت فراغه، يعمل شونج على الرسم بألوان الزيت.
  • في بدايتها استعملت دياموند رقائق إلكترونية من صنع شركات مجهولة. مع نجاح دياموند نجح مصنعو هذه البطاقات وحقق بعضهم شهرة عالمية.
  • يدين عشاق ألعاب الكمبيوتر والكونصول لشركة دياموند، والتي فتحت الطريق أمام ظهور بطاقات عرض سريعة بما يكفي لعرض رسوميات ثلاثية الأبعاد كالتي تراها اليوم!

هذه القصة وردت ضمن محتويات باقة النجاح الإلكترونية التي يمكن شراؤها من هذا الرابط.

هذه التدوينة قصة نجاح من كوريا الجنوبية منشورة في مدونة شبايك على هذا الرابط مدونة شبايك.

قصة كفاح و نجاح عربة التسوق

$
0
0

عربة التسوق (أو الترولي أو الكارت أو Shopping cart) لا غنى عنها اليوم لمن يتسوق في كبريات متاجر التجزئة، لكن كيف كانت بداية عربات التسوق وهل كانت بداية سهلة؟ حسنا، لو كانت سهلة ما كنا لنتحدث عنها في مدونة شبايك، لكن قبلها دعونا نتعرف على مخترع عربة التسوق وأقصد الأمريكي سيلفان جولدمان Sylvan Goldman. قبل ذلك، يجب أن أذكر لكم أن الكيس الورقي الطويل (بدون يدين أو بيدين) الذي اعتدنا على أن نعبأ فيه مشترياتنا هو من اختراع الأمريكي والتر دوبنر Walter_Deubener في عام 1912، تلاه اختراع سلة التسوق المعدنية.

أسباب الحاجة إلى زيادة المشتريات

قبل أن أحكي لكم قصته، يجب أن نتعرف على أسباب اختراع الكيس الورقي ثم السلة المعدنية ثم ما بعدها. حسنا، بدأت القصة في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي بدأت تنتشر فيها وتتوسع وتكبر محلات البقالة، لتتحول إلى سوبر ماركت ثم هايبر ماركت، وكان الغرض العام هو زيادة أرباح محلات البقالة، مع تقليل مصاريف وتكاليف إدارتها بأكبر قدر. زاد من حدة هذا التنافس الكساد الاقتصادي الذي ضرب الاقتصاد الأمريكي في ثلاثينات القرن الماضي، ومن قبله الحرب العالمية الأولى وآثارها السلبية على الاقتصاد العالمي.

لماذا الحاجة إلى عربة التسوق ؟

حسنا، هذه المقدمة التاريخية هدفها توضيح أن سوء حالة الاقتصاد دفعت الأمريكان للتفكير في طرق جديدة لتشجيع المشترين على شراء المزيد من المشتريات، بدون أي زيادة في التكاليف. هذه الطريقة من التفكير كانت الدافع الكبير نحو ظهور محلات الخدمة الذاتية، أي تلك التي يدخل إليها المشتري ويسير بين الأروقة ويختار ما يريده ويحمله بيديه ثم يذهب إلى الخزينة ويشتري. مع بدء انتشار محلات الخدمة الذاتية، ظهرت معها مشاكل توجب حلها، أبرزها أن المشتري كان يحمل ما تستطيعه يداه فقط، دون أن يجمع كل ما يحتاج إليه، وهذا الأمر ساعد على ظهور سلة التسوق المعدنية / البلاستيكية / الخشبية، والتي كان الهدف منها مساعدة المشترين على شراء المزيد من البضاعة والمشتريات. سلة التسوق حلت مشكلة لكنها صنعت مشكلة أخرى، إذ بدأ الزبائن يشكون من ثقل سلة التسوق بعد وضع القليل من المشتريات فيها، فما العمل؟

قصة مخترع عربة التسوق الأمريكي سيلفان جولدمان

مخترع عربة التسوق الأمريكي سيلفان جولدمان

مخترع عربة التسوق الأمريكي سيلفان جولدمان

جاء ميلاد سيلفان في 1898 في أوكلاهوما الأمريكية، ودخل معترك تجارة الجملة مع أخيه في شبابه، إلا أن أسعار بترول أوكلاهوما انهارت في عام 1921 وحلت الخسائر على الجميع وخسر سيلفان كل ماله، الأمر الذي اضطره وأخاه للرحيل إلى كاليفورنيا لتعلم الأفكار الجديدة السائدة هناك في تجارة التجزئة، مثل الخدمة الذاتية وسلة التسوق المعدنية. في 1920، عاد الأخوان إلى أوكلاهوما متسلحين بما تعلماه، وطبقاه في سلسلة محلات جديدة (سوبرماركت) بتمويل من أقارب لهما (أسموها صن جروسيري)، ونجح الأمر أيما نجاح وبدأت الدنيا تبتسم لهما وبعد عام واحد كان لديهما سلسلة محلات من 21 محلا، حتى باعا محلاتهما الجديدة إلى سلسلة محلات سيفواي الشهيرة في عام 1929.

ثم حل الكساد الكبير بعدها بشهور، ونزل ضيفا غير مرغوب فيه على الجميع، ومرة ثانية خسر سيلفان كل أرباحه بعدما هوت أسعار أسهم سيفواي والتي حصل عليها كنتيجة لبيع محلاته. يعلق سيلفان على هذه العثرة الثانية بقوله: الشيء الجميل في تجارة الأغذية، هو أن الناس لا تستطيع التوقف عن شراء الطعام. مرة ثانية عاد سيلفان وأخوه من جديد في مدينة جديدة عن طريق شرائهم لسلسلة محلات تجزئة وأطلقا على السلسلة الجديدة اسم ستاندرد (فيما بعد عدل الاسم إلى همتي دامتي).

مولد فكرة عربة التسوق

هكذا بدت أول عربة تسوق

هكذا بدت أول عربة تسوق

ذات ليلة في عام 1937، جلس سيلفان يفكر في حل للمشكلة التي تواجهه، فهو يريد أن يشتري الزبائن المزيد من المنتجات، لكنهم يشكون من عدم قدرتهم على حمل سلة تسوق ثقيلة، فكيف يحل هذه المعضلة؟ كان سيلفان يريد حلا يسمح للزبون بحمل سلتين لا سلة تسوق واحدة، وتصادف أن جلس ساعتها على كرسي خشبي قابل للغلق والفتح، وبدأ يسرح بخياله، ماذا لو وضع السلة على المقعد، ووضع عجلات على أرجل المقعد لتسمح بدفعه؟ انتظر، لماذا لا نضع سلتي تسوق لا واحدة فقط؟

جلس سيلفان مع صديق له ميكانيكي يفكران في طريقة لتنفيذ هذه الفكرة التي نزلت عليه، وجاء التصميم الأولي من الإطارات المعدنية، قابل للفتح والغلق، ويحمل سلتي تسوق، مع عجلات تحمله، ويد تسمح بدفع حاملة سلات التسوق القابلة للغلق أو Folding basket carriers كما أسماها سيلفان في البداية. كانت الفكرة بسيطة، يدخل الزبون فيأخذ العربة ويضع عليها السلتين ثم يدفع العربة أمامه، ثم يحمل السلة عند الخزينة ليدفع ويخرج سعيدا. النماذج الأولية فشلت في العمل كما المراد منها، لكن النماذج التالية عالجت العيوب الأولية وجاء وقت تقديم العربة للزبون.

ميلاد عربة التسوق قوبل بالرفض الشديد

لعلك تظن أن الدنيا كانت وردية وأنها أقبلت غير مدبرة على سيلفان، حسنا، حدث ذلك لكن في النهاية لا البداية. حين عرض سيلفان الفكرة على رواد سلسلة محلاته، في منتصف ثلاثينات القرن الماضي، لقى رفضا وعزوفا شديدا. بداية رفض الرجال استخدام العربة لأنهم وجدوا فيها اعترافا بقلة قوتهم وبضعفهم وعجزهم عن حمل سلة أو سلتين. النساء رفضن العربة لأنها ذكرتهن بعربات الأطفال الصغار.

الرفض لا يعني النهاية

من حسن طالع البشرية، لم ييأس سيلفان، وعمد إلى فكرة ذكية، إذ استأجر ممثلين ورجال ونساء، يستخدمون عربة التسوق التي اخترعها داخل متاجره، ويشترون بضاعة ويمشون بها حتى يتقبل الناس الفكرة. ما زاد الطين بلة، تفكير إدارة المدينة في منع وحظر عربات التسوق بسبب عدم نظافتها، إذ بدأ بعض النسوة يضعن أطفالهن في السلة الأولى، بينما السلة الثانية للمشتريات، وكان نتيجة ذلك أن السلة الأولى حملت آثار حفاضات الأطفال.

نجاح عربة التسوق جاء بعد عامين

نعم، استمر سيلفان في استئجار الممثلين في متاجره لمدة عامين، حتى تقبل الناس فكرة استخدام عربات التسوق، وكان سيلفان من الحنكة بحيث سجل براءة اختراع لعربة التسوق التي اخترعها، حتى إذا بدأت عرباته تنتشر وتشهد إقبالا، كان مالكو المحلات الأخرى يدفعون له مقابل مالي لاستخدام تلك العربات لديهم، وهو كان مصدر دخل أكبر من تجارته ذاتها.

عربات التسوق المتداخلة

رغم نجاح الفكرة، لكن عند تنفيذها على نطاق كبير، عانت المحلات الكبرى من مشاكل تخزين عربة سيلفان للتسوق، حتى قامت أورلا واتسون Orla Watson من كانساس في عام 1946 باختراع عربات التسوق التي نعرفها اليوم، ذات الغطاء المعدني الخلفي المنزلق، والذي يسمح لعربات التسوق بأن تتداخل معا فتشغل مساحة أقل. بعد صراع قضائي بين سيلفان و أورلا، اتفق الاثنان على التعاون ومشاركة العوائد من اختراع كل منهما. منذ هذا التاريخ وعربات التسوق تحظى بتطويرات وإضافات تزيد من كفاءتها وسهولة استخدامها. الطريف في الأمر أن الاحصائيات والأرقام لا زالت توضح أن المحلات التي لا توفر عربات تسوق لزبائنها تحقق أرباحا أقل من تلك التي تفعل، حتى يومنا هذا!

اخترع سيلفان أشياء أخرى لم تحقق الشهرة ذاتها، لعل أبرزها عربات حمل حقائب المسافرين في الفنادق والمطارات. حتى وفاته، اشتهر سيلفان بسخاء إنفاقه في أوجه البر والخير.

الشاهد من القصة

كان يمكن لسيلفان أن ييأس، أو يقول حاولت ولم يفلح الأمر، لكنه لم يفعل.
حين تقدم فكرة مفيدة إلى السوق فيعزف عنها الناس، ربما يجب عليك أن تفعل مثل سيلفان وتستأجر مستخدمين فعليين لمنتجك حتى يتقبل الناس الفكرة.

ماذا عنك أنت عزيزي القارئ؟ بما خرجت من قصة عربة التسوق هذه؟

هذه التدوينة قصة كفاح و نجاح عربة التسوق منشورة في مدونة شبايك على هذا الرابط مدونة شبايك.

Viewing all 58 articles
Browse latest View live